عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
قبل أسبوعٍ واحد من اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين، المقرر عقدها في العاصمة الأميركية واشنطن، حذر ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، من عدم قدرة الاقتصاد العالمي على الوصول إلى معدل نمو 2.6%، الذي توقعه البنك قبل أربعة أشهر الذي يعد الأدنى في السنوات الثلاث الأخيرة، بسبب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والركود الاقتصادي في أوروبا، والنزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.
وقال مالباس الذي تولى مهام منصبه قبل 6 أشهرٍ فقط، في كلمة ألقاها في جامعة مكجيل في مونتريال بكندا يوم الاثنين، إن «الاقتصاد العالمي آخذ في التباطؤ، وربما يزداد التباطؤ في الفترة القادمة»، وانتقد الـ «15 تريليون دولار من السندات التي تدفع عاداً صفرياً أو سالباً»، مؤكداً أن هذه النوعية من السندات تمثل «رأسمال مجمد، يستأثر بالموارد المتاحة، بعيداً عما يساعد على نمو الاقتصاد العالمي، لصالح مصدري تلك السندات».
ورغم تركيزه على النجاحات التي تم تحقيقها فيما يتعلق بتكنولوجيا التحويلات المالية، وما يتوقع لها من أثر إيجابي على خطط التنمية ومستوى معيشة الأفراد في الدول الفقيرة، شدد مالباس على أهمية «الإصلاحات الهيكلية المصممة بعناية»، بما فيها إعطاء أولية لسيادة القانون، في أوقات تباطؤ النمو، حتى تتمكن شركات القطاع الخاص من منافسة المؤسسات المملوكة للدولة، لتعويض ذلك التباطؤ. وخلال الكلمة، وضح اهتمام مالباس بالأحوال الاقتصادية المتردية في أوروبا، بعد تصريحات سابقة أبدى فيها مخاوفه من تقلص، وربما تراجع، النمو في ألمانيا وإيطاليا تحديداً. ويوم الاثنين قال مالباس «في الاقتصادات المتقدمة، يظهر بوضوح تباطؤ نمو الاستثمارات، وهو ما سيؤدي إلى عدم ارتفاع الدخول في المستقبل بصورة مقبولة».
وأشار مالباس إلى أهمية التركيز على نمو الاقتصاد في الدول النامية، معرباً عن قلقه من «استمرار ضعف الاقتصاد الأوروبي، وتراجع الاستثمار في الدول النامية، حيث يسبب ذلك ضغطاً على آفاق النمو في تلك الدول، والتي تتعمق أزماتها بسبب معدلات الزيادة السكانية المرتفعة في العديد منها».
وتزامنت تصريحات مالباس مع لقاء تليفزيوني أجراه الاقتصادي المصري الأميركي الشهير محمد العريان مع تليفزيون بلومبرج، أكد فيه أن «البيانات الضعيفة الصادرة في ألمانيا تؤكد دخول الاقتصاد الألماني في ركود، وتعثر اقتصاد أوروبا، وأن التأخر في وجود رد فعل من السياسات المتبعة سيترتب عليه انتقال الركود إلى اقتصاد القارة، وهو ما سيضيف إلى المشكلات السياسية والاجتماعية والمؤسسية الموجودة بالفعل».
ويعد هذا التحذير هو الثاني من نوعه لرئيس البنك الدولي في أقل من شهر، حيث قال قبل 3 أسابيع في واشنطن، إن «الاقتصاد العالمي يتباطأ أكثر مما توقعنا من قبل، وأن تراكم السندات ذات العوائد السالبة سيؤدي لمزيد من التباطؤ في المستقبل». وأكد مالباس وقتها أن «تباطؤ الاقتصاد حادثٌ في قطاع عريض» من الدول المتقدمة والناشئة على حدٍ سواء.
