عدد اليوم
معتز الشامي (دبي)
أكد البولندي ماسيج سكورزا، المدير الفني لمنتخبنا الأولمبي، الذي يستعد لخوض غمار نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، التي تقام في تايلاند يناير المقبل، وتعتبر مؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، أن الجهاز الفني يعمل بكل طاقته، من أجل تحقيق حلم الشارع الرياضي الإماراتي، والذي جاء من أجله لقيادة «الأبيض الأولمبي»، وهو الوصول للأولمبياد بجيل يصفه بأنه أكثر الأجيال موهبة في الكرة الإماراتية في آخر 10 سنوات تقريباً.
ولفت سكورزا، في حوار خاص مع «الاتحاد»، إلى أن تلك المهمة تعتبر صعبة للغاية بالتأكيد، ولكنها في نفس الوقت ليست مستحيلة، ويمكن تحقيقها بمزيد من التركيز والتمسك بالروح القتالية، وشخصية البطولة، التي يقول إنه يسعى لزرعها في اللاعبين، منذ قادهم لبرونزية «الآسياد» العام الماضي، وقال: «أنا مؤمن تماماً بقدرات لاعبي الأولمبي، ولكن أيضاً سنواجه صعوبات علينا تخطيها».
وأضاف سكورزا: «هدفي الأول هو المنافسة على التأهل لطوكيو 2020، وأيضاً تقديم لاعبين مميزين للمنتخب الأول، وإعدادهم بالشكل الأمثل لذلك، لكن بالتأكيد الكل يعرف أن القوام الأساسي للمنتخب الأولمبي غائب عنا مؤخراً للالتحاق بالمنتخب الأول، هذا الأمر مفيد بالتأكيد، ولكنه ضار في نفس الوقت، أو له وجهان، إيجابي وسلبي، الأول هو أن لدينا لاعبين مميزين، باتوا أساسيين في أنديتهم، بالإضافة إلى مشاركتهم كأساسيين الآن مع المنتخب الوطني الأول، ما يمنحهم الثقة، والخبرة اللازمة للعب في مستويات أعلى تتطلب قتالية وفدائية وقوة. أما الجانب السلبي، فهو احتياج المنتخب الأولمبي لحساسية اللعب الجماعي بين عناصر التشكيل الأساسي، وهو ما يحتاج لوقت كاف، ولكن ثقتي في اللاعبين بلا حدود». وأضاف سكورزا: «منذ عام ونصف العام توليت فيهم المسؤولية، قمت بتجربة أكثر من 100 لاعب، شاركنا ببعضهم في بطولة جاكرتا وحصلنا على الترتيب الثالث، ووفر اتحاد الكرة كل طلبات الجهازين الفني والإداري، وتمنيت لو أن لدينا المزيد من اللاعبين في هذه السن لتجربتهم واختيار أفضل العناصر، لكني أعتقد أن الجيل الحالي يضم تقريباً 16 لاعباً يمكن وصفهم بأنهم أصحاب مستوى رفيع وموهوبون للغاية، بل ويمكنهم النجاح في أوروبا متى ما أتيحت لهم الفرصة في ذلك، ونصيحتي للأندية، أن عليهم السماح للاعبيهم في سن الأولمبي بالاحتراف خارجياً، وألا يكرروا أخطاء الماضي، عندما كانت الأندية تتلقى عروضاً للاعبيها ولكنها ترفض، الواقع بات يفرض ضرورة تطوير المواهب الإماراتية بالاحتراف الخارجي». وكشف سكورزا، عن أنه تلميذ للهولندي مارفيك، ومتأثر بمدرسته في التدريب، وقال: «في 2006 كنت تلميذاً لمارفيك، وخضت تجربة إعاشة معه في بروسيا دورتموند، وهناك تعلمت منه الكثير، وحضرت حصصه التدريبية، وتشبعت من فلسفته في التدريب، وأنا فخور بذلك، وأعتبر نفسي تلميذاً له، فهو يلعب كره هجومية شاملة، وأعتبر أن له مدرسة خاصة به، وأسلوبه يناسب شخصية اللاعب الإماراتي تماماً. وقال: «أعول على الخبرة التي ستتوافر للاعبين لمشاركتهم مع مارفيك في المنتخب الأول، وزيادة الانسجام بينهم، خصوصاً أن اللاعبين أظهروا شخصية قوية في أوقات سابقة، فلديهم روح قتالية عالية، والآن نحن نحاول القتال على فرصتنا، فهذا الجيل يستحق أن يصل للأولمبياد ليكون نواة حقيقية للمنتخب الأول، الذي يقاتل الآن على جبهة التصفيات المؤهلة للمونديال في 2022، لذلك سنحتاج لاعبينا الأساسيين، حيث سيلتحقون بنا في مباراتين من 3 مباريات، سنخوضها في تلك البطولة الودية بدبي، كما سنحصل على 10 أيام قبل البطولة فقط، وهي فترة قليلة، وحاولنا الحصول على وقت أطول، لكن ازدحام الروزنامة المحلية حال دون زيادة أيام التجمع، ولكن بشكل عام نحن راضون عن ذلك، حيث سيكون الدوري هو المحك لتأهيل اللاعبين». وفيما يتعلق بمسألة الانضباط والالتزام، في معسكرات المنتخب الأولمبي من جانب اللاعبين، قال: «الانضباط يعد أمراً ضرورياً للغاية، نحن نشدد دوماً على ضرورة التحلي بالالتزام والانضباط، خصوصاً أن اللاعب عندما يصل للمنتخب الأولمبي يكون على بعد خطوة من المنتخب الأول، لذلك منذ البداية حذرنا اللاعبين بأن الالتزام والانضباط هما كلمة السر في استكمال المسيرة مع المنتخب الأولمبي وحتى الأول، بالتأكيد كان هناك بعض التجارب السلبية في فترة ما مضت، لكن الجهاز الفني والإداري لا يتهاون أبداً في أي تصرف سلبي أو يفيد بعدم الالتزام بالتعليمات داخل المعسكر، ويتم استبعاد اللاعب فوراً، ولا يعود لقائمة المنتخب مجدداً، ذلك الأمر فرض الانضباط تماماً في صفوف الفريق». وختم قائلاً: «قبل مراسم قرعة النهائيات كان تصنيفنا متواضعاً، كنا في ذيل الترتيب تقريباً نحن والبحرين، هذا الوضع لا يليق بقدرات اللاعب الإماراتي، وبالتالي علينا أن نقاتل في البطولة المقبلة، وأن نسعى لتغيير الصورة من أجل سمعة الكرة الإماراتية، فالتأهل للأولمبياد يجب أن يكون هدف الجميع، وسنعمل على ذلك خلال المرحلة المقبلة».
حلم في عيون اللاعبين
قال سكورزا: «أتحدث مع اللاعبين دوماً عن اللعب في أوروبا، كونه مفتاحاً للتطور الفني، ولمقارعة القوى الكبرى وإفادة المنتخب الأول، أرى في عيون اللاعبين رغبة حقيقية في خوض التجربة، وهناك لاعبون مؤهلون لذلك، من الناحية الذهنية ومن حيث العقلية الاحترافية والثقافية بشكل عام، من بينهم اللاعب علي صالح وأعتقد أن هناك عدداً من جيل الأولمبي يستحقون الاحتراف الخارجي، ونصيحتي لهم أن عليهم التمسك بهذا الحلم والتضحية من أجله، خصوصاً حال نجاحهم في الوصول لأولمبياد 2020». وتابع: «اللعب في دوريات الوسط في أوروبا وفي أندية درجة أولى أو ثانية ليس عيباً، ولكن مستوى التدريب هناك وقوة المباريات مرتفعة للغاية مقارنة بدوريات آسيوية كثيرة، وتطور من قدرات اللاعبين وتعتبر بداية لجذب أعين الأندية للمواهب الإماراتية المميزة للغاية، البعض كان ولا يزال يحلم بذلك، وعندما تحدثوا معي عن تلك الرغبة، أبلغتهم أن الأمر ليس سهلاً ويتطلب تضحيات، وتغيير عادات وثقافة أيضاً، ولكن الأمر يتطلب ضرورة خوض التجربة وفتح الباب لبعض اللاعبين».
تنسيق مستمر
تحدث سكورزا عن آلية التنسيق مع جهاز المنتخب الأول، خاصة وأن هناك 8 لاعبين من الأولمبي تم ضمهم لتشكيلة مارفيك، وقال: «هناك تفاهم كبير مع مارفيك وجهازه المعاون، وبالتأكيد في بعض الأوقات تتعارض مصالح المنتخبين، ويضطر جهاز المنتخب الأول إلى الحصول على أفضل العناصر من المنتخب الأولمبي، هذا الأمر رغم أنه يعطل بعض خططنا الخاصة، ولكنه أيضاً يحقق فوائد جيدة للاعبين أنفسهم ولكلا المنتخبين، من حيث التطور والنضج وهو ما نعمل من أجله جميعاً، كما أن هدفنا أيضاً هو إعداد اللاعبين للمنتخب الأول، ونحن نتفهم ذلك تماماً، لكن أيضاً هناك سلبيات يجب ألا نغض الطرف عنها، خصوصاً حساسية اللعب معاً في نفس الفريق، لأننا نلعب بـ11 لاعباً منهم 8 غير متواجدين معنا، ولكن سنعول على الروح القتالية وشخصية هؤلاء اللاعبين». وتابع: «تدربنا معاً بمعسكر النمسا في يوليو الماضي، وكان المنتخبان يقيمان في نفس الفندق، وهناك تم الاتفاق على العمل بشكل موحد فيما يتعلق بفلسفة التدريب ونظام اللعب وكيفية استغلال اللاعبين، وذلك لزيادة التجانس بين اللاعبين في كلا المنتخبين».
