عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
ضمن نشاطه الثقافي الأسبوعيّ، نظم منتدى الأدب في النادي الثقافي العربي بالشارقة، مساء الأول، ندوة للدكتورة والناقدة الفنية أمل الجمل تحت عنوان «المسافة بين السرد الأدبي والسرد السينمائي تجارب عربية وعالمية»، قدّمها الكاتب والإعلامي محمد حمودة.
تناولت الندوة موضوع العلاقة بين الأدب السردي (الرواية) والفن السينمائي، وفي ضوء هذا السؤال الإشكالي، تحدثت الدكتورة أمل الجمل استناداً إلى كتابها «القتلة.. بين همنجواي وتاركوفسكي» عن ضرورة المقارنة المتأنية بين هذين الجنسين الإبداعيين (أي الرواية والفيلم)، هذه المقارنة التي تهدفُ في المقام الأول إلى إبراز الأصول المشتركة أو القرابة التكوينية بين الوسيطين الأدبي والسينمائي، وتحديد العلاقة بين القصة والفيلم المأخوذ عنها، لا إلى تفضيل أحدهما على الآخر، وقد أكدت الجمل أن كلا منهما جنس مختلف من الفنون، قائم بذاته، له أبعاده الجمالية والفكرية المتفاوتة.
وأشارت إلى أن الصورة السينمائية تخضع مجموعة الخصوصيات والسمات التي تميز الفنون الأخرى إلى شروطها ومجالها. حيث يشترك السيناريو السينمائي في بعده الحكائي ومكوناته الأساسية مع الأجناس الأدبية السردية، أيضاً تستفيد الصورة السينمائية من الفنون التشكيلية وأبعادها التكوينية والفنية، إضافة إلى الاستفادة من الفنون الموسيقية. وأكدت الجمل على أن الفن السينمائي أقرب الحقول المعرفية تأثيراً وتأثراً بالأدب والرواية بصفة خاصة، التي تفاعلت مع صياغة الصورة السينمائية، وأصبحت مهتمة بالتفاصيل الدقيقة، والتشخيص والتجسيد، وتتبع الأحداث والوقائع، ورصد المواقف والأفعال والإشارات.
