الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تحت الضوء الأحمر»: أثر الوجود الإنساني في المريخ!

«تحت الضوء الأحمر»: أثر الوجود الإنساني في المريخ!
30 يناير 2020 01:51

نوف الموسى (دبي)

هناك توجه ملحوظ لفكرة المتاحف المستقبلية، تلك التي تقدم تصوراً عن المستقبل، في كونه تصوراً لماض لم يحصل بعد، وربما ما أثار الفكرة بأبعادها المحلية، تنظيم مركز تشكيل بمدينة دبي، معرضاً فنياً للفنانة سيلفيا هيرناندو، بعنوان «تحت الضوء الأحمر»، الذي يقدم رحلة فوتوغرافية توثيقية لبقايا الوجود الإنساني على سطح المريخ، وجاء المعرض ضمن مخرجات «برنامج الممارسة النقدية»، إحدى مبادرات المركز الرائدة في دعم الفنانين المعاصرين المقيمين في الإمارات لمدة عام. والسؤال الجوهري الذي بإمكاننا طرحه من خلال زيارة المعرض، هو القيمة المعرفية التي يضفيها فعل «التجريب» في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتحديداً ما عمدت إليه الفنانة سيلفيا بإعادة تشكيل صور تم التقاطها في فترات متقاربة، وتكون مألوفة كتلك الصور الحقيقية لأول هبوط على سطح القمر، مؤكدة أنها تسعى إلى خلق وهم حسي لغزو المريخ مستقبلاً، باعتبار أن الوثائق والصور والحالة المتحفية التي قدمها المعرض، تساعد في تشكيل الصور التخيلية لكوكب المريخ.
دائماً تتوسع النقاشات حول التجريب في الفن التشكيلي، وبالمقابل فإن منطقة الصورة الفوتوغرافية أصبحت تمتلك هي الأخرى قوة بديعة، في مجتمعات العالم. وكيفية التفكير باعتبارها فضاء تجريبياً، يحمل دلالات مهمة، تتجاوز رؤيتنا للفوتوغرافيا بأشكالها المباشرة، بل إلى ما هو أبعد من الصورة نفسها، أشبه ما يكون بعملية تفكيك للمشهد البصري، وهنا تكمن أهمية معرض «تحت الضوء الأحمر»، الذي يثير الذاكرة بالطبع إلى المسألة الأخيرة لتعرفنا على أول صورة حقيقية للثقب الأسود في عام 2019. وهو ما يمكن ربطه بما ذكرته سيلفيا هيرناندو بمسألة الآثار الاجتماعية التي تتركها الصور على سلوكنا وطريقة تشاركها مع الآخرين، مشيرة إلى أن السرعة التي تنتج بها الصور الآن، تجعلنا نترك من خلفنا أرشيفات ضخمة، تختفي تدريجياً، لأننا ننتج صوراً بسرعة تفوق استهلاكها، ومن هنا تكمن أهمية التوثيق والحالة المتحفية للانتقاء النوعي وإعادة التدوير، لإضفاء معنى جديد لتلك الصور.
التوقف عند مجموعة من الأطياف، ضمن سلسلة «تحت الضوء الأحمر»، وهي عبارة عن طباعة حبرية نافذة على ورق ألياف غير لامع، يلفت المشاهد إلى الألوان بتدرجاتها التتابعية، يخدش الضوء بعضاً منها، ويعود بنا إلى ما دونه الفنان والأكاديمي إسحاق سوليفان، من عمل مرشد للفنانة سيلفيا هيرناندو ضمن البرنامج النقدي، قائلاً: «يمكن أن ننظر إلى ضبابية المستقبل هنا، كإقرار بالتطور المتسارع للابتكار التكنولوجي، فمع كل فجر جديد يصعب توقع المستقبل، استناداً إلى الحاضر، وكما أشار دوغلاس كوبلاند: وصلنا إلى مرحلة حين نعطي تصوراً عن المستقبل -شيئاً يبدو مستقبلياً- فإننا في الواقع نصنع المستقبل».
ومن جهتها اعتبرت الفنانة التشكيلية كريستيانا دي ماركي، من عملت أيضاً كمرشدة فنية للفنانة سيلفيا هيرناندو، أن معرض «تحت الضوء الأحمر»، مشروع يفترض متحفاً خيالياً يطرح الجدلية الكامنة بين النظرة إلى الماضي والمستقبل، مبينة أن التلاعب بالصور يشكل المحور الأساسي لمشروع هيرناندو الخيالي، رغم اعتماده على التصوير كأداة رئيسية، ممثلاً تناقضاً مهماً لفهم عملية المشروع نفسه، القائم على جدلية الحقيقة والمصداقية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©