الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتدى الصدر... «عودة» مثيرة للجدل!

16 يناير 2011 21:31
في الوقت الذي أبدى فيه أنصار رجل الدين المتطرف مقتدى الصدر ابتهاجهم بعودته إلى العراق، عبر البعض في الطائفة الشيعية، التي تشكل أغلبية السكان في هذا البلد، عن قلقهم بشأن التداعيات المرتبطة بعودته مرة أخرى. ففي بغداد، ومحافظتي البصرة وميسان الجنوبيتين، أثارت أنباء عودة الصدر موجة من التوجس العميق لدى بعض الشيعة العراقيين، الذين يعرفون تفاصيل ما حدث في العراق بعد غزوه في عام 2003.. ويتساءلون عما إذا كان الصدر سيعمد مرة أخرى إلى إثارة الاضطرابات، والدخول في مواجهات عسكرية أم أنه قد تغير تغيراً حقيقيّاً كما يذهب إلى ذلك آخرون. ومن المعروف أن الصدر عاد الأسبوع الماضي من إيران التي ذهب إليها عام 2007 (لاستكمال دراسته الدينية كما يفترض)، وذلك بعد أن ظل "جيش المهدي" الذي يقوده مشتبكاً في معارك مع القوات الأميركية لفترة طويلة، كما تورط في بعض من أسوأ أنواع العنف الطائفي، حسبما يتهمه مناوئوه. يشار إلى أن أنصار الصدر فازوا بـ 40 مقعداً في الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي، الأمر الذي مكن كتلته من لعب دور حاسم في عودة المالكي إلى منصب رئيس الوزراء، على رغم أن قائمته "دولة القانون" قد حلت ثانية في تلك الانتخابات بعد قائمة "العراقية" التي يقودها علاوي -وذلك بعد فترة من المداولات، والانسداد السياسي استمرت شهوراً طويلة. وفي استطلاع لآراء بعض العراقيين يرى "أبومهند" (47 عاماً) وهو من سكان محافظة ميسان، أن عقارب الساعة تبدو كما لو كانت قد عادت إلى الوراء مرة أخرى، وتحديداً إلى عام 2006 عندما كانت ميليشيا الصدر تحكم بعض الأحياء، بل وبعض مدن المحافظة التي كان سكانها يعيشون تحت رحمة القادة الميدانيين الموالين للصدر في غيبة شبه كاملة لأجهزة الدولة. ويقول "أبو مهند" الذي رفض إعطاء اسمه كاملاً خوفاً من أن تؤدي آراؤه إلى إثارة غضب أتباع الحركة الدينية المتطرفة، إنه قد شاهد بالفعل أنصار الصدر، وهم يعودون لفرض إرادتهم على السكان مرة أخرى في مدينة "العمارة" عاصمة المحافظة، ويرى أن ذلك يأتي -على ما يبدو- في إطار صفقة مع المالكي: ففي مقابل مساعدة الصدر له على الاستمرار لولاية ثانية في منصب رئيس الوزراء، وافق المالكي على فتح أبواب النفوذ في المحافظة مرة ثانية لحركة الصدريين. ويقول "أبومهند" متذكراً أن المالكي، منذ أقل من ثلاث سنوات مضت فقط كان قد أصدر أوامره لقواته بالتصدي لحركة الصدريين في المحافظة: "إننا نشعر بأن المالكي قد باعنا مرة أخرى من خلال سماحه باختيار محافظ من حركة الصدريين". والجدير بالذكر أن الصدر، أعلن بالفعل تأييده للحكومة العراقية الحالية، وتعهد بأن يعمل "من خلال وسائل سياسية" من أجل التغيير. ولكن بدلاً من أن يؤدي ذلك لطمأنة "أبو مهند" وغيره من سكان العمارة فهو يجعله يشعر بالخوف. ويرجع ذلك لما تناهى إلى علمه من أن الجناح المدني لحركة الصدريين الذي يطلق على نفسه اسم "المحمديين" قد قام بتقسيم مدينة العمارة التي يعيش فيها إلى قسمين شرقي وغربي، ويخشى من أن تكون هناك دوافع خفية وراء هذا التقسيم. ويقول أبومهند: "إنهم -أتباع حركة الصدر- يحلقون شواربهم ويتركون لحاهم طويلة، الأمر الذي دعانا لأن نطلق عليهم لقب طالبان العمارة". ويضيف إلى ما سبق قوله: "لا أعتقد أن عودة الصدر من إيران إلى العراق لها علاقة بتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة، لأن أفكارهم تقوم على عكس ذلك تماماً". أما في البصرة حيث هزمت القوات التابعة للمالكي قوات الصدر عام 2008، فإن الصدر أبعد ما يكون عن الشعبية، حيث لا يعتقد كثير من أهل البصرة أن قواته يمكن أن تنبذ العنف. وحول هذه النقطة يقول أحد سكان البصرة ويدعى ناصر نايف السليطي: "عندما كانت قوات الصدر هنا في المدينة، مر العراق بأسوأ مراحله، حيث شهد الكثير من العنف والقتل والتهجير، وأعتقد أن قوات الصدر لو عادت مرة أخرى فإن ما حدث في تلك الفترة سيتكرر ثانية...". غير أن مثل هذه الآراء، لا تعني شيئاً بالنسبة لمؤيدي الصدر المتحمسين، بما في ذلك البعض منهم ممن لا يخفون ارتباطاتهم السابقة بشبكات العنف، حيث لم يقصّر هؤلاء في إظهار فرحتهم الغامرة، بعودة الصدر مجدداً إلى العراق، وهتفوا بشعارات، ونطقوا بعبارات تكشف أن هناك خيطاً رفيعاً بين الجناح المدني لتنظيم الصدر وجناحه العسكري. وأحد هؤلاء هو "حيدر جاسم محمد"، القائد السابق لـ"جيش المهدي" (38 عاماً)، الذي يقول، وقد لاحت علامات الفرحة الغامرة على وجهه: "عندما يعود القائد مرة أخرى إلى وطنه فإننا نشعر وكأن العراق قد ولد من جديد". ولكن علامات الفرحة هذه تتوارى قليلاً ليحل محلها تعبير جديّ، وذلك قبل أن يستطرد: "لقد وعدنا المهدي من قبل... وآمل أن يفي بوعده هذه المرة. وعلى الكل أن يعرف أننا جميعاً نقف وراء قائدنا... وإذا ما قال لنا احملوا السلاح مرة ثانية! فسوف نحمله... فنحن جميعاً قد حاربنا من قبل في جيش المهدي". نيد باركر- بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©