الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"ناسا" ترجئ إطلاق المسبار المتوجه إلى الشمس

"ناسا" ترجئ إطلاق المسبار المتوجه إلى الشمس
11 أغسطس 2018 18:56

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إرجاء عملية إطلاق مسبار "باركر"، وهو أول مركبة فضائية تصمّم لعبور الغلاف الجوّي للشمس، من صباح اليوم السبت إلى غد الأحد.
وتقرّر تأجيل العملية بسبب مشكلة في ضغط الهيليوم رصدت قبل دقائق من الإقلاع، وفق ما أفادت الوكالة التي أوضحت أن هامش الإطلاق الجديد حدّد اعتبارا من الساعة 7,31 بتوقيت غرينيتش من صباح الأحد.
وكانت "ناسا" تنوي إطلاق المسبار، اليوم السبت، ضمن هامش من الوقت يمتدّ على 65 دقيقة اعتباراً من الساعة 3,33 بالتوقيت المحلي (7,33 بتوقيت غرينيتش) بما أن الأحوال الجوية كانت تعدّ ملائمة لهذه المهمة بنسبة 70 %.
ويوازي حجم هذا المسبار حجم سيارة صغيرة، وهو يحمل أجهزة مخصصة لدارسة الغلاف الجوي للشمس ومراقبة سطحها من مسافة هي الأقرب التي يبلغها جهاز من صنع البشر.
وقد بلغت تكاليف المهمة ملياراً و500 ألف دولار.
ويعوّل العلماء على المسبار ليكون أول جهاز بشري يراقب الشمس عن كثب، عن بعد ستة ملايين كيلومتر تقريباً، وهي مسافة تعدّ قريبة جداً من هذا النجم الملتهب الذي يبعد عن الأرض 150 مليون كيلومتر.
ويتطلّع العلماء إلى أن تحمل هذه المهمة أجوبة شافية عن أسئلة ما زالت تؤرق الأوساط العلمية، منها تفسير السبب الذي يجعل حرارة هالة الشمس أعلى بثلاث مئة مرة من حرارة سطحها.
ففيما لا تزيد حرارة سطح الشمس عن ستة آلاف درجة، تبلغ درجات الحرارة في هالتها الممتدة على ملايين الكيلومترات عن السطح، أكثر من مليون درجة.
ومن الأمور التي قد تجيب عنها هذه المهمة، لماذا تولّد جزيئات الطاقة المنبعثة من الهالة عواصف كهرومغناطيسية يمكن أن تؤثر على شبكات التيار الكهربائي على الأرض.
في مؤشر إلى الاهتمام الذي توليه "ناسا" لهذه المهمة، فإن هذا المسبار هو الأول الذي يطلق عليه المسؤولون في وكالة الفضاء الأميركية اسم عالم ما زال على قيد الحياة، وهو عالم الفيزياء الفلكية الشهير يوجين باركر البالغ من العمر اليوم 91 عاما، إذ عادة ما يطلق على الأجهزة أو المهمات أسماء علماء راحلين.
وهذا العالم هو أول من طوّر نظرية الرياح الشمسية في العام 1958.
ويقول جاستن كاسبر أحد العلماء المسؤولين عن المهمة والأستاذ في جامعة ميشيغن الأميركية "سيساعدنا المسبار باركر على تحسين قدرتنا على توقّع الرياح الشمسية التي تضرب الأرض".
ويوضح مدير قسم علوم الكواكب في وكالة "ناسا" جيم غرين من ناحيته "سنبلغ منطقة مثيرة للاهتمام تكون فيها الرياح الشمسية، على ما نعتقد، في تسارع".
ويضيف "سيكون ذلك في المواضع التي نرى فيها حقولاً مغناطيسية هائلة ستمر بقربنا عندما ستنطلق المقذوفات الكبيرة المتأتية من الهالة في المجموعة الشمسية".
تتكفّل درع حرارية من الكربون بحماية المسبار وأجهزته من الحرارة الهائلة التي ستصل إلى 1400 درجة، على بعد ستة ملايين كيلومتر عن الشمس.
وفي ظلّ هذا اللهيب الحارق، لن تزيد الحرارة داخل المسبار عن 29 درجة.
وتقول نيكي فوكس، الباحثة في جامعة جونز هوبكينز والمسؤولة العلمية عن المهمة "الشمس ملأى بالأسرار، نحن جاهزون، ونعرف ما هي الأسئلة التي نبحث عن إجابات لها".
ويحقّق هذا المسبار حلماً يراود العلماء منذ ستين عاماً، لكن لم يمكن ممكناً من قبل تصميم درع حرارية كهذه التي صُنعت في الآونة الأخيرة، بفضل التقدّم التقني المستمرّ. ولا يمكن تصوّر مهمة إلى جوار الشمس من دون هذه الدرع، وإلا احترق المسبار مع ما فيه من أجهزة ما إن يقترب من جوار الشمس.
ومن شأن الأدوات المنقولة على متن المسبار أن تقيس مستوى الجزيئات ذات الطاقة العالية والتقلبات المغناطيسية وتحسين الفهم لهالة الشمس التي تشكل "بيئة غريبة جداً غير مألوفة لنا".
وتضيف نيكي فوكس "سنسمع أيضا موجات البلازما التي نعلم أنها تنتقل في الفضاء عندما تتحرك الجزيئات".
حين يقترب باركر من الشمس، ستكون سرعته عالية جدا، وهي سرعة تكفي للانتقال من نيويورك إلى طوكيو في دقيقة واحدة.
ومع هذه السرعة البالغة 700 ألف كيلومتر في الساعة، سيكون باركر أسرع آلة أطلقها الإنسان إلى الفضاء.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©