الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق.. المحتجون يتحدّون قطع الإنترنت لإيصال صوتهم

العراق.. المحتجون يتحدّون قطع الإنترنت لإيصال صوتهم
6 أكتوبر 2019 00:00

بغداد (أ ف ب)

عبر اللجوء إلى وسائل إرسال سرية وأساليب غير مستخدمة على نطاق واسع ورسائل خارجية باهظة الثمن، يحاول شبان عراقيون الالتفاف على عملية حجب الإنترنت التي أقدمت عليها السلطات العراقية لتضييق الخناق على الاحتجاجات الدامية التي أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص في بغداد والمحافظات، حيث حجبت منذ الأربعاء إمكانية الوصول إلى فيسبوك وتطبيق واتساب، قبل أن تقطع الإنترنت تماماً، تاركة المتظاهرين بلا وسيلة تواصل عدا الاتصالات والرسائل العادية. ولكن ليس كل المتظاهرين.
أحمد (29 عاماً) هو أحد العاملين في إحدى الشركات المزودة للإنترنت والتي نفذت قرار الحكومة بقطع الإنترنت، لكن موظفيها ما زالوا قادرين على الدخول إلى الشبكة في مقر الشركة. وقال هذا الشاب مستخدماً اسماً مستعاراً خوفاً من أي ملاحقة قانونية «أذهب إلى التظاهرات صباحاً، وأصور فيديوهات بهاتفي، ثم أعود إلى مقر عملي وأستخدم الإنترنت لتحميلها على فيسبوك أو أرسلها لوسائل إعلام خارج العراق». وأطلع أحمد وكالة «فرانس برس» على فيديوهات يخطط لإرسالها لوسائل إعلام أجنبية ليلاً، يسمع فيها إطلاق رصاص في شوارع شبه فارغة، فيما هو ورفاقه المحتجون اتخذوا من الكتل الإسمنتية ملجأ لهم. وقال «رفاقي يسلمونني المواد التي يصورونها على مفاتيح ذاكرة (يو أس بي) كي يتمكن الجميع خارج العراق من أن يروا ما يحصل هنا».
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي منصة العراقيين للدعوة إلى التظاهر قبل يوم الثلاثاء، خصوصاً عبر فيسبوك وإنستجرام. وفي اليوم الأول، غزت صور الرجال والنساء وهم يسيرون باتجاه ساحة التحرير الرمزية في وسط العاصمة، وسائل التواصل الاجتماعي، مع استخدام هاشتاغ «#نازل_آخذ_حقي». وعندما بدأ حجب فيسبوك، تحرك العراقيون سرياً لتنزيل تطبيقات «في بي أن» (شبكة افتراضية تتيح الاتصال بخوادم خارج البلاد)، وبدأ آخرون بنشر التفاصيل عن التظاهرات المرتقبة في قسم تعليقات شبكة «سينمانا»، وهو تطبيق بث برامج ومسلسلات ذو شعبية في العراق. وأقدم آخرون على استخدام وسائل اتصال بالأقمار الاصطناعية، وهي ذات تكلفة مرتفعة جداً، من أجل التواصل مع العالم الخارجي.
ولفت المحتجون إلى أن حجب الإنترنت هو محاولة لمنع نشر التقارير عن عمليات القمع التي تقوم بها القوات الأمنية التي استخدمت في صد المحتجين الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص الحي. وقال المتظاهر أسامة محمد (31 عاماً) «إنهم يحاولون مواجهتنا ليس فقط بالسلاح، بل بالحجب أيضاً». وأضاف: «اعتدنا الاطلاع على كافة صفحات فيسبوك للأحياء المجاورة لنا، لمعرفة وجهتنا للتظاهر. الآن نتبع صوت الرصاص فقط». وأضاف أنه «في حال قطعوا الاتصالات العادية، سنصبح كالمكفوفين».
واعتبرت الناشطة رشا (25 عاماً) أن التظاهرات تشكل خطراً كبيراً عليها إذا ما شاركت فيها، ولكنها مع ذلك وجدت طريقة أخرى للانخراط في الحراك، حيث يقوم رفاقها الشبان يومياً بتزويدها برسائل عبر الهاتف عن آخر التطورات في ساحات الاحتجاج على امتداد العراق، وتقوم هي بتحويل تلك الرسائل إلى أصدقائها في أوروبا. وقالت «أنا لست متمرسة. لا يمكنني التظاهر وحيدة، ولذا فهذا أقل ما يمكنني القيام به»، مشيرة إلى أن رصيد الهاتف الذي اشترته على مدى الأيام الثلاثة الماضية، كلفها نحو مئة دولار يومياً.
وتحتفظ رشا أيضاً بفيديو وبعض المواد التي لم تنشر من إحدى التظاهرات الأولى التي شهدت عنفاً، وكانت إحدى المشاركات فيها. وقالت: «يعتقدون أننا سننسى أنهم أطلقوا النار علينا، يعتقدون أن الناس لن تعرف. ولكن لدي فيديوهات، وسأنشر كل شيء رأيته لحظة عودة الإنترنت». ومثلها، يحتفظ جعفر رعد البالغ من العمر 29 عاماً والعاطل عن العمل، بفيديوهات وصور التقطها خلال التظاهرات التي شارك بها، لنشرها عند رفع الحجب. ويقوم رعد أيضاً بتسجيل رسائل صوتية على تطبيقات معروفة كواتساب وفيسبوك، من المتظاهرين أنفسهم، كي يتسنى لهم إرسالها إلى أصدقائهم في الخارج ولوسائل إعلام دولية، فور عودة الإنترنت. ويشدد رعد على أن «الناس يجب أن تعرف ما حصل. ولذا، سنتمكن من محاسبة أولئك الذين يتحملون مسؤولية ما حصل».

خامنئي يحرض على مهاجمة السفارة الأميركية في بغداد!
حرضت السلطات الإيرانية، أمس، العراقيين على استهداف السفارة الأميركية في بغداد، حيث دعا حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في صحيفة «كيهان» الحكومية، إلى «احتلال السفارة أسوة بما فعله الإيرانيون عام 1979». وكرر الاتهامات للمتظاهرين بـ«أن احتجاجاتهم مسيرة من قبل أميركا وأطراف خارجية»، رغم أن التظاهرات التي خرجت في الأول من أكتوبر انطلقت بشكل عفوي ومستقل عبر دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي، دون أن يتبناها أي حزب سياسي أو زعيم ديني.
وقال ممثل خامنئي: «إن الأيادي الخارجية واضحة في الاضطرابات الأخيرة في العراق، ويجب على المواطنين احتلال السفارة لأنها مقر التجسس». كما اعتبر أن الجهات الخارجية قامت بتوجيه الاحتجاجات ضد تحالف الحكومتين العراقية والإيرانية، قائلاً: «في بداية الأمر خرجوا بذريعة تردي الأوضاع المعيشية، ثم رددوا شعارات منحرفة ضد إيران والحشد الشعبي». وأضاف: «إن الحل في أن يقوم الشبان العراقيون باحتلال السفارة الأميركية وتدميرها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©