عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
في عالم كرة القدم هناك ما يشبه القاعدة التي لا تفسير لها على الرغم من أنها واقع ملموس، وهي أن غالبية النجوم أصحاب الموهبة والقدرات الخاصة لا يملكون ما يكفي من الدافعية والحماس والقتال على الكرة، فاللاعب على الأغلب إما موهوب مزاجي، أو مجتهد مقاتل، ولكن هناك استثناءات من ذلك، على رأسها إسماعيل الحمادي نجم منتخبنا المتألق دائماً، والذي يجمع بين القدرات والمهارات الخاصة، والسرعة، واختراق المساحات بجسارة نادرة، والحماس، والروح القتالية، والدافعية المتجددة، فضلاً عن الجرأة وقوة الشخصية التي يفرضها على أي منافس، وهو ما يجعله يثير الذعر في نفوس وقلوب المنافسين، ويصبح مصدر التهديد والخطر الدائم طوال فترات وجوده في الملعب. إسماعيل الحمادي ورفيق دربه أحمد خليل وغيرهما من المواهب الكروية، ذهبوا في سنوات النشأة الكروية المبكرة، وقبل أن يتجاوزا 15 عاماً إلى فرنسا في تجارب معايشة في أفضل الأكاديميات الكروية الأوروبية أكثر من مرة كل عام، وهو ما يجعل هؤلاء النجوم يجمعون بين الموهبة والوعي التكتيكي والثقة في الأداء، وهو مشروع يحسب لمن تبناه في قبل أكثر من 15 عاماً، وها هي ثماره تعود بالنفع على الكرة الإماراتية، وعلى الأبيض في مشاركاته القارية.
إسماعيل الملقب بـ«الآباتشي» لا تفارقه الابتسامة خارج الملعب، وهو نفسه لا تفارقه الجدية والصرامة حينما تطأ قدماه العشب الأخضر، هو قلب شجاع داخل الملعب، وخارجه يتحول هذا القلب إلى مصدر للبهجة ونثر السعادة والتواضع، مما يجعله يتمتع بشعبية جارفة بين رفاق دربه سواء في المنتخب أو نادي شباب الأهلي دبي، وكذلك بين الجماهير وفي الوسط الإعلامي، كما يحظى بقدر هائل من الاحترام من المنافسين، ويكفي أن صحافة أستراليا تحدثت عن أنه كان مصدر الإزعاج والعبء الأكبر على دفاع السوكيروس طوال موقعة ربع النهائي التي حسمها منتخبنا بشجاعة وذكاء.
يبلغ الحمادي في الوقت الراهن 30 عاماً، وهو من النجوم الذين دافعوا عن قميص الوطن في أكثر من 100 مباراة دولية، وسيظل واحداً من أكثر النجوم الذين استقروا في قلوب وعقول الجماهير باعتباره نجماً فوق العادة لأحد أفضل أجيال الكرة الإماراتية، فقد حظي هذا الجيل بشرف تصدير الرعب الكروي إلى القارة الآسيوية، وفي كافة أرجاء آسيا حتى في تلك الدول تتمتع الكرة فيها بالشعبية الجارفة يعلمون جيداً من هو مبخوت وخليل والحمادي وعموري، والنجم الملهم إسماعيل مطر، وغيرهم من نجومنا أصحاب البصمة القارية التي لا تنسى.
