الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمر الشامسي: أفكاري كوكتيل فني بمذاق خاص

سمر الشامسي: أفكاري كوكتيل فني بمذاق خاص
15 فبراير 2009 01:04
تحرص الفنانة التشكيلية المهندسة سمر الشامسي أن تستنطق أحاسيسها الفنية من دواخلها في أفكار جريئة بعيدة عن الاقتباس والتقليد حتى لا تفقد خصوصيتها وبصمتها الذاتية في كل عمل فني تقدمه، وتحرص في الوقت ذاته أن تتعامل مع الحدث اليومي في حياة الناس بلغتها الفنية الخاصة، وإن جاءت أحيانا بلغة ''مجنونة''، دون أن تفقد اتزانها والتزامها الفني في الخطوط والألوان لتخاطب المعاني من خلال لغة فنية راقية ومريحة· وها هي تنتهي من رصد ومواكبة يوم الحب العالمي، أو ما يعرف بـ''فالنتاين دي'' عبر مجموعة من الأفكار الذاتية التي تعبر - كما تقول - عن مشاعر ومعنى الحب بطريقة تملؤها البهجة والسرور والفرح والطرافة أيضاً، أو بأسلوب ضاحك وساخر غير معتاد أو مألوف، وتقول: ''عيد الحب أصبح مناسبة عالمية، وكل إنسان يحتفل به على طريقته الخاصة، ولقد حاولت من خلال مجموعة من اللوحات الفنية أن أعبر عن هذه المشاعر الإنسانية بطريقتي التي لا تخلو من البهجة والسرور، ولا يمنع من مزجها في لغة ''ساخرة'' غير معتادة للتعبير، وليس شرطاً أن تكون هذه المشاعر بين حبيبين أو عاشقين، وإنما مشاعر الحب موجودة بين الأم وأبنائها، والابن وأبيه، وبين الزملاء والأصدقاء والناس جميعاً''· اللهجة الساخرة تضيف الشامسي: ''إن اختيار اللهجة الساخرة، أو النمط الفكاهي الطريف في رسوم ''كاريكاتورية'' يبسط المعنى، ويجسد الفكرة في لغة سهلة يستوعبها كل الناس على اختلاف ثقافاتهم، ولقد حاولت أن أستخدم الخطوط البسيطة جداً، والملامح المألوفة، والألوان غير الحادة التي تعبر عن الحب''· أما عن الرسالة التي تود أن تقولها في مجموعة أعمالها ''الكاريكاتورية'' فتقول الشامسي: ''أعمال نبت لأفكاري، وتترجم دعوة صادقة ليس فقط في يوم الحب، وإنما في كل أيامنا، نحو المزيد من الحب والعطاء والتسامح والتصالح مع النفس، والتخلي عن كل المشاعر السلبية المحبطة التي تعوق استمتاعنا بالحياة بشكل سوي وصحي وإيجابي، واستثمار كل نواحي الجمال ومفرداته في حياتنا، وإضفاء البسمة والأمل والتفاؤل على كل ما نعمله، وما نراه، وما ننتظره، ولعل جميع الدراسات التربوية والنفسية والسلوكية أكدت أن ''الضحك'' يزيل الهموم، ويخفف الضغوط، بل هناك كثير من الدراسات أكدت أن الضحك والسعادة والتفاؤل تدعم أجهزة المناعة لدى الإنسان، ومن ثم يصبح أفضل حالا، وأكثر إنتاجا''· العلاج بالرسم تؤكد الفنانة التشكيلية سمر الشامسي أن العلاج بالرسم والألوان أكثر تأثيراً وإيجابية ونجاحاً من الطرق التقليدية الأخرى، ويعد أسلوباً ومنهجاً ناجحاً للعلاج بالعمل المعمول به في كافة العيادات والمراكز الطبية النفسية والتأهيلية المتقدمة في العالم، ويعرف بـ "ART THEARAPY". وتعتزم الشامسي تجميع رسوماتها في ''ألبوم'' أشبه ''بالأوتوجراف'' الشخصي وطرحه في الأسواق في وقت لاحق، وتعتزم أيضاً إصدار عدد من الأعمال الفنية المشابهة التي تواكب الأحداث والمناسبات الوطنية والدينية المختلفة بنفس الأسلوب· وعن تحولها من التعبير برسم اللوحات التشكيلية والبورتريهات الفنية إلى الرسم ''الكاريكاتوري'' تقول الشامسي: ''الفن هو الفن، والإبداع لا يقسم، وإنما يمكن أن يتخذ أشكالاً وطرقاً متباينة، فالفن التشكيلي عامة لغة تعبيرية صادقة عما يجول بخاطر الفنان والخطوط والفرشاة والألوان واللوحات إنما هي وسائل تعبيرية، ففي بعض الأحيان تسيطر عليّ فكرة للوحة فنية ما، وأريد أن أقول من خلالها كلاماً معيناً، أو رسالة محددة، كما هو الحال في لوحتي عن عيون ''الموناليزا'' التي رسمتها في سبعة أشكال متباينة، أو في لوحة ''الخيول''، أو في لوحة ''الأميرة الحالمة'' أو غيرها، وفي هذه المرة رأيت أن تكون اللغة المستخدمة الخطوط الكاريكاتورية البسيطة، ولا يعني ذلك تحولاً، وإنما هو لون من الألوان''· إشادة وإعجاب أما عن صدى أعمالها المتعددة في أكثر من مشاركة فتقول: ''الحمد لله أن أعمالي التي شاركت بها في معارض داخل الإمارات أو خارجها نالت إشادة واعجاب الجمهور والنقاد، بل ويحرص الزائرون على اقتنائها، ولعل آخر أعمالي ''أميرة الحالمة'' التي أصر الفنان نور الشريف على الفوز بها بعد افتتاحه المعرض الذي أقيم بمنتجع شرم الشيخ السياحي في مصر، خير دليل، وسبق وأن نلت جائزة العويس للفنون مرتين، وهو شرف كبير أحظى به· وبخصوص الأعمال التي تشغلها في الفترة القادمة، قالت سمر الشامسي: ''ليست لديّ خطة معينة، فالأفكار ''بنت'' للحظة، لكن ما أنا أثق به أنني لن أتوقف عن الرسم· وعن التوفيق بين مشاغلها وأعمالها وإدارتها لمكتبها الهندسي للتصميم والديكور، وممارسة الرسم، والأعباء الأسرية تؤكد سمر الشامسي: ''أنني أقسم وقتي بشكل دقيق، وأستغل كل لحظة، وأحاول أن أوازن بين كل هذه الاهتمام والمشاغل، ومما لاشك فيه أن دعم زوجي وتفهمه وتشجيعه لي دائماً كان له الأثر الكبير في نجاحي واستمرار هوايتي، دون أن يؤثر ذلك سلباً على مسؤولياتي الأسرية والاجتماعية''· كوكتيل فني عن تعدد إمكاناتها وقدراتها الفنية في أكثر من مجال، وعلاقة كل جانب بالآخر تقول الفنانة التشكيلية سمر الشامسي: ''أنا عاشقة للفن بالفطرة التي نميتها منذ طفولتي بالرسم والشخبطة بالألوان، وصناعة الأشياء من العلب الكرتونية والأوراق والقماش، وكثيراً ما رسمت شخصيات قريبة مني أو شخصيات عامة بالكاريكاتير على الورق والجدران، وعندما أتممت دراستي الثانوية أصقلت هذه الموهبة بالدراسة الأكاديمية وحصلت على بكالوريوس الهندسة الداخلية والفنون الجميلة ''تصميم''، واهتمامي بفنون التصميم الداخلي لم ينفصل عن اهتمامي بالفن، وحرصت على توظيف رؤيتي الفنية في تنفيذ أعمال الديكور التي أصممها سواء في''الفلل'' والمنازل والقصور أو الفنادق، دون أن أهمل اطلاعاتي وثقافتي الفنية، والاطلاع على الكثير من أعمال كبار الفنانين التشكيليين في العالم، ومن ثم من خلال إقامة عدد من المعارض الفنية المحلية والإقليمية والعالمية، فالفن عندي كل لا يتجزأ، فبعد أن كان حلماً يداعبني خلال الطفولة، فلقد كبر الحلم معي وأصبح عملاً احترافياً يترجم شغفي بهذا ''الكوكتيل'' المتناغم من الفنون'' وأفكاري أمزجها بطريقة خاصة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©