الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استراتيجية وطنية مستقبلية لجودة الهواء

استراتيجية وطنية مستقبلية لجودة الهواء
11 أكتوبر 2019 03:14

شروق عوض (دبي)

كشفت وزارة التغير المناخي والبيئة أن نسبة مؤشر جودة الهواء في دولة الإمارات العام الماضي شهدت انخفاضاً بواقع 6.4%، حيث بلغت 70.6%، مقارنة مع نسبة المؤشر خلال العام (2017) والتي بلغت 77%، موضحة أن الاختلاف في تحديد نسب المؤشر لا يعني انخفاضها، وإنما زيادة دقة جمع المعلومات، حيث تم خلال الفترة الماضية زيادة عدد المحطات التي يتم احتساب المؤشر على أساس نتائجها، إذ كان يتم القياس في السابق بناءً على القراءات الواردة من 42 محطة على مستوى الدولة، أما في عام 2018 فقد ارتفع عددها لتصل إلى 47 محطة، والذي أدى بدوره إلى زيادة عدد القراءات ودقتها، ما أظهر نتائج أكثر تفصيلاً لكثير من نقاط القياس على مستوى الدولة.
وقالت المهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء في وزارة التغير المناخي والبيئة، لـ«الاتحاد»: إن الوزارة عملت في الفترة السابقة على المشروع الوطني لجرد انبعاثات ملوثات الهواء والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويهدف المشروع إلى توفير بيانات مفيدة ومحدثة عن انبعاثات الملوثات التي يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان والصحة العامة، بالإضافة إلى مساعدة صناع القرار في التخطيط للمشاريع التحسينية، ووضع حدود للانبعاثات وأهداف للتخفيض، كما يسهم في تطوير منهجية لحصر انبعاثات ملوثات الهواء في الدولة، لافتة إلى أن مخرجات هذا المشروع ستساهم بوضع خطط خفض ملوثات الهواء المستقبلية من القطاعات ذات الأثر الأعلى، بالإضافة إلى وضع استراتيجية وطنية مستقبلية لجودة الهواء.

ملوثات ناتجة عن مصادر طبيعية
وأوضحت العبدولي أنه رغم حرص دولة الإمارات على الوصول بنسبة جودة الهواء إلى 90% بحلول العام 2021، بما يتواكب مع أحد مستهدفات رؤيتها، فإن سبب الانخفاض الذي شهدته دولة الإمارات خلال العام المنصرم في نسبة مؤشر جودة الهواء، يعود إلى اختلاف تحديد نسب جودة الهواء والمؤشر الخاص بها مما لا يعني انخفاضها، وإنما زيادة دقة جمع المعلومات، كما أن هناك ملوثات للهواء ناتجة عن مصادر طبيعية (وليست ملوثات صناعية) ترتفع وتنخفض بشكل طبيعي وتلقائي على مدار العام، ويصعب السيطرة على هذا النوع من الملوثات، لأنها ناشئة عن ظروف طبيعية يصعب على الإنسان التدخل بها، ولذا قد تظهر قراءات المؤشر تراجعاً أو زيادة بحسب تركز نسب هذه الملوثات، بالإضافة إلى أن جودة الهواء ليست محصورة بمنطقة جغرافية واحدة، وإنما تنشأ بعض تراكيز هذه الملوثات عن دول مجاورة، وتنتقل عبر الجو ويتم رصدها بالدولة. ولفتت العبدولي إلى أن الوزارة تعمل من جهتها على ضبط مؤشر جودة الهواء وتحقيق مستهدفات وتوجهات الدولة، وتعزيز شراكاتها مع القطاعين الحكومي والخاص، لوضع وتنفيذ المشاريع الخاصة بالحد وخفض ملوثات الهواء، التي بدورها ستشارك في تحسين نتائج مؤشر نسبة جودة الهواء، وذلك من خلال مشاريع طموحة تساهم في إحداث نقلة نوعية بجودة الهواء.

خفض انبعاثات ملوثات الهواء
وحول أهم جهود وزارة التغير المناخي والبيئة المبذولة في هذا الشأن أكدت أن الوزارة بالتعاون مع جميع السلطات المحلية على مستوى الدولة، تعمل بشكل مستمر على تحسين جودة الهواء، وذلك من خلال مشاريع متعددة، تشمل جوانب عديدة منها على سبيل المثال التحديث على السياسات والتشريعات التي تتوافق مع خطط حد وخفض انبعاثات ملوثات الهواء، بالإضافة إلى المبادرات التي تتم مع الجهات المختصة في قطاع النقل، وذلك لخفض ملوثات الهواء الناتجة عن هذا القطاع، ومثالٌ على ذلك سياسات الانتقال إلى المركبات الصديقة للبيئة والتي اتبعتها بعض المؤسسات المشغلة لأساطيل النقل على مستوى الدولة، بهدف خفض ملوثات الهواء، كما عملت الوزارة والسلطات المحلية على مستوى الدولة، بالتعاون مع القطاع الخاص على وضع خطط وتدابير لتحسين جودة الهواء ونموذج على ذلك مبادرات ربط المصانع بالسلطات المحلية، بغرض المراقبة الدائمة وضمان التزامها بالحدود المنصوص عليها وفقاً للتشريعات المتبعة.

الذكاء الاصطناعي
وأشارت العبدولي إلى أن مشروع غرفة الذكاء الاصطناعي بالوزارة يحتوي على عدة أنظمة منها نظام الرصد البيئي الذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، ويتضمن بيانات تراكيز ملوثات جودة الهواء، بالإضافة إلى بيانات مؤشر جودة الهواء من خلال الأقمار الاصطناعية، كما يضم النظام سلسلة من صور الخرائط توضح التراكيز على مدار الساعة لملوثات الهواء واتجاهها على الدولة، ونموذج التنبؤات بتراكيز الملوثات لمدة ثلاثة أيام.
وبيّنت أن حساب مؤشر جودة الهواء يستند على قياسات خمسة ملوثات رئيسة، هي: ثاني أكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون، والأوزون الأرضي، وثاني أكسيد الكبريت، والجسيمات بقطر أقل من 10 ميكرون و2.5 ميكرون، لافتة إلى أنه نظراً لأهمية معرفة الجمهور بجودة الهواء في منطقة ما، فقد تم وضع المؤشر من خلال التطبيق الذكي للوزارة، والذي يعتمد على التدرج اللوني ويسهل فهمه من قبل عامة الجمهور، كما تم تقسيم مستويات جودة الهواء من 0 إلى 500 درجة، وتمثل الدرجة 0-50 تراكيز الملوثات الخمسة ضمن الحدود المسموح بها، أي لا تمثل خطراً على الصحة العامة، في حين تمثل الدرجة 500 أعلى قيمة، أي هواء أكثر تلوثاً وتهديداً أكبر للصحة، وكلما نقصت القيمة دلت على هواء أكثر نقاء وأقل تهديداً لصحة الإنسان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©