الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الرعيل الأول لكرة الإمارات يستعيد الذكريات بعد 45 عاماً

الرعيل الأول لكرة الإمارات يستعيد الذكريات بعد 45 عاماً
11 أكتوبر 2019 00:02

علي معالي(دبي)

الذكريات تبقى محفورة في العقول، تأخذنا إلى عالم جميل نستعيد فيه أجمل الأحداث، ويبقى لها رونق خاص بالقلب، ورغم أنها من الماضي إلا أنها ما زالت تنبض بالحياة في قلوب أصحابها.
ودائماً يبقى شيء من عبق التاريخ والزمن الجميل، وغير قابل للنسيان، يظل باقياً لأنه يمثل الأساس، خاصة إذا كان رائعاً، وتحديداً عندما يرتبط بالجيل الذي وضع اللبنة الأولى في كرة الإمارات، ومهد الطريق أمام الأجيال التالية للسير على الدرب نفسه.
مهما كانت الكلمات والعبارات فإنها لن تستطيع وصف الذكريات الجميلة إلا في عبارة مفادها مثل سفينة الأحلام، نبحر بها عبر أيامنا وجيلنا الحاضر لاستعادة زمن جميل ومشرق، وفي الجلسة الرائعة التي جمعت الرعيل الأول للكرة الإماراتية، في ضيافة كريمة من والدة محمد مطر غراب لاعب منتخبنا وشباب الأهلي والكروي الأسبق، كانت ذكريات الماضي الجميل، والتي استمرت لنحو 3 ساعات، دار الحوار الأساسي فيها عن «الحلو والمر» في الماضي، وهو ما جعل الحياة مضيئة للأجيال التالية، ولكن عندما جلسوا جميعاً خرجت الضحكات عالية.
والجميل في الجلسة التي حضرها عدد كبير من نجومنا الكبار، أن هناك أشخاصاً لم يلتقوا بعضهم البعض منذ عام 1974، ولك أن تتخيل كيف جاء اللقاء بعد 45 عاماً من الغياب والبعد، الوهلة الأولى نظرات وبعدها حفاوة بالغة تجعل الدموع تنساب من العيون.
في البداية، نستعرض أسماء الكرويين القدامى الذين حضروا الاجتماع وهم: أحمد عيسى، يوسف محمد، جاسم محمد، محمد حمدون، مبارك بالأسود، موسى عباس، عنتر مرزوق، محمد الكوس، سعيد عبدالله، عبدالله خليل، إبراهيم بحير، حسن بوعلي، عبدالناصر الخاجه، صالح موسى الجنيبي، إبراهيم سرور، سالم حديد، سعيد سالم، ثاني المطروشي.
في البداية، قال محمد مطر غراب صاحب الدعوة إن الاشتياق لهذه الكوكبة من النجوم القدامى، دفعنا إلى الفكرة، وتعودنا خلال الموسم أن نجلس مرة كل أسبوعين، نتجمع خلالها بأكبر عدد من الرياضيين، ووجدتها فرصة بأن نلتقي بالجيل الأول في الكرة الإماراتية، وتمت الفكرة، وحضر مجموعة من الرعيل الأول وشاهدناهم في قمة السعادة، لأن هناك عدداً منهم لم يتلاقوا منذ فترات طويلة.
وأضاف: نجتمع منذ سنوات كل أربعاء بالمنزل، ومن حضر أمس الأول من الرعيل الأول، وحقيقة أننا لم نتطرق إلى الوضع الكروي الحالي، لأن الاهتمام انصب على حديث الذكريات، وشاهدت مدى الحب المتبادل ولم أر مثلاً يوسف محمد ومبارك بالاسود منذ فترات طويلة، وجاسم محمد وعبدالله خليل مختفيان من زمان، واشتقت لهم كثيراً، لذلك فإن سعادتي كبيرة بوجودهم معنا.
وقال: الوضع الكروي الحالي لا يحتاج إلى جلسة مجالس، بل إلى ورش عمل كثيفة ومتنوعة، يمكن من خلالها وضع العلاج لما نعانيه في الوقت الراهن، منها مثلاً اليوم هناك الكثير من القرارات التي تم اتخاذها في الفترة الأخيرة باتحاد اللعبة، تحتاج إلى مناقشات طويلة، منها اللاعب المقيم وشروطه، والاستفادة منه ونوعيته أيضاً.
وأضاف: الآن لدينا منتخب جديد، وفي معترك قوي بعناصر صاعدة، نحملها مسؤولية الوصول إلى كأس العالم، وهو شيء فوق طاقة اللاعبين الجدد.
أما يوسف محمد، وهو من الرعيل الأول لمنتخبنا الوطني فوصف الجلسة بأنها «قعدة حلوة» وجميلة بصاحب دعوتها، ورأيت الملامح نفسها التي شاهدتها عام 1972، مع تغييرات بحكم الزمن طبعاً، لكنها نفس الطيبة والسلوك والحب والود، وكأن الزمان لم يمر من هنا.
وأضاف: أسس جيلي الكرة في الدولة، وللأسف لم نجد أي اتحاد على مر كل هذه السنوات يقوم بتكريمنا أو حتى مجرد التفكير في تجمعنا، على الرغم أن ما تجنيه الكرة حالياً هو ثمرة جهد كبير قمنا به في زمن كانت فيه الحياة صعبة، ولكننا عملنا بحب وإخلاص كبيرين للوطن، ولم نجد أي اتحاد يقول لنا شكراً على ما قدمتموه، وحديثي هنا عن التكريم ليس من الناحية المادية، بل من الجانب الأدبي، والأجيال الحالية أخذت كل «حاجة حلوة» نحن زرعناها من سنوات طويلة، ولم يقولوا لنا شكراً على ما قدمتموه لنا، ولعبنا الكرة حباً بها وتركنا دراستنا وأسرنا عشقاً لها وخدمة لاسم الوطن، وكما قلت لا نريد المال، بل التقدير فقط لما قمنا به في زمن مختلف في كل شيء.

أحمد عيسى: البداية الصعبة في «الزمن الجميل»
أشار أحمد عيسى إلى أن حديث الذكريات جاء ممتعاً، خاصة أن عدداً من الرعيل الأول حرصوا على الحضور، وقال: رأيت الحب الكبير بين نجوم «الزمن الجميل»، وتحدثنا عن «البدايات الصعبة» في كل شيء، سواء من البنى التحتية أو الأجهزة التكميلية، إلا أن شرف البدايات بالنسبة لنا شيء رائع، وكنا على قدر المسؤولية وقتها.
وأضاف: كان عندنا أمل كبير فيما سبق، بوجود رابطة اللاعبين، وقمنا بالسعي لتكريس ذلك، ولو أنشئت الرابطة لتغير الوضع حالياً بالنسبة لنا، من خلال المحافظة على العلاقة الإنسانية بين اللاعبين، وأعتقد أن ما حدث نموذج للاعبين فيما بعد، لأن نلتقي في هذا المشهد الرائع، وعلينا السعي لمثل هذه المبادرات الطيبة، ومجرد اللقاء هو أقوى شيء.

سعيد عبدالله: «أصحاب الصنعة» يبتعدون!
أكد سعيد عبدالله أنه ليس من الرعيل الأول، إلا أنه لعب إلى جوارهم، وعندما شاهدهم في الجلسة، شعر بالسعادة الغامرة بهم، وقال: «أذكر أنني لعبت معهم في «خليجي 1979»، ولم أر مثلاً جاسم محمد منذ 15 عاماً، وعبدالله خليل للمرة الأولى نجلس معاً، نعم إنها ذكريات ولا أروع».
وتطرق سعيد عبدالله إلى نقطة مهمة للغاية، وقال: «لو نظرنا إلى كرة القدم حالياً نجد أن الدخلاء يتولون شؤونها، ولا أقول بأن نمنعهم، لكن المفترض أن «أصحاب الصنعة» هم الأجدر بها، وهذا ليس فقط في كرة القدم.

سالم حديد: أين المظلة؟
وصف سالم حديد مبادرة محمد مطر غراب بالرائعة، وأنها تواصل مهم بين الأجيال، وقال: للأسف هذا الجيل غابت عنه الكثير من الأمور الاجتماعية، ومنها عدم وجود رابطة للاعبين، وفي الماضي سعينا لتكوينها، لكن لم تتم الخطوة، ومشكلتنا الرعاية والعلاقات الاجتماعية والصحية للاعبين القدامى، وعدم وجود مظلة لنا حرمنا من هذه الجزئية المهمة.

صالح موسى: لم ألتق بهم منذ 1981
قال صالح موسى الجنيبي: إنها المرة الأولى التي التقي فيها مع جيلي منذ عام 1981، وسعادتي لا توصف لأننا استرجعنا ذكريات «الزمن الجميل»، وعلى وعد بأن أتواجد معهم في مرات مقبلة، ومثل هذه الجلسات تثري الحياة الاجتماعية، ونكون قدوة للأجيال الحالية والمستقبلية.

تنسيق ثنائي
قام بالتنسيق للجلسة عبدالله مراد، بالاتفاق مع محمد مطر غراب، ومن المفترض أن تكون بأحد المطاعم، إلا أن محمد مطر غراب أصر على أن يتجمع النجوم في ضيافته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©