الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«بيروت إنستتيوت» يدعو العرب للبحث عن مصالحهم في النظام العالمي الجديد

«بيروت إنستتيوت» يدعو العرب للبحث عن مصالحهم في النظام العالمي الجديد
15 أكتوبر 2019 03:36

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أوصى نخبة من خبراء السياسة الدولية في ختام قمة «بيروت إنستتيوت»، أمس، بأهمية بحث الدول العربية عن مصالحها في نظام عالمي جديد تسعى فيه القوى الدولية للحصول على مزيد من النفوذ في مختلف مناطق العالم، مؤكدين أن القوى واللاعبين في السياسة العالمية تتغير حساباتهم وفق أجندة المصالح الخاصة بهم.
جاء ذلك في الجلسة الختامية التي تم خلالها مناقشة مفتوحة لاستشراف مستقبل المنطقة في العقد القادم، وتناولت تساؤلات عدة أهمها: ماذا ما لم تقدم القوى العالمية إسهامات في دعم استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط الأكثر توتراً في العالم، في الوقت الذي يظهر فيه الدور الإيراني والتركي وتدخلاتهما في المنطقة العربية.

علاقات العقد القادم
وأكد عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية أن الموقف سيكون غير قابل لتوقع عواقبه إذا ما توطدت علاقات الولايات المتحدة الأميركية وإيران في العقد القادم، وذلك باعتبار أن هناك علاقات بين كل الدول في مختلف الظروف السياسية.
وتحدث نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق، عن التدخلات الإيرانية، قائلاً: «علينا أن نفكر بشكل مختلف إذا وجدنا ما يحدث على الأرض من التدخلات الإيرانية في مناطق عدة، ولابد من وجود رد فعل من خلال تفعيل العلاقات مع إيران وفق القدرات المتوافقة والعلاقات الدولية المتزنة».

الاقتصادات الجيوسياسية
وناقش المشاركون في الجلسة الأولى اقتصادات الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط وتناولت فرص الاستثمار للصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وكيف يتم توفيق الجغرافيا السياسية مع متطلبات إعادة الإعمار في بلدان ما بعد الصراع كسوريا واليمن والعراق، إضافة إلى البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية مثل ليبيا.
وقال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق والعميد المؤسس بالجامعة الأميركية بالقاهرة: «إن المنطقة العربية مشتعلة بالأحداث السياسية والاقتصادية ونحن الآن نتعامل مع الاقتصاد الذي يشهد حالة من الاضطراب».
وأضاف: إن الاستثمار الحكومي سيكون استثماراً سياسياً بغرض الحفاظ على الإنجازات السياسية التي تحققت على الأرض في الدول التي تعاني اضطرابات، إذ يرتبط الاستثمار الخاص ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع السياسية، فكلما ساد الاستقرار السياسي توسعت الاستثمارات.
وأشار إلى أن مصر تتبع خطة طموحة للانتقال من مرحلة الثورات إلى مرحلة تطوير الاقتصاد، ونجاحنا سيكون مرهوناً بوضع منظومة لإدارة الاقتصاد بما يسمح للشباب بالتفاعل، ودخول التكنولوجيا والتعليم والتقدم المستمر يحتاج إلى تغيير جوهري ولابد من الانتقال من كوننا ساحة للتسويق إلى ساحة للإنتاج.

الصين ودورها الجديد
وقال دكتور تشيج لي يو مدير الأكاديمية الصينية لاقتصادات الطاقة: «إن جمهورية الصين الشعبية تعد لاعباً جديداً في منطقة الشرق الأوسط، ولها أن تتوسع وأن يصبح لها دور رئيس ومرتبط بشكل مباشر بالفعاليات والأحداث التي تدور بالمنطقة»، مضيفاً أن الصين لديها حكومة قوية تعزز نفسها على مستوى العلاقات الدولية، وفي سبيل ذلك تسعى لتعزيز علاقات صداقتها واختيار شركاء مميزين.
وأشار إلى أن الصين تعد مستهلكاً كبيراً للنفط الذي يأتي من دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحديداً، حيث تسعى الصين للحفاظ على استقلالها الاقتصادي من خلال النفط والطاقة التي تحصل عليها من المنطقة. والصين لديها مبادرات سياسية حيث تعمل في مبادرات جادة على تحقيق السلام في اليمن والعراق وكل بلد يحتاج إلى سلام داخلي.

إعادة الإعمار
وأكد الجنرال ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أن الاستثمارات الأميركية نسبتها صفر في سوريا، موضحاً أن السبب في ذلك وجود عقوبات دولية على سوريا، مما يحول دون وجود شركات أميركية فيها.
وقال الجنرال بترايوس: «إن كل ما يتردد حول الوجود الأميركي في العراق بغرض استغلال الطاقة والموارد فيه غير صحيح»، موضحاً أن الهدف من هذا التواجد الأميركي هو تشغيل الموارد وإعادة الإعمار، مؤكداً أن عوائد النفط العراقي لم يتم وضعها في الحسابات المصرفية الأميركية كما يزعم البعض، وإنما ظهرت آثارها الإيجابية على إعادة البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
وبدوره، قال روبرت فورد السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر: «يجب إيجاد الشفافية فيما يتعلق بالعقود التي توقعها الشركات الأجنبية في الجزائر، ففي حال وجود سرية سيعتقد المجتمع أن هناك مؤامرات، لتبديد الدخل الاقتصادي، وإبقاء الوضع الاقتصادي سيئاً في الجزائر».

نقاش عبر الأجيال
وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان «نقاش عبر الأجيال» أكد نبيل العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أهمية تسليح الأجيال الجديدة من الشباب والفتيات في العالم العربي بالتعليم، وأن يكون الشباب على دراية بتاريخهم، مما سيقلل من فكرة هروبهم ونزوحهم من أوطانهم.
وفي ذات الجلسة، نفى عمرو موسى أن يكون التاريخ الطويل والمساعي التي بذلتها جامعة الدول العربية في قضايا الوطن العربي فاشلة، كما يزعم البعض، لافتاً إلى أن الحركة المتطورة التي شهدتها دول المنطقة اقتصادياً وثقافياً وسياسياً، جاءت نتاج جهود الجامعة العربية والتعاون الذي تم لحل كثير من القضايا.
وتناول السفير عبدالله بشارة الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي، حتمية محاربة التردد والتخوف من الإقدام على المبادرات التحديثية، مشيراً إلى أن هذا حال الدول العربية اليوم، مما يمنعها من اتخاذ قرارات وتنفيذها والتغيير من الواقع.

قادة الشباب العربي
واستعرض مجموعة من قادة الشباب العربي، خلال الجلسة الثالثة، وجهات نظرهم في الوضع الراهن، وما يصبون إليه في عام 2020، فيما ناقش المشاركون في الجلسة الرابعة التعامل مع الصراعات والنزاعات، على أساس الاهتمام بإعادة البنية التحتية، وإعادة تأهيل الإنسان للتعامل مع مخلفات الحروب والأزمات بنجاح، من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، ودعم قطاعات الصحة والتعليم، فيما ناقشت الجلسة الخامسة، مفهوم الاقتصاد الدائري، وكيفية الاستفادة من الموارد وإعادة تدويرها في مجالات أخرى، مما يفتح آفاقاً كبيره تساهم في دعم اقتصادات الدول في المنطقة العربية.

التغيرات العالمية
وقالت سميرة رجب المبعوثة الخاصة لديوان البحرين الملكي: «أعتقد أن مفهوم القطب الأوحد في النظام العالمي قد انتهى، وبدأ صراع جديد أكثر سخونة من الحرب الباردة، وهناك صراع دولي لتشكيل نظام عالمي جديد»، مؤكدة أن «الجميع يجب أن يبحث عن مصالحه بما يتوافق مع ظروفه».
وقال السفير روبرت بلاك ويل زميل أقدم في برنامج هنري كيسنجر بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي: «نحتاج إلى الجهود والتعاون بين روسيا ودول المنطقة وهذا يعكس دور روسيا في المنطقة. والقضية هي ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها رغبة حقيقية في العمل على استقرار المنطقة أم لا. وأشار إلى أن النظام الدولي يشهد حالة من تراجع حضور الولايات المتحدة في مناطق عدة».
وقال أندريه بيسترتكسي رئيس مجلس إدارة نادي فادالي: «إن عودة روسيا للشرق الأوسط مهمة، والعلاقات القوية أمر مهم. ولكن الأمر الجدير بتصاعد القلق هو الاجتياح التركي الذي ليس هناك تأكيد على أنه جاء نتيجة تنامي الدور الروسي في المنطقة».
وأشار بيسترتكسي إلى أن «العلاقات الروسية أيضاً لم تمتد إلى المنطقة العربية فحسب ولكن امتدت إلى الصين أيضاً، وفي الوقت نفسه فالوجود العسكري لكل من البلدين لا يمكن مقارنته بالوجود العسكري الأميركي في المنطقة. ومن وجهة نظري فإن الثقة المتبادلة في العلاقات بين القوى هي أساس قوة الروابط».

الأزمة السورية والقوى الدولية
قال هوشيار زيباري وزير المالية وزير الخارجية العراقي السابق: «هناك مرارة من حلفاء الولايات المتحدة بسبب السلوك الغريب والتخلي عنهم في فترات عصيبة، وفي الأزمة الراهنة بدأت أطراف دولية تلعب دور الوسيط بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري. هل يمكن إعطاء الحجة للجانب التركي بأن هناك نوايا لتقسيم الأراضي السورية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©