الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق.. المتظاهرون يتحدون «الحظر» والأمن يحكم قبضته

العراق.. المتظاهرون يتحدون «الحظر» والأمن يحكم قبضته
4 أكتوبر 2019 00:13

بغداد (وكالات)

شهد العراق أمس، يوماً هو الأكثر دموية منذ انطلاق الاحتجاجات، وراح ضحيتها 28 شخصاً خلال مواجهات عنيفة غير مسبوقة بين المحتجين، الذين تحدّوا حظراً للتجول في بغداد ومحافظات أخرى، والقوات الأمنية.
وانطلاقاً من بغداد، ثاني العواصم المكتظة بالسكان في العالم العربي، امتدت التظاهرات التي تطالب برحيل «الفاسدين»، وتأمين فرص عمل للشباب لتطال معظم المدن الجنوبية.
وتدخلت مدرعات القوات الخاصة في بغداد لصد الحشود، فيما أطلقت القوات الأمنية على الأرض الرصاص الحي الذي ارتد على متظاهرين نقلهم رفاقهم، وعمدت القوات الأمنية العراقية إلى قطع الطرق في محاولة منها لمنع الاحتجاجات التي تجتاح بعض المناطق في بغداد.
وقال أحد المتظاهرين يُدعى علي، وهو خريج عاطل عن العمل يبلغ من العمر 22 عاماً «نحن مستمرون حتى إسقاط النظام».
وأضاف «أنا من دون عمل، أريد أن أتزوج، لدي 250 ديناراً (أقل من ربع دولار) فقط في جيبي، والمسؤولون في الدولة لديهم الملايين»، في بلد يحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية.
أما أبو جعفر، وهو متقاعد غزا الشيب رأسه، فقال «أنا أدعم الشباب، فلماذا تطلق الشرطة النار على عراقيين مثلهم؟ هم مثلنا مظلومون، وعليهم أن يساعدونا ويحمونا».
ومع سقوط 28 قتيلاً، بينهم شرطيان، 17 منهم في محافظة ذي قار الجنوبية وحدها، واصابة أكثر من 1000 شخص، تحول الحراك أمس إلى معركة في بغداد على محاور عدة تؤدي إلى ميدان التحرير، نقطة التجمع المركزية الرمزية للمتظاهرين. ووصل المتظاهرون في بغداد على متن شاحنات، حاملين أعلام العراق، وردد المتظاهرون هتافات عدة، بينها «بالروح بالدم نفديك يا عراق». وفي مواجهتهم، شكلت قوات مكافحة الشغب والجيش حلقات بشرية في محيط الوزارات، خصوصاً وزارة النفط.
وفي ساحة الطيران بوسط بغداد، انقض المتظاهرون على آليتين عسكريتين وأضرموا النار فيهما.
وأطلقت القوات الأمنية مجدداً الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين رغم حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ فجر يوم أمس.
ولم يتواصل رئيس الحكومة مع المحتجين حتى الآن إلا من خلال بيانات مكتوبة، يشيد فيها بـ«ضبط النفس لدى القوات المسلحة»، أو يعلن حظر التجول في بغداد.
غير أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وجّه دعوة لحضور ممثلين عن المتظاهرين إلى البرلمان لبحث مطالبهم، على رغم من عدم وجود قيادة محددة للمتظاهرين حتى الآن.
وفيما بدا محاولة لتخفيف حدّة المظاهرات، أعلن المجلس الأعلى لمكافحة الفساد في العراق، أمس، تنحية 1000 موظف متورط في قضايا الاختلاس وهدر المال العام في مختلف مؤسسات الدولة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
وإذ يبدو الحراك عفوياً، قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وضع ثقله في ميزان الاحتجاجات داعياً أنصاره الذين سبق أن شلوا مفاصل البلاد في عام 2016 باحتجاجات في العاصمة، إلى تنظيم «اعتصامات سلمية» و«إضراب عام»، ما أثار مخاوف من تضاعف التعبئة في الشارع.
وفي أماكن أخرى من العاصمة وفي مدن عدة، يواصل المحتجون إغلاق الطرقات أو إشعال الإطارات أمام المباني الرسمية في النجف أو الناصرية جنوباً.
ودعت منظمة العفو الدولية بغداد في بيان إلى «أمر قوات الأمن على الفور بالتوقف عن استخدام القوة، بما في ذلك القوة المفرطة المميتة»، وإعادة الاتصالات.
وسعى المحتجون في بغداد للتوجه إلى ساحة التحرير التي يفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية، حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً منذ الثلاثاء.
وطالت التظاهرات محافظات عدة في جنوب البلاد، كمدينة البصرة النفطية التي شهدت العام الماضي احتجاجات دامية.
لكن رغم ذلك، لم تمتد التحركات إلى المحافظات الغربية والشمالية، خصوصاً المناطق السنية التي دمرتها الحرب ضد تنظيم «داعش»، وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.

«تعتيم إلكتروني» وانقطاع التواصل بين المتظاهرين
سجل انقطاع واسع لشبكة الإنترنت في العراق، وصل أمس إلى نحو 75 في المئة، بالتزامن مع الاحتجاجات التي تعم أنحاء عدة من البلاد، حسب ما أفادت منظمة متخصصة، ويعاني المتظاهرون العراقيون في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، انقطاع التواصل في ما بينهم وتعذر نشر فيديوهات وصور الاحتجاجات منذ أمس الأول.
وكان القطع في بادئ الأمر محصوراً بمواقع التواصل الاجتماعي، ثم اتسع في وقت لاحق، ليصبح العراق «غير متصل بالإنترنت إلى حد كبير»، وفق منظمة «نيت بلوكس» المراقبة للأمن السيبراني.
وبحلول صباح أمس، كانت 75 في المئة من البلاد، وبينها بغداد، منقطعة تماماً عن الشبكة، بعدما أقدمت شركات «إيرثلينك» و«آسيا سيل» و«زين» المزودة للخدمة على «التقييد المتعمد» للوصول إلى الإنترنت، وفق «نيت بلوكس».

انفجار في «المنطقة الخضراء» والتحالف الدولي يُحذّر
أعلن التحالف الدولي في العراق، أمس، أن انفجاراً وقع في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد لم يطل أياً من منشآته.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف مايلز كاجينز، في بيان: «لم تُصب أي من منشآت التحالف»، لافتاً إلى أن القوات لديها الحق في الدفاع عن نفسها. وأضاف كاجينز: «لن يتم التسامح مع أي هجوم على جنودنا».
وتضم المنطقة الخضراء مباني حكومية ومقار السفارات الأجنبية. ولم يتضح سبب الانفجار، ويجري تحقيق حالياً في ملابساته.
ويوجد في العراق زهاء 5000 جندي أميركي بهدف مساعدة القوات الحكومية على محاربة فلول تنظيم «داعش» الإرهابي.

البحرين توجّه مواطنيها بعدم السفر
دعت وزارة خارجية مملكة البحرين مواطنيها، أمس، إلى عدم السفر إلى العراق في الوقت الراهن، نظراً للظروف الأمنية التي يمر بها.
وطالبت رعاياها الموجودين هناك حالياً بضرورة المغادرة فوراً، وذلك ضماناً لأمنهم، وحفاظاً على سلامتهم، وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن أماكن الاضطرابات والتجمعات، واتباع تعليمات السلطات المحلية المختصة.

إيران تغلق الحدود
أغلقت السلطات الإيرانية معبرين حدوديين مع العراق، أحدهما كان من المنتظر أن يستخدمه مئات الآلاف لزيارة أماكن مقدسة لدى الشيعة خلال الشهر الجاري، وذلك بسبب الاضطرابات في العراق، حسبما أفاد حرس الحدود الإيراني أمس.
ونسبت وكالة «مهر» إلى الجنرال قاسم رضائي قائد حرس الحدود الإيراني قوله: إن معبري خسروي وجذابة أغلقا.
وكان وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، قد توقع الأسبوع الماضي أن يزور ثلاثة ملايين إيراني مدينة كربلاء بجنوب العراق في وقت لاحق من الشهر الجاري لإحياء الأربعينية.
إلى ذلك، حثّت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، رعاياها على تأخير زيارتهم إلى العراق، حتى تستقر الظروف، وذلك بعد أن أغلقت معبرين حدوديين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©