عدد اليوم
يوسف العربي (دبي)
ترفع حلول شبكات الجيل الخامس حجم الإيرادات بنحو 36.7 مليار درهم (10 مليارات دولار) في دولة الإمارات بحلول 2030، وفق نتائج تقرير شركة «أنالسس مايسون»، حول فرصة الإيرادات من الحلول التي يدعمها الجيل الخامس.
وأكد خبراء اتصالات ومسؤولون مشاركون في «أسبوع جيتكس للتقنية» الذي بدأ فعالياته في دبي أمس، أن تقنيات اتصال «الجيل الخامس» تشكل عاملاً رئيسياً في إثراء الاقتصاد الرقمي، ومن خلال توفير سرعة بيانات للمستهلكين بشكل غير مسبوق سيكون لها تأثير بشكل كبير في تسريع وتيرة إنجاز المعاملات وتحسينها. وأوضحوا أن تقنيات الجيل الخامس تعيد تشكيل طريقة العمل بشتى القطاعات، وتفتح المجال لطيف واسع من الحلول والتطبيقات الجديدة التي ستستفيد من السرعة الفائقة للشبكة وتقليصها لزمن الاستجابة.
وتفصيلاً، قال شفيق طرابلسي، رئيس وحدة الشبكات، إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا لـ«الاتحاد»، إن دولة الإمارات حققت إنجازاً بارزاً هذا العام عبر إطلاق تقنية الجيل الخامس تجاريًا، ما سيؤدي إلى توفير مستوى عالٍ من الأداء، إضافة إلى المزيد من الخصائص المرتبطة بشبكات الاتصال ما يسهل توفير الخدمات المتطورة والمزيد من الإيرادات.
وستحقق شبكة الجيل الخامس فوائد جمة من الفرص الناتجة عن الثورة الصناعية الرابعة عبر توفير خدمات الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للقطاعات الاقتصادية الإماراتية، بناءً على إمكانات الجيل الخامس، ما يمثل فرصة استثنائية لتزويد العملاء بخدمات رقمية مستقبلية وشبكة تحوليّة فائقة الأداء من الجيل الخامس. وسيؤدي زمن الاستجابة المنخفض لتقنية الجيل الخامس إلى تعزيز الحياة اليومية لأصحاب الهمم في دولة الإمارات وعلى سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع تحويل الأصوات إلى نصوص منسوخة باستخدام النظارات الذكية وحلول تقنية الجيل الخامس والحوسبة السحابية. وأضاف أن تقنية الجيل الخامس تمكننا أيضاً من استكشاف حالات الاستخدام الجديدة ونماذج الأعمال بالإضافة إلى الاستفادة من الإيرادات الجديدة الناتجة عن رقمنة القطاعات.
وقال إنه مع الانتشار التجاري لتقنية الجيل الخامس فعلياً في الإمارات تعد التقنية بتسريع عملية رقمنة القطاعات، وتوفير الفرص الجديدة لمزودي الخدمات وتمكينهم من إطلاق أحدث التقنيات مع تحسين تجربة المستخدمين النهائيين مع سرعات أعلى ووقت استجابة أكثر انخفاضاً.
وتوقع أن تحدث تقنية الجيل الخامس ثورة صناعية في خمسة قطاعات رئيسية تشمل التلفزيون والإعلام والتصنيع والرعاية الصحية والاتصالات والنقل والبنية التحتية، حيث تعيش الشركات اليوم مرحلة التحول في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرقمنة. وستوفر التقنية الجديدة موثوقية عالية ووقت استجابة أسرع للتحكم في الخدمات والبنية التحتية المهمة بالإضافة إلى التحكم عن بعد في الآلات الثقيلة. بشكل عام، ستعمل تقنية الجيل الخامس على تعزيز فرص الأعمال من خلال تطوير قدرات المراقبة والتتبع والأتمتة على نطاق واسع - من المزارع المتصلة والأعمال المرتبطة بالزراعة إلى المدن والمباني الذكية.
إثراء الاقتصاد
ومن ناحيته، قال زكريا حلتوت، المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» الإمارات لـ«الاتحاد»، إن دولة الإمارات تتخذ خطوات متسارعة اتجاه تبني حلول اتصالات الجيل الخامس باعتبارها من الركائز الأساسية لتمكين تقنيات الجيل التالي من ابتكارات المدن الذكية.
وأضاف حلتوت، أنه نتيجة لما تتيحه شبكات الجيل الخامس من سرعات اتصال فائقة، ستتمكن المؤسسات من تبني تطبيقات التحليلات الفورية التي تسخر الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلم الآلات لتحليل البيانات القادمة من مختلف التقنيات المتصلة مثل إنترنت الأشياء وسلاسل الكتلة «بلوك تشين» للارتقاء بتجربة السكان والمواطنين.
مراكز الاتصال
ومن ناحيته، قال فادي هاني، نائب الرئيس في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا - أفايا إن تقنيات اتصال «الجيل الخامس» ستشكل عاملاً رئيسياً في إثراء الاقتصاد الرقمي، ومن خلال توفير سرعة بيانات للمستهلكين بشكل غير مسبوق سيكون لها تأثير بشكل كبير على طريقة تفاعل العملاء مع المؤسسات.
وأشارت دراسة حديثة من أفايا «SuperServe» إلى أن 83% من المستهلكين في دولة الإمارات لديهم حماسة لإجراء محادثات مرئية مع الشركات الكبيرة، وستتيح تقنية الجيل الخامس إجراء محادثات فيديو عالية الجودة أثناء التنقل، ويجب أن تتوقع الشركات أن تصبح هذه الوسيلة المفضلة لوصول العملاء للخدمات، وبالمثل، فإن التواصل الأسرع والفعال سيؤدي إلى زيادة في اختيار المستهلكين الدعم عبر الدردشة على شبكة الإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الخدمات القائمة على الإنترنت.
وأوضح أنه لكي تظل الشركات قادرة على المنافسة وتقديم خدمة عملاء استثنائية في عصر الجيل الخامس، يجب عليها تطوير إمكانات وحلول شاملة لخدمة العملاء، تمكن العملاء من التواصل بسلاسة ومن أي مكان والحصول على خدمة عالية الجودة باستمرار عبر كافة قنوات التواصل.
تغير طريقة الاتصال
وقالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس الأول لإدارة المعارض والفعاليات في مركز دبي التجاري العالمي الجهة المنظمة لـ «أسبوع جيتكس للتقنية» إن تقنية الجيل الخامس تحقق تقدماً هائلاً في مجال الاتصالات، من خلال تغيير طريقة اتصال الأجهزة بالإنترنت وببعضها البعض. وأضافت أن ثورة الجيل الخامس القادمة ستضع بصمات واضحة على الصناعة والمدن الذكية والمركبات ذاتية القيادة والأمن السيبراني. وقالت إن جميع القطاعات ستكون في موضع يؤهلها للاستفادة من شبكة الجيل الخامس، ببذل الجهود والتعاون المشترك بين مطوري التطبيقات ومزودي الخدمة لتلبية الاحتياجات المتنامية لشتى القطاعات على صعيد التطور الرقمي. وتحسين الخدمات وتسريع وتيرة إنجاز المعاملات.
أمن المعلومات
ومن جانبه، أكد الدكتور معتز بن علي، نائب الرئيس لدى «تريند مايكرو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنه من المزمع أن تمكن تقنيات الجيل الخامس المدن الذكية في الإمارات بعدد من أجهزة إنترنت الأشياء العاملة بتقنيات الجيل الخامس التي يتم نشرها مع تقنيات داعمة مثل الخوادم المتخصصة التي يمكن توسعة خدماتها بداية من منزل واحد وصولاً إلى مدينة بأكملها. وقال بن علي: إن استراتيجية الأمن الإلكتروني التي تعتمدها المؤسسات تعد حاسمة في الإعداد لتقنيات الجيل الخامس، حيث يجب نشر الأمن بعد تخطيط دقيق ينطوي على هيكلية منظمة تستطيع المساعدة على الوقاية من الهجمات وتخفيف آثارها وتفسح المجال لإجراء التعديلات اللازمة في المستقبل. كما يؤثر الانتقال من الشبكات القائمة على الأجهزة إلى الشبكات المُعرَّفة بالبرمجيات على مجموعة المهارات الضرورية لتشغيل وتأمين عمليات الشبكات كما ينبغي.
وأضاف «تخضع المدن الذكية والمباني والمصانع والسيارات لنفس الهجمات التي تستهدف الهواتف المتحركة وهو أمر قد يربط بين هجمات الحرمان من الخدمات الهاتفية، وضياع سيارة ذكية جراء تعطيل وصلة الإنترنت على سبيل المثال». وأوضح أنه في حالة المدن الذكية بما فيها من إشارات مرورية وصناديق القمامة الذكية، يمكن للمجرمين الإلكترونيين استخراج الشرائح الهاتفية المدمجة ضمن أجهزة إنترنت الأشياء واستخدامها لأجل غسيل الأموال وارتكاب أنشطة أخرى غير قانونية، مشيراً إلى أن خبراء أمن المعلومات يسارعون الخطى في وضع حلول ناجعة للاستفادة من حلول الجيل الخامس بأمان.
