الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نتائج امتحانات الفصل الأول تصيب طلبة الثاني عشر في الشارقة بالإحباط

نتائج امتحانات الفصل الأول تصيب طلبة الثاني عشر في الشارقة بالإحباط
14 فبراير 2009 03:21
يعاني غالبية طلبة الثاني عشر في الشارقة من الإحباط بعد صدور نتائج امتحانات الفصل الأول حيث جاءت نسب النجاح منخفضة وطلب بعضهم التحويل من العلمي إلى الأدبي بعدما رأى أنه لا يتوسم خيراً بامتحانات الفصل الثاني، بحسب مسؤولين تربويين، في حين رأت منطقة الشارقة التعليمية وبعض إدارات المدارس ضرورة إعادة النظر في الامتحانات لتكون ''أكثر عدلاً''· وهكذا، لم يكن يتوقع محمد سمير الطالب المتفوق في مسيرته الدراسية السابقة خلال الأحد عشر عاما أن يخفق في المرحلة الأخيرة ويحصل بالكاد على 81%، حيث قال ''تمكن مني الاحباط وسيطر على جوارحي· فأنا منذ بدء الفصل الثاني لا استطيع الدراسة أبداً· وكانت نتائج الثانوية العامة وطريقة اختبارات القياس التي اعتمدها الموجهون في طرح اسئلة الامتحان أثارت مخاوف الطلاب، الذين أبدى عدد منهم خشيته من تكرار المأساة في الفصل الدراسي الثاني فضلاً عن تخوفهم وإحباطهم في حرمانهم من الالتحاق بالتخصصات التي يرغبون بها مما خلق نوعاً من اللامبالاة في الفصول وعدم الحاجة للكتاب المدرسي· يوسف حسين طالب في الصف الثاني عشر قال إنه منذ مباشرة الدوام في الفصل الدراسي الثاني قبل نحو أسبوع وحالة الكآبة تتملك الجميع، فالنتائج جاءت مخيبة جداً للآمال كما أن ''طريقة طرح أسئلة الامتحانات الغرائبية جعلنا نلقي بالمناهج خلف ظهورنا''· وتعكف إدارات مدارس في مدينة الشارقة حالياً على دراسة أسباب هذه النتائج، ولم تعلن تلك الإدارات بعد عن الأسباب غير أنها تكافح لتلافي إحباط الطلبة، الذين أبدى بعضهم رفضه للمنهاج فور التحاقهم في الفصل الثاني مرجحين أن امتحان الفصل الثاني لن يكون أوفر حظاً· لكن منطقة الشارقة التعليمية ممثلة بمديرتها فوزية غريب و مديري مدارس ومعلمين أكدوا ضرورة إعادة النظر في الامتحانات لتكون أكثر عدلاً على حد تعبيرهم، مشددين أنه وبحسب ما تقتضيه مصلحة الطلبة، يفترض أن يكون الامتحان للتقويم وليس تحدياً للقدارت، حيث إن اختبارات القياس غير المنطقية قد تؤدي إلى إرباك الطلبة وضعف تحصيلهم وقلة إنتاجيتهم· وعلى النقيض تماماً اعتبر موجه فضل عدم الكشف عن هويته أن طريقة عرض الأسئلة جديدة على الطلبة، لكن تم اخضاعهم لامتحانات تجريبية سبقت فترة الامتحانات· غير أن آمال العلي مديرة مدرسة ثانوية حكومية أكدت أن طالبات الصف الثاني عشر في مدرستها يعشن أوضاعًا نفسية متأزمة وضعتهن على مفترق طرق صعب اذ تسيطر عليهن حالة من التيه والإحباط في ظل ضياع الأمل في تحصيل معدلات مرتفعة، والخوف من المستقبل، الذي بدا أكثر سوداوية في عيونهن· وأضافت العلي أن ''تداعيات نتائج الفصل الأول لا تزال تلقي بظلالها على الطالبات لذا نأمل من الوزارة تهيئة الميدان للتغييرات والأساليب الحديثة المزمع تنفيذها، اذ أن الميدان المدرسي لم يكن مستعدا للطريقة الحديثة في الفصل الأول ونأمل تدارك الأمر في الفصل الثاني''· وأردفت ''طلبت نسبة تقدر بـ 25% من الطالبات التحويل من الفرع العلمي الى الأدبي، كما اننا قمنا بتنظيم جلسة جماعية للطالبات مع الأخصائية النفسية جراء حالة الاحباط التي تسيطر على الجميع''· نتائج دون المستوى وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت في مطلع يناير الفائت نتائج طلبة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي حيث بلغت نسبة النجاح في مدارس التعليم العام القسم العلمي 83,87% و69,43% للأدبي، أما التعليم الخاص فبلغت نسبة النجاح فيه 85,09% للعلمي و81,10% للأدبي، بينما حقق التعليم الفني نسبة نجاح بلغت 90,72%، فيما حقق طلبة المنازل نسبة نجاح متدنية للغاية بلغت 1,97% للعلمي و2,95% للأدبي· ولجأ الطلبة الذين ضاقت بهم المدارس إلى الخروج من واقعهم إلى واقع جديد يجدون فيه أنفسهم، اذ حاول بعضهم التحويل من الفرع العلمي الى الأدبي فيما لجأ آخرون الى الانتقال لإمارة دبي· وقال مصطفى الموسى مدير مدرسة المعرفة ''تسود المدرسة حالة استياء وتذمر عام وفقدان الرغبة في الانخراط بجو الصف والمذاكرة جراء نسبة الرسوب غير المتوقعة لذا لابد من إعادة النظر بطريقة طرح الأسئلة من قبل الموجهين الذين يتعاملون مع الأمر بروح التحدي''· حالة إحباط واعتبر استاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة الدكتور أحمد العموش أن حالة الاحباط التي سيطرت على طلبة الثاني عشر جراء انخفاض درجاتهم في الفصل الأول ''وضع طبيعي'' واصفاً إياها بـ ''مشكلة اجتماعية يمر بها الفرد حين يواجه عائقاً يحول دون إشباع حاجة معينة أو تحقيق هدف معين مرتبط بظروف خارجية ومؤسسية مردها الطموح الزائد عند الأسر والطلبة أنفسهم وتغيير أسلوب التعليم عند الوزارة من حفظ وتلقين الى فهم واستنتاج دون تهيئة للطلبة الذين اعتادوا الطرق القديمة''· من جهته وصف مدير المدراس الأهلية محمد روبين النتائج بـ ''غير طبيعية وغير عادية مقارنة بالأعوام الماضية''، مؤكداً أن جميع الأسئلة من المنهاج ولكن طريقة الطرح والتفكير مختلفة تماما وتعتمد على التحليل وليس على الحفظ والفهم· وقال روبين إن الإدارة تعكف حاليا على دراسة أسباب هذه النتائج للوصول الى حل قبل فوات الأوان· من جهته، قال طارق الشيخ مدير مدرسة النور إن أسئلة الفصل الدراسي الثاني أربكت الميدان واثرت على الطلبة من خلال الاحباط وفقدان الرغبة في المذاكرة وعدم الاكتراث بالكتاب المدرسي اذ أن الامتحانات جاءت بمعزل عنه، متسائلاً ''هل يخضع الطالب لعملية تربوية أم لعملية تحد؟''· من ناحيته، إبراهيم بركة مدير مدارس الشعلة، هاجم بشدة ''الأجندة المبهمة التي تعمل بها وزارة التربية والتخبط والتعنت في القرارات''، مستغرباً كيفية تعاطي الوزارة مع قضية امتحانات الثانوية العامة· وقال بركة إن مصائر 4123 طالباً وطالبة في الشارقة معلق بيد الوزارة، بعد أن فقد الطلبة الاحساس بالأمان
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©