السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«العواجيز».. خلل في منظومة كرة اليد!!

«العواجيز».. خلل في منظومة كرة اليد!!
6 أكتوبر 2019 21:27

رضا سليم (دبي)

تشهد ملاعب كرة اليد ظاهرة اللاعبين كبار السن «العواجيز» في كل الأندية ما يكشف خلل منظومة اللعبة سواء في استمرار لاعبين إلى ما بعد الثلاثين والأربعين عاماً، أو عدم وجود لاعبين صغار السن يجددون دماء هذه اللعبة التي تتراجع في ظل عدم الإقبال عليها، كما أنها تضع الأندية في قفص الاتهام كونها لا تعد الأجيال الجديدة كما يكشف أن القاعدة في الأندية ضعيفة، وهناك تسرب للاعبين بعد الالتحاق بمرحلة الشباب.
رصدنا الظاهرة من خلال اللاعبين المواطنين المسجلين في الأندية حسب السجلات الرسمية بالاتحاد خلال الموسم الحالي، وكانت الأرقام صادمة بالنسبة للاعبين الكبار، حيث رصدنا 180 لاعباً في 10 أندية من بينهما 68 لاعباً فوق سن الـ30 و6 لاعبين فوق سن الأربعين، أي بنسبة 41% من إجمالي اللاعبين أي أنها تقترب من النصف، ويقترب منهم 12 لاعباً سينضمون إليها خلال الشهور المقبلة، ورغم قلة الأعداد التي تلعب فوق الأربعين إلا أن هناك 27 لاعباً فوق سن 35 عاماً، فيما يوجد 106 لاعبين تحت سن 30 سنة. ويتصدر الجزيرة والنصر قائمة اللاعبين الكبار السن ولكل منهما 11 لاعبا في القائمة ويوجد في العميد 4 لاعبين فوق سن 35 ولاعب واحد فوق سن الأربعين، فيما يوجد 3 لاعبين فقط فوق سن 35 بالجزيرة ولا يوجد أي لاعب فوق الأربعين، ويليهما الوصل 9 لاعبين من بينهم 4 لاعبين فوق 35 سنة، ثم الوحدة 8 لاعبين من بينهم 3 لاعبين فوق 35، والخامس شباب الأهلي دبي 7 لاعبين، من بينهم 3 لاعبين فوق 30 سنة، والشارقة السادس بـ6 لاعبين منهم لاعب واحد فوق 35 سنة، ومليحة السابع بـ6 لاعبين من بينهم 5 لاعبين فوق 35 ولاعب فوق الأربعين، وبني ياس الثامن بـ5 لاعبين والظفرة التاسع بـ4 لاعبين منهم 3 لاعبين فوق 35 سنة بالإضافة إلى 3 لاعبين فوق الأربعين.
ويتصدر العين قمة الأندية الأكثر شباباً خاصة أنه لا يوجد لديه سوى لاعب واحد فوق سن الثلاثين ما يكشف حجم الجهد الذي بذلته إدارة العين من أجل تأسيس أجيال صغيرة تعيد البنفسج للوجهة في اللعبة. وربط اللاعب الدولي السابق نبيل عاشور أمين عام اتحاد اليد، الظاهرة بعدة جوانب في مقدمتها عدم وجود كشافين في الأندية، مع المدارس أو مراكز الناشئة، وأية جهة أخرى، لجلب لاعبين صغار وتدريبهم وضمهم للمراحل، وقال: «معظم الأندية تركز على الفريق الأول فقط، والاهتمام يصب من خلال التعاقد مع لاعبين محترفين أو مقيمين أو البحث عن اللاعب الجاهز، بل يصل الأمر أن المراحل السنية تكون خارج الاهتمام مع أن العكس هو الصحيح فالقاعدة هي أساس اللعبة وعندما تهتم بالقاعدة يكون للنادي عدد كبير من اللاعبين الصغار، وكلما زاد العدد في التصعيد من مرحلة لأخرى يكون لدي الخيار».
وأضاف: من وجهة نظري فوق 28 عاماً هو لاعب كبير السن، مع الاحتفاظ بالخبرة التي تفيد الفريق، لأن اللاعب كلما كبر في السن لا يستطيع أن يجاري الصغار، من الجري والمراوغة والتعرض للإصابات، بحكم السن وبالتالي اللاعب يضر بالفريق أكثر مما يفيد، والأفضل أن يتم تحويلهم إلى أمور أخرى غير اللعب سواء الإداري أو المدرب أو التحكيم، واللاعب يقضي أكثر من 20 عاما في الملاعب حتى يصل إلى سن 28 وبالتالي لا يستمر في الملاعب إلا اللاعب الموهوب. وطالب عاشور الأندية بالتركيز في المراحل السنية من أجل الأجيال الجديدة، وقال: «قوائم الأندية في المراحل السنية بها الكثير من الأسماء ولكن على أرض الملعب لا يوجد إلا القليل وبالتالي اهتمام الأندية بالمراحل يؤدي في نهاية المسار إلى لاعبين بالفريق الأول وبالتالي لن يجد اللاعب كبير السن مكاناً له في الملعب».

«العميد» صقر: يحفظون «ماء الوجه»
أكد أحمد صقر لاعب فريق الظفرة، 46 عاماً، عميد اللاعبين وأكبرهم سناً، الذي قضى سنوات عمره في الوصل، قبل أن ينتقل الموسم الماضي إلى العين، ثم لعب الموسم الحالي للظفرة، أن الاستمرار في الملاعب خاصة كرة اليد يحتاج إلى مواصفات خاصة، ولا بد أن يكون اللاعب لديه القدرة على الحفاظ على نفسه بدنياً وفنياً، وملاعب اليد تحتاج إلى اللاعب الخبرة الذي ينقل تجربته للأجيال الجديدة، واستمراره مكسب للعبة.
وأضاف: اللعبة عنيفة، وتحتاج إلى أن يكون اللاعب جاهزاً بدنياً حتى لا يتعرض للإصابة، ويكون أكثر التزاماً داخل وخارج الملعب، وأن يقلل من السهر، ويستمر في التدريبات اليومية، وقد كانت لي تجربة مع العين الموسم الماضي، وكنت أعتبرها ناجحة، والموسم الحالي أقود فريق الظفرة، وكل مباراة أحاول أن أثبت أنني قادر على الاستمرار في الملاعب، ولا أترك الفرصة لأحد أن يطالبني بالاعتزال، وأريد أن أكون ظاهرة في اللعبة للاستمرار لأطول فترة في الملاعب.
وأيد صقر، ما يتردد عن عدم اهتمام الأندية بالقاعدة، وقال: «هناك عزوف للأجيال الجديدة عن كرة اليد، ومعظم الأندية لا تملك قاعدة، وإن كانت هناك أندية تسير في الاتجاه الصحيح، ولكن الأندية لا تصبر 5 سنوات، كي يخرج لاعب من قاعدة الأندية، وبالتالي تلجأ للاعب الجاهز، كما أن النادي يجهز فرق المراحل السنية، وفي النهاية يجد لاعباً واحداً في الفريق الأول، وهي مشكلة كبيرة، وبالتالي وجود اللاعب كبير السن وصاحب الخبرة مطلوب في اللعبة، ولو فرضنا الكبار رحلوا من المؤكد أن الأندية ستكون في موقف صعب».

جاسم محمد: المراحل السنية الحل
يؤكد اللاعب الدولي السابق، جاسم محمد، المدرب المساعد لفريق الشارقة، أن ظاهرة كبار السن موجودة في كرة اليد وليس في الإمارات وحدها، بل في دول كثيرة منها ألمانيا وفرنسا وغيرها، ولكن أعمار لاعبينا فاقت الأعمار الموجودة في أوروبا، وقال: «هناك سن معينة يجب أن يقف عندها اللاعب، وكانت تجربتي هي نفس تجربة اللاعبين الكبار، عندما لعبت إلى فوق الثلاثين عاماً، وتعرضت للإصابة، وقررت الاعتزال، ولكن بعد الشفاء من الإصابة عدت للملعب، لأنني شعرت بقدرتي على العطاء، وبعد وصولي إلى سن 40 عاماً، شعرت أنني كان لا بد أن أترك الملعب، وأترك الفرصة لغيري، بصرف النظر عن مدى العطاء من عدمه».
وأضاف: «للتغلب على هذه الظاهرة في اهتمام الأندية بالمراحل السنية، ويضعون استراتيجية لمدة 4 أو 5 سنوات، وبعدها يبدأ الفريق في جني الحصاد الذي يفيد المنتخب في المستقبل».

قائمة المنتخب تكشف المستور
تسجل إحصائيات منتخب اليد الذي يستعد حالياً لبطولة آسيا بالكويت خلال شهر يناير المقبل والمؤهلة لبطولة العالم للرجال، أن هناك 11 لاعباً فوق سن 30 عاماً من أصل 23 لاعباً في القائمة، ما يؤكد أن النسبة تقارب الـ50%، وهو معدل مرتفع للغاية للاعبي المنتخب، كما أن هناك 3 لاعبين لديهم 29 عاماً، ويقتربون من الـ30، وهناك 8 لاعبين من أصل 12 لاعباً فوق 25 عاماً، و4 لاعبين فقط تحت سن 25 عاماً، وأصغر اللاعبين عبدالله عوض حارس مليحة.
ولم يجد الإسباني ازانزا مدرب المنتخب حلولاً بديلة سوى اللجوء لهؤلاء اللاعبين في ظل عدم وجود اللاعبين الصغار الذين يلعبون بشكل مستمر مع أنديتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©