الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جرائم وانتهاكات حوثية ضد المدارس والجامعات

جرائم وانتهاكات حوثية ضد المدارس والجامعات
10 أغسطس 2018 22:35

أحمد مراد (القاهرة)

ارتكب الحوثيون سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم ضد مؤسسات التعليم، سواء مدارس أو جامعات، منذ الانقلاب العسكري الغاشم الذي قادوه ضد الحكومة اليمنية الشرعية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، فضلاً عن محاولاتهم المستمرة لـ«حوثنة التعليم اليمني» عبر تغيير المناهج التعليمية حتى توافق أفكارهم الطائفية. وفي سطور التقرير التالي، ترصد «الاتحاد» أبرز الانتهاكات والجرائم الحوثية في قطاع التعليم اليمني.
ثكنات عسكرية بالمدارس
قبل طرد الميليشيات الحوثية من مدينة عدن وتحريرها، ارتكب الحوثيون عدة جرائم ضد المؤسسات التعليمية، حيث اقتحم عناصر من الجماعة الإرهابية مدرسة «البساتين»، وحولوها إلى ثكنة عسكرية، ومركز إطلاق صواريخ لقصف الأحياء المدنية في منطقتي «البساتين» و«المنصورة». كما تم قصف مدرسة المنصورة ومدرسة البريقة، وكانتا تحويان مئات النازحين.
ودمر الحوثيون مدارس كريتر والمعلا والتواهي، مما أوقف الدراسة بشكل كامل في تلك المناطق، فضلاً عن تحويل مدارس لحج وزنجبار ولودر إلى مخازن للأسلحة.
جامعة عدن أيضاً أصابها قسط كبير من عمليات التدمير والتخريب الممنهجة التي اتبعتها الميليشيات الحوثية ضد المؤسسات التعليمية في اليمن، حيث تحولت كليات التربية والآداب وطب الأسنان إلى نقاط عسكرية للحوثيين.
تهجير الطلاب وأسرهم
وكشف تقرير صدر عن منظمة «اليونيسيف» عن تضرر آلاف المدارس اليمنية من جراء الهجمات الحوثية على المناطق المدنية، حيث أجبرت أعمال العنف التي ارتكبها الحوثيون أكثر من 3600 مدرسة على إغلاق أبوابها وتهجير الطلاب وأسرهم، موضحاً أن ما لا يقل عن 248 مدرسة تضررت بصورة مباشرة، في حين تحولت 270 مدرسة أخرى لأماكن لإيواء النازحين و68 مدرسة احتلها الانقلابيون الحوثيون، فضلاً عن تعرض نحو 22 جامعة حكومية وأهلية لأضرار مباشرة وغير مباشرة، وحرمت الميليشيات الحوثية أكثر من 2.5 مليون طالب يمني من التعليم.
وكان مركز «سمت» للدراسات قد نشر في وقت سابق من عام 2018 ورقة بحثية بعنوان «الاضطهاد، أداة الحوثيين للقمع في اليمن»، كشفت عن تعمد الميليشيات الحوثية إفقار قطاع التعليم في اليمن، حيث أوقفت صرف رواتب المعلمين منذ سبتمبر 2016، مما اضطرهم إلى البقاء عاماً كاملاً بلا راتب، وانتهى الحال ببعضهم إلى العمل في مهن شاقة من أجل الإيفاء بالالتزامات الأساسية لأسرهم، بعدها نظموا إضرابا للمطالبة بحقوقهم، فضلاً عن قيام ميليشيا الحوثي باختطاف مئات المعلمين من مدارسهم ومنازلهم والزج بهم في سجونها، واتهمتهم بالخيانة والعمالة، كما دمرت مئات المدارس وأجبرت الطلاب على المشاركة في القتال بتجنيدهم بطرق مختلفة، ونتيجة لذلك تضاعفت أعداد المتسربين من المدارس، وبحسب أرقام رسمية، فإن عددهم وصل إلى 3.5 مليون، مقارنة بـ1.5مليون كانوا قبل الانقلاب الحوثي.
وفيما يتعلق بأساتذة الجامعات الرافضين للانقلاب الحوثي، فقد كشف مركز «سمت» للدراسات في ورقته البحثية عن قيام الحوثيون باختطاف رئيس نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء خلال تظاهرات واحتجاجات سلمية في 23 أغسطس 2015، كما تم فصل 66 أستاذاً جامعياً في الجامعة نفسها، أوقفت الميليشيات الحوثية رواتب أساتذة الجامعات وحولت إيراداتها إلى المجهود الحربي.
رسوم شهرية إجبارية
وبحسب إحصاءات نشرها «المركز الإعلامي للثورة اليمنية» فقد ارتكبت المليشيات الحوثية 279 جناية في حق التعليم بالعاصمة صنعاء خلال عام 2016، أخطرها القيام بحملة زيارات مكثفة لعناصر حوثية إلى المدارس لجباية أموال من الطلاب مباشرة تحت مسمى «دعم المجهود الحربي» و«دعم البنك المركزي».
وكشفت إحصائيات «المركز الإعلامي للثورة اليمنية» عن 24 حالة اختطاف لمدرسين، و24 حالة اعتداء جسدي مباشر، و18 حالة فصل تعسفي، و19 انتهاكاً في مجال تغيير المناهج التعليمية لجعلها متوافقة مع أفكار الحوثيين الطائفية، و29 اعتداء نفذه مسلحو الحوثي ضد طلاب المدارس، وذلك كله في عام واحد فقط.
وكان الحوثيون قد فرضوا على طلاب المدارس في المحافظات التي يسيطرون عليها رسوماً شهرية غير قانونية بلغت قيمتها 500 ريال يمني للمرحلة الابتدائية، و1000 ريال للمرحلة لإعدادية، و1500 ريال للمرحلة الثانوية.
يذكر أنه في مارس الماضي، قامت الميليشيات الحوثية بطرد عشرات الطلاب، لعدم سدادهم القسط الشهري من الرسوم غير القانونية التي فرضتها، وهو الأمر الذي حذرت من خطورته منظمة «سياج» اليمنية لحماية الطفولة، والتي أكدت في أحد تقاريرها أن هذا الإجراء الحوثي سوف يؤدي إلى زيادة نسبة الأطفال المتسربين من المدارس، وتوقعت أن يفقد أكثر من 3 ملايين طفل يمني حقهم في التعليم.
وزير دون مؤهل
وعلى رأس الانتهاكات الحوثية ضد قطاع التعليم، جاءت تصريحات غريبة الشأن أدلى بها وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلابيين، حسن زيد، والذي دعا عبر صفحته الشخصية على موقع «الفيسبوك» إلى تعليق الدراسة لمدة عام، وإرسال الطلاب والأساتذة إلى جبهات القتال من أجل حسم المعركة التي يخوضها الحوثيون ضد الحكومة الشرعية.
أما الكارثة الكبرى التي لحقت بقطاع التعليم اليمني، فقد جاءت عند قيام الميليشيات الحوثية بتعيين شقيق زعيم الحوثيين، يحيى الحوثي، وزيراً للتعليم، وقد نشر موقع الوزارة سيرته الذاتية، والتي أظهرت أن الوزير لا يحمل أي مؤهل علمي يؤهله لتولي ذلك المنصب، سوى أنه درس على يد والده بدر الدين الحوثي.
أناشيد إرهابية
وفي صعدة، حيث معقل الحوثيين، يقف الطلاب مرددين أناشيد ميليشيات الحوثي بدلاً من النشيد الوطني، ويتم إجبار الطلاب على ترديد عبارات يعبرون من خلالها عن ولائهم لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، ومن أجل إحكام السيطرة على مؤسسات التعليم، قامت الميليشيات الحوثية بتعيين مدراء عموم ومدراء مدارس من الموالين للجماعة الإرهابية برغم أنهم لا علاقة لهم بالعمل التعليمي، كما تم تعيين رؤساء لجامعات صنعاء وذمار والحديدة وعمران من الشخصيات الموالية لهم، إضافة إلى تعيين عمداء للكليات من الموالين لهم أيضاً.
تضرر الجامعات
كشف تقرير أصدره المركز القانوني للحقوق والتنمية، عن تضرر 751 مدرسة و111 منشأة جامعية من أعمال العنف التي ارتكبها الحوثيون في عامي 2014 و2015، وقد بلغ عدد الطلاب المتسربين من مدارسهم نحو مليوني طالب، بسبب النزوح من مناطق الاقتتال، فضلا عن عدم صلاحية بعض المدارس للتعليم ونزوح عدد من المعلمين.
وكان لمدارس الفتيات نصيب كبير من عمليات «حوثنة» التعليم اليمني أيضاً، حيث اعتادت مشرفات حوثيات يطلق عليهن لقب «الزينبيات» على إلقاء كلمات توجيهية في طابور الصباح تمجد الجماعة الانقلابية وزعيمها، وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن نحو 4 ملايين طفل مهددين بترك مدارسهم في حال استمر الانقلاب الحوثي لأعوام قادمة.
تغيير المناهج
على مدى الأعوام الأربعة الماضية، سعت الميليشيات الحوثية إلى تغيير المناهج التعليمية، وبالأخص في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بشكل يخدم أفكارها وأيديولوجياتها، وزرع تعليماتها وأجنداتها في أذهان الطلاب، وعملت على تكريس تعليمات وصور ودروس مؤسس ميليشيا الحوثي بدر الدين الحوثي، وتم حذف الفتوحات الإسلاميةَ وسير الصحابة وأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من المناهج التعليمية.
كما حرص الحوثيون على إنشاء وتأسيس جامعات خاصة بهم تروج لأفكارهم الطائفية، منها جامعة «اقرأ للعلوم والتكنولوجيا»، وجامعة «المعرفة والعلوم الحديثة»، وجامعة «21 سبتمبر»، وتمت طباعة 11 ألف كتيب صغير يحمل فكر وشعارات الجماعة لتوزيعها على المدارس والجامعات.وفي هذا الإطار أيضاً، أغلقت الميليشيات الحوثية 13 جامعة أهلية و50 برنامجاً تخصصياً في عدد من الجامعات اليمنية، وأقسام الدراسات القرآنية في جامعتي الحديدة وصنعاء، وإنشاء أقسام لتعليم اللغات الفارسية بدلا عنها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©