عدد اليوم
هويدا الحسن (العين)
انطلاقاً من أهمية الفنون في تشكيل الوعي الجماعي، أقام معرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ندوة بعنوان «حكايا الثقافة والفنون» لمحاولة التعرف على الرابط الوثيق بين الثقافة والفنون، وكيف تؤدي الفنون دوراً بارزاً في تشكيل وعينا الثقافي والمعرفي.
قدم الندوة وأدارها الفنان والكاتب الإماراتي ياسر النيادي، حيث استضاف كلاً من «دوريس هامبوش»، أستاذ مشارك في قسم اللغات والأدب بجامعة الإمارات العربية المتحدة، و«جولميرا عبدالخالقوفا»، أستاذة موسيقى وعازفة ومحاضرة في معهد موسكو تشايكوفسكي الموسيقي، ومستشار في موسم أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية.
وفي بداية حديثها، وجهت جولميرا عبدالخالقوفا تحية إلى هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي وعربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، قائلة: «هذه خطوة عظيمة سيكون لها تأثير كبير ومهم في كل جوانب حياتنا المجتمعية في الثقافة والفنون والعلوم والتربية».
ثم أجابت عن تساؤل النيادي عن أهمية الفنون في الارتقاء بالفكر ورفع مستوى الوعي، قائلة بأن الموسيقى من أوائل الأشياء التي يدركها الطفل حديث الولادة ويتفاعل معها، فالموسيقى لغة عالمية يفهمها الجميع صغاراً وكباراً من مختلف الأجناس والأعراق، وهي فن قديم قدم الإنسان، وتلعب دوراً مهماً في تشكيل وجدانه وإحاسيسه، وبالتالي تشكيل وعيه.
وعن الفنون في الإمارات، أكدت عبدالخالقوفا، أن الإمارات تشهد نهضة فنية عظيمة، وأنها مليئة بالمواهب الفنية الواعدة في مجال الموسيقى، وقالت إن الأوركسترا الوطنية ستنطلق خلال احتفالات إكسبو 2020 بعازفين إماراتيين مائة في المائة، وهي خطوة عظيمة استغرقت سنوات من الدراسة والإعداد.
وفي مجال السينما، ترى هامبوش أن هناك محاولات جادة ومهمة لعمل أفلام إماراتية عالية المستوى من حيث التقنيات والموضوعات المتناولة، وتؤكد أن المهرجانات السينمائية تلعب دوراً كبيراً في تحفيز المبدعين على تقديم سينما مختلفة عن السائد من أعمال تجارية، وآخر تلك المهرجانات الواعدة مهرجان العين السينمائي الذي انطلق هذا العام، وقدم دورة فنية ناجحة، وشارك فيها فنانون من الإمارات ودول مختلفة.
وترى هامبوش، أن السينما اختصرت مسافات كبيرة من السعي للمعرفة وقدمتها إلى المتلقي بأكثر الطرق جاذبية من خلال فن الصور المتحركة، وهو ما ساهم بشكل كبير في تشكيل الوعي وانفتاح الثقافات بعضها على بعض، وترسيخ قيم إنسانية عظيمة، أهمها تقبل الآخر وإدراك أهمية الاختلاف بين البشر.
وفي ختام الندوة، شددت كل من عبدالخالقوفا وهامبوش على أهمية وجود أكاديمية للفنون تتيح للمبدع الإماراتي دراسة الفن دراسة أكاديمية متخصصة، حيث إن الموهبة وحدها لا تكفي لخلق فنان قادر على استخدام أدواته بشكل صحيح، كما أن الدورات الفنية رغم أهميتها لا تغني عن الدراسة المتخصصة.
أعقب الندوة عرض موسيقي بعنوان «قال الراوي» للفنان محمد البادي الذي قدم مجموعة من الحكايا الشعبية، مصحوبة بعزف على العود للفنان صبار اللهيبي.
