السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرحة الهضمية وإمكانية الصيام

القرحة الهضمية وإمكانية الصيام
8 يوليو 2014 00:26
للصيام علاقة وثيقة بالجهاز الهضمي فهو عملياً الإمساك عن الطعام والشراب منذ مطلع الشمس حتى غروبها، وذلك يعني راحة للجهاز الهضمي مدة تزيد على 15 ساعة في هذا الشهر ما يؤدي إلى نقص حركية الأمعاء ونقص مفرزات البنكرياس والمرارة، ولذلك تتحسن أعراض المرضى الذين يشكون من تشنج القولون والمرارة وعسرة الهضم. ولأن في الصيام راحة للجهاز الهضمي، فإن أمراض الهضم لا تمنع الصيام عموماً، إذ لا يسبب الصيام مضاعفات للجهاز الهضمي، إلا أن القرحة الهضمية ممكن أن تسوء أعراضها أثناء الصيام. تآكل موضعي القرحة الهضمية عبارة عن تآكل موضعي في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة والأمعاء، وقد تكون في المعدة فقط أو الاثني عشر وأحياناً تكون في الاثنين معاً. ورغم أن إفرازات المعدة تحتوي على حمض قوي وإنزيمات هاضمة، بيد أن هناك آليات عديدة في المعدة لحمايتها من الهضم، مثل إفراز البيكربونات المعدلة للحموضة، وكذلك المواد المخاطية التي تحمي المعدة وتحدث القرحة الهضمية عند اختلال التوازن بين هذه العوامل جميعها. وهذا الخلل يحدث في حالات لإصابة بالجرثومة الحلزونية (الهيلكوباكتر) أو ما يعرف بجرثومة المعدة التي تقوم بإضعاف الغشاء المخاطي للمعدة. وتناول الأدوية التي تسبب أذية للغشاء المخاطي الهضمي، مثل الإسبرين ومضادات الالتهاب غير الستروئيدية مثل البروفين والفولتارين، وكذلك مضادات الالتهاب، الستروئيدية مثل البريدلون والكورتيزون. والتدخين والكحول تعتبر من المواد التي تسبب الأذية لغشاء المعدة. ومن أعراض القرحة الهضمية الألم الحاد أعلى البطن الذي يستمر لأيام، وأحياناً أسابيع، ويخف بتناول الطعام وأدوية علاج الحموضة، ويعود بعد ساعات ويزداد عند الجوع، ويمكن أن يوقظ الألم المريض من النوم. ويخلط كثير من المرضى بين آلام المعدة القرحية، وبين القلس المعدي المريئي (الارتجاع الحامضي)، حيث ألم الارتجاع يحدث عند تناول وجبات كبيرة أو الاستلقاء بعد الطعام، بينما ألم قرحة المعدة يخف على الطعام، وفي كل الأحوال، فإن تشخيص قرحة المعدة يوضع عبر إجراء التنظير الهضمي المعدي (أندوسكوب). نصائح في رمضان ينصح المرضى الذين يعانون آلاماً شديدة وإقياء بعدم الصيام حتى زوال الأعراض، كما أن المرضى الذين يشكون من نزف معدي خلال الأشهر الثلاثة الماضية أو عانوا من انسداد أو ثقب في القرحة، وكذلك كبار السن المصابين بالقرحة بعدم الصيام، أما المرضى الذين عانوا سابقاً من القرحة المعدية، وتم لهم الشفاء، فيفضل استعمال مضادات الحموضة خلال شهر رمضان. وينبغي على المريض الإفطار عند وجود آلام شديدة في أعلى البطن أو حدوث ألم أيقظه من النوم، وكذلك عند حدوث اختلاطات القرحة مثل النزف المعدي الذي قد يظهر عبر إقياء دموي أو خروج غائط أسود مثل القطران. وينصح المرضى الذين يعانون من آلام المعدة أو حرقة الفؤاد (الارتجاع المعدي) بتناول وجبات صغيرة متعددة مع تناول أدوية الحموضة بانتظام، ويفضل تناولها قبل السحور حتى يخف إفراز الحمض أثناء الصيام مع تأخير السحور قدر المستطاع. وينبغي تجنب الطعام الدسم والبهارات والمخللات والعصائر الحامضة، تجنب الأدوية المؤذية للمعدة، وإذا كان من الضروري استعمالها، فيجب استعمال مضادات الحموضة معها. لا بد من الابتعاد عن الانفعالات العصبية والتوتر والقلق لأنها تزيد إفراز حمض المعدة، ومن الضروري التوقف عن التدخين وتخفيف القهوة والمشروبات الغازية. أما إذا كانت القرحة غير نشيطة، أي أن المريض لم يعد يشتكي من أعراض القرحة، فيفضل أن يتناول أدوية الحموضة قبل السحور طوال شهر رمضان حتى لا تنعكس بشكل مفاجئ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©