كيف يصوّت رواد الفضاء في الانتخابات خلال رحلاتهم بعيداً عن صناديق الاقتراع؟

هل تساءلت كيف يمكن لرواد الفضاء الإدلاء بأصواتهم في اللجان الانتخابية في أي انتخابات، وهم يحلقون على ارتفاعات شاهقة أعلى الأرض بأكثر من 200 ميل؟!

يقول موقع «Air and Space» أن رواد الفضاء الأميركيين يمكنهم التصويت في الانتخابات بفضل ما يعرف باسم «اقتراع الغائب الإلكتروني»، وهي عملية بدأت عام 1997 عندما أقرت الهيئة التشريعية لولاية تكساس القانون 81.35، بسبب الرحلات الطويلة لرواد الفضاء الأميركيين.

وينص هذا القانون على أنه «يجوز التصويت لأي شخص يستوفي شروط الأهلية للناخب بموجب قانون انتخابات تكساس، الفصل 101، ولكنه يكون في رحلة فضائية خلال فترة الاقتراع المبكرة ويوم الانتخابات».

وأقرت ولاية تكساس بالتحديد هذا القانون لأنه يوجد بها مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، كما يعيش معظم رواد الفضاء في مدينة هيوستن، أكبر مدن تكساس.

وأضاف الموقع أنه قبل موعد الانتخابات، يتم ربط الاقتراع الإلكتروني المشفر برواد الفضاء من قِبل هيئة مراقبة المهمة باستخدام مجموعة من أوراق الاعتماد الفريدة المرسلة إلى كل منهم عن طريق البريد الإلكتروني.

وقال موقع «space» إن رائد الفضاء، شين كيمبرو، قائد البعثة 50، تمكن من الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 برغم وجوده خارج كوكب الأرض بفضل القانون الذي وضعه المشرعون في تكساس.

وقالت رائدة الفضاء كاثلين روبنز، التي قضت قرابة أربعة أشهر من العمل على متن محطة الفضاء الدولية، إنه عندما يحصل رواد الفضاء على بطاقات الاقتراع الغيابية، يتم إدراج عنوانهم على أنه «مدار أرضي منخفض».

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن رائد الفضاء الأميركي ديفيد وولف كان أول مسافر فضائي يدلي بصوته في الفضاء، ويستفيد من قانون التصويت الخاص برواد الفضاء، وذلك عندما كان يعيش على متن محطة الفضاء الروسية «مير» عام 1997 فور إصدار القانون. وقد أعرب حينها عن شعوره بالحماس البالغ، لأنه عندما يكون بعيداً عن كوكب الأرض، تصبح الأشياء الصغيرة لها تأثير كبير لدى رواد الفضاء الذين يعيشون بعيداً عن أوطانهم.

وأضافت الصحيفة أن جون بلاها، أحد رواد الفضاء السابقين (قبل وولف) على نفس محطة الفضاء، لم يتمكن من التصويت في الانتخابات الرئاسية السابقة لأن مكوكه غادر إلى «مير» قبل إرسال بطاقات الاقتراع الغيابية.

وتحمست مسؤولة «ناسا» سوزان أندرسون كثيراً من أجل التوصل إلى حل لمشكلة تصويت رواد الفضاء، فتواصلت مع المشرع مايك جاكسون، السيناتور في تكساس التي تضم مركز جونسون للفضاء، ومن هنا جاء الاقتراح بأن يكون رواد الفضاء قادرين على تقديم اقتراع إلكتروني مشفر.

وفي نفس العام، 1997 وقع الرئيس الأميركي في ذلك الوقت جورج دبليو بوش مشروع القانون.

اقرأ أيضاً... هزاع المنصوري ينشر صورة لمكة من الفضاء

ويتم إرسال ملف بصيغة PDF للاقتراع إلى رواد الفضاء، وهو نفس الاقتراع الذي سيحصل عليه أي شخص عبر البريد، حيث يتلقى رائد الفضاء المستند المحمي بكلمة مرور في رسالة بريد إلكتروني، ويملأها ويرسلها مرة أخرى إلى مسؤول المقاطعة، الذي ينسخ خياراته في الاقتراع القياسي، ولن يعرف سوى هذا المسؤول وصاحب التصويت بماهية اختيار رائد الفضاء.

ويقول مسؤولو وكالة ناسا إن رائد الفضاء يتمكن من الإدلاء بصوته مثله مثل ملايين الأميركيين الآخرين، والفرق الوحيد هو أنه لن يحصل على لاصق التصويت، إلا أن رائد الفضاء شين كيمبرو، الذي صوّت من محطة الفضاء الدولية خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، قال إنه من الجيد أن يملك القدرة على إخبار الناس بأنه «صوت من الفضاء.»، وأعرب عن سعادته لتمكنه من التصويت، مضيفًا أنه من الجيد أن يمارس هذا الحق الذي يمتلكه، من وجهة نظر فريدة ومن مكان فريد من نوعه.

وذكر موقع «Houston Public Media» أن القانون سمح لرواد الفضاء بالإدلاء بأصواتهم بعد أن كان وجودهم جسدياً أمرًا مستحيلاً.

أخبار ذات صلة

«فيتو» روسي على حظر «الدمار الشامل» في الفضاء

شريف الرميثي يشارك في «محاكاة» لمهام على القمر والمريخ

وفي العادة، يتلقى رواد الفضاء، قبل ستة أشهر من موعد الانتخابات الفعلية على الأرض، طلبًا قياسيًا بتسجيل الناخبين للاقتراع الغيابي، حيث يشير العنوان الموجود في الاقتراع الغيابي إلى «مدار أرضي منخفض» أي مسافة المدار، حيث تدور الأقمار الصناعية حول الأرض. ثم تقوم سلطات تكساس بإنشاء نسخة إلكترونية من الاقتراع، والتي يتم بثها إلى الفضاء، ليستطيع رائد الفضاء أن يملأ بطاقة الاقتراع بأمان، ويرسلها مباشرة إلى الأرض. ويقوم ناخب وكيل مُعين بفك تشفير الاقتراع الرقمي ويملأه نيابةً عن رائد الفضاء.

وبحسب مجلة «The Atlantic»، فإنه في نوفمبر عام 2007، شارك رائد الفضاء الأميركي كلايتون أندرسون في انتخابات عادية بالتصويت على اقتراحات محلية لضاحيته في هيوستن، وقد أعرب عن سعادته كثيرا بذلك التصويت قائلاً: «أن تكون قادرًا على الضغط على الزر وإرساله ومعرفة أنه قادم من الفضاء الخارجي للذهاب إلى شخص ما على الأرض فهذا أمر رائع...كان الأمر بمثابة حلم».

وأضافت المجلة أنه بالنسبة لأندرسون، كانت العملية تحمل معنى خاصاً، إذ إن زوجته سوزان أندرسون هي التي قادت الجهود عام 1997 للسماح لرواد الفضاء بالتصويت من الفضاء، قبل عام من اختيار زوجها ليكون رائد فضاء.

وقال موقع «NASA» إنه في العصر الحالي الذي يمارس الناس حقهم في التصويت من جميع أنحاء العالم، سيتمكن رواد الفضاء من الإدلاء بأصواتهم أيضاً على الرغم من ارتفاعهم نحو 220 ميلاً عن الأرض ودورانهم بسرعة 17 ألفاً و500 ميل في الساعة.