تفاصيل مخطط "الإخوان" لتجنيد الشباب عبر "تليجرام"

أحمد عاطف - أحمد القاضي (القاهرة)

كشف تسريب صوتي جديد، منسوب لأحد شباب جماعة الإخوان الإرهابية، عن تفاصيل دقيقة لمخططات تنفذها مجموعات من جماعة قيادات الإخوان الهاربين للخارج، بهدف تجنيد الشباب وحثهم على نشر الفوضى والعنف ضد الأمن في مصر والدول العربية، مستخدمين في ذلك موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تليجرام».

وفي التفاصيل، يفيد التسجيل الذي اطلعت عليه «الاتحاد»، تلقين خطة مكونة من عدة خطوات من قبل رئيس المجموعة إلى الشباب التابعين له، حيث تقتضي الخطوة الأولى منها البحث عن أي شاب مصري يكتب تعليقاً على منشورات أو صور أو مقاطع فيديو تتعلق بالأوضاع السياسية أو الاقتصادية، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وتجميع أكبر عدد منهم.

أما الخطوة الثانية من الخطة، بحسب التسجيل، فهي إرسال رسالة إلى هؤلاء الشباب، من حسابات مزيفة لا تحمل أية صور أو معلومات حقيقية، وحث الشباب على الانضمام إلى مجموعة سرية على تطبيق «تليجرام»، من خلال روابط محددة يتم إرسالها بعد التأكد من إقناع الشباب بالانضمام إليهم. وتم اختيار هذا التطبيق تحديداً، لأنه لا يظهر من خلاله أرقام هواتف المتحدثين، ويصعب تعقبه من رجال الأمن.

وعلمت «الاتحاد»، أن هذا التطبيق تستخدمه الجماعات الإرهابية في التواصل عليه، وتجنيد الإرهابيين الجدد في عدة دول.

وتقتضي الخطة بألا يستخدم أعضاء التنظيم الإرهابي اسم جماعة الإخوان الإرهابية، أثناء إقناع الشباب بالانضمام إليهم، بل استخدام لقب المعارضة فقط، إضافة إلى تحديد مواعيد للتجمع والتظاهر بشكل مفاجئ، وذلك من أجل مفاجأة قوات الأمن، وعدم بث دعوات بمواعيد محددة على مواقع التواصل، حتى لا يتم القبض عليهم من قبل الأمن.

أخبار ذات صلة

وزير الشباب المصري وأمين عام «زايد العليا» يبحثان خطة العمل المستقبلية لمراكز التخاطب بمصر

«أمنية» تُسعد قلوب 9 أطفال

الهدف الأكبر من ذلك المخطط، بحسب التسريب، هو محاولة إقناع المصريين بالنزول والتظاهر، والقيام بأعمال العنف ضد رجال الأمن. فقد قال في التسجيل إنه يحاول "تجميع 50 ألف شاب على الأقل. من خلال تلك المجموعات السرية، والنزول للتظاهر بشكل مفاجئ، وعندما يرى المصريون ذلك سيسهل إقناعهم بالانضمام إلى تلك المظاهرات، خصوصاً المصريين الذين لا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، ويصعب الوصول إليهم بالطرق العادية".

وورد في التسجيل أيضاً، خطة للتجمع في أماكن بعيدة عن أعين رجال الأمن، وتصوير مظاهرات وهمية وإرسالها إلى قناة الجزيرة، وذلك بهدف محاولة إقناع العالم بأن هناك مظاهرات معارضة في مصر. وحينما يتم اكتشاف مكان تجمعهم من قبل قوات الأمن، يتفرقون ويهربون. ومن ثم، تكرار تلك التجمعات في أماكن مختلفة.

من جهته، أوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق أن جماعة الإخوان وضعت مخططاً لإشعال حالة من الفوضى داخل مصر ودول أخرى، عن طريق حشد التجمعات الميدانية في الشوارع والميادين الكبرى، دون حمل أية لافتات أو شعارات دينية أو سياسية، بهدف تصدير الحالة على أنها نوع من الفوضى، لخداع الرأي العام الدولي.

وأشار فاروق، لـ"الاتحاد" إلى أن هذا المخطط يستهدف إسقاط الدولة المصرية، وفق سيناريو الإرباك والإنهاك لعودة الجماعة مرة أخرى للمشهد السياسي، والإفراج عن عناصرها من السجون، وعودة طيورها الهاربة بالخارج، وإسقاط مختلف الأحكام الصادرة ضدهم، وتصدير حالة من التشوية تستهدف النظام، وتوريطه في أنه هو المسؤول عن العنف الذي شهده الشارع المصري على مدار السنوات الماضية، وهي محاولة لغسل سمعة الجماعة، لا سيما أمام الأجيال الجديدة، التي تمثل لها وقوداً للمرحلة المقبلة.

ولفت فاروق إلى أن يقظة الأجهزة الأمنية، ووعي الشارع المصري، أجهضا المخطط الإخواني، وأربكا حساباتهم، التي كانت تستهدف إلى إشعال سيناريو الفوضى، التي تمثل قبلة الحياة للتنظيم المتهاوي، فكرياً وتنظيمياً حالياً.