الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«راشد بن سعيد آل مكتوم» مسيرة حافلة بالإنجازات لقائد آمن بوحدة الوطن ورفاهيته

«راشد بن سعيد آل مكتوم» مسيرة حافلة بالإنجازات لقائد آمن بوحدة الوطن ورفاهيته
7 أكتوبر 2019 03:46

حسين رشيد (أبوظبي)

قبل 29 عاماً وفي مثل هذا اليوم من شهر أكتوبر، انتقل إلى جوار ربه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، في ذلك اليوم ترجل القائد بعد حياة حافلة وثرية بالإنجازات، وترك لنا سيرة ذاتية اقتدت بها الأجيال حتى يومنا هذا.. رحل عن الدنيا بعد مسيرة مباركة تكللت بالتطورات المثمرة، قليلاً ما يجد المؤرخ والمطلع مثيلاً لها في المنطقة العربية لزعماء وقادة قُدّر لهم أن يتولوا زمام الأمور في أوطانهم.
حكم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، دبي من 1958م إلى 1990م، وهو الحاكم الثامن لإمارة دبي، وذلك خلفاً لوالده سعيد بن مكتوم، رحمه الله، وخلال فترة حكمه شهدت الإمارة تطوراً كبيراً شملت القطاعات كافة، حيث قاد المغفور له الإمارة بحنكة ورؤية استشرافية طموحة وثاقبة بهدف تحقيق مستقبل واعد للإمارة، وهذا ما يشهد عليه كل من عاصر تلك المرحلة واطلع على تجربة دبي في عهده.. وتلك الرؤية كانت هي المحرك الفعلي لعجلة التنمية في دبي، ممّا أوصلها إلى ما هي عليه اليوم، تنموياً واقتصادياً واجتماعياً.
لقد كان المغفور له الأب الحنون، والإنسان الذي فتح كل الحواجز بينه وبين أبناء إمارته، كان يعتبرهم أولاده، وكان مجلسه مفتوحاً للجميع في كل الأوقات، خصوصاً في الأعياد والمناسبات الوطنية والاجتماعية. وكان يشارك الناس في مناسباتهم المختلفة، وكريماً مع الجميع، ولم يقتصر اهتمامه على منطقة معينة، بل كان يقوم بالكثير من الجولات للمناطق المختلفة في الدولة، وكان يستمع إلى الناس ويتناقش معهم ويلبّي طلباتهم.
خلال الفترة ما قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، عمل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراهما»، يداً بيد لتحقيق حلم الوحدة الذي صار حقيقة واقعة بالإعلان عن تأسيس دولة الإمارات العربية المتّحدة في عام 1971. ويعتبر دوره الكبير مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس دولة الإمارات العربية المتّحدة في عام 1971م من أعظم الإنجازات التاريخية في مسيرة الدولة، حيث رحب «راشد بدعوة زايد»، وآمنا سوياً بفكرة الوحدة بين الإمارات، وكانت المبادرة الأولى في 1968م عندما اجتمع القائدان في منطقة سيح السديرة الواقعة بين أبوظبي ودبي، وعقدا اجتماعاً ثنائياً تمخض عنه إعلان اتحاد يضم إمارتي أبوظبي ودبي كنواة وبداية لاتحاد أكبر وأشمل، وكانت هذه الخطوة هي رأس الجسر الذي اتسع فيما بعد ليستوعب بقية الإمارات الأخرى.
ولقد استطاع الشيخ راشد، رحمه الله، أن يتجاوز الصعاب ويقهر التحدّيات التي واجهته طوال سنوات حكمه، فرغم تلك الصعاب والتحديات، خاصة في السنوات الأولى من حكمه، فإنه واجهها بكل ثقة وشجاعة، كان حريصاً على تحقيق رؤيته، وبالعمل والإصرار حول دبي لإمارة ومدينة عامرة ومزدهرة، تنعم ببنية تحتية متطورة وبقاعدة صناعية واقتصادية قادرة على اللحاق بركب القرن الواحد والعشرين، لقد عمل المغفور له على قدم وساق في خدمة وطنه، وكان متحمساً بكل عزيمة وإصرار أن يضع دبي على خريطة العالم وإبرازها كسوق وميناء إقليمي.
ويقول المؤرخون إن الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله تعالى، هو من وضع اللبنة الأولى في بناء دبي الحديثة، وهو من أرسى القواعد الحقيقية للمشاريع الكبيرة للبنى التحتية والعمران والتجارة، وعمل على استغلال كل الإمكانيات المتاحة في ذلك الوقت لمصلحة بلاده، إذ إنه استغلّ النفط في دبي استغلالاً تجاريّاً عام 1966م، فأنشأ الشيخ راشد دائرة خاصة بشؤون النفط، ودائرة للطيران والقضاء، وبدأت التحولات الحقيقية في حياة دبي، فعمل لتوسيع خور دبي وتعميقه لأن ضحالة مياه الخور كانت تهدد الملاحة فيه، وتُصعّب على السفن التجارية الكبيرة دخول الخور بسبب قرب رمال الخور من سطح المياه، وتم مشروع التعميق، وأصبح خور دبي من أفضل الموانئ التجارية والاقتصادية.
لقد لعب المغفور له الشيخ راشد، رحمه الله، دوراً كبيراً في الانتقال بإمارة دبي من مدينة صغيرة إلى مركز تجاري عالمي في المنطقة والعالم، تلك المهمة التي اعتبرها الكثيرون ضرباً من الخيال، ولكن لا مستحيل مع من يملك العزيمة القوية والرؤية الثاقبة القادرة على فهم الحاضر واستشراف المستقبل والتمسك بعادات وقيم ومبادئ وأصالة الماضي.

محمد بن راشد: رحيل الوالد.. أصعب رحيل
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن برحيل الوالد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم تصدعت كثير من القلوب، وأن في السابع من أكتوبر 1990 رحل عن دبي والدها ومهندسها، والذي كان سبباً في وجود الوطن. وقال سموه في تغريدة: «في مثل هذا اليوم السابع من أكتوبر 1990 رحل راشد بن سعيد آل مكتوم.. رحل عن دبي والدها ومهندسها.. تصدعت برحيله الكثير من القلوب، لم يصدق الكثيرون أن من كان أباً لهم قد رحل.. أصعب رحيل هو رحيل الوالد.. يجعلك يتيماً.. لأنه كان سبباً في وجودك.. في حياتك.. في نجاحك.. سبباً في وجود وطنك».

أهم المحطات في مسيرة الإنجازات
1958 تولى الشيخ راشد حكم دبي
1959 أمر ببدء أعمال حفر خور دبي، لتتحول المنطقة لمركز اقتصادي هام
1960 افتتح مطار دبي الدولي والذي يعتبر اليوم أحد أهم المطارات في العالم
1963 تأسيس بنك دبي الوطني المحدود وهو أول بنك وطني
1968 عقد أول اجتماع مع الشيخ زايد وإعلان وثيقة الاتحاد
1968 عمل مع الشيخ زايد بإصدار وثيقة الوحدة بين دبي وأبوظبي
1970 توسيع خور دبي
1972 أمر ببدء العمل في مشروع ميناء راشد
1972 بناء ميناء راشد
1978 بناء مركز دبي التجاري العالمي
1979 إنجاز ميناء جبل علي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©