الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«حوار الأجيال».. «وصفة إماراتية» لغزو الفضاء

«حوار الأجيال».. «وصفة إماراتية» لغزو الفضاء
28 سبتمبر 2019 01:41

سامي عبد الرؤوف، وآمنة الكتبي (دبي)

أجرى رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري لقاءين مباشرين أحدهما عبر الفيديو والآخر عبر موجات الراديو مع عدد من طلاب المدارس والجمهور، من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، وبالتعاون مع وكالة ناسا الأمريكية.
وأتيح للحضور فرصة التفاعل مع المنصوري، فيما تمحورت الأسئلة حول شعوره لحظة الانطلاق وحول الجاذبية الصغرى والتأقلم معها، وإحساسه حين شاهد الأرض من الفضاء وما إذا كان شاهد دولة الإمارات، وقال: إنه كان أجمل شعور لديه حين شاهد الوطن من الفضاء.
وكان المنصوري في مختبر كولومبوس التابع للوحدة الأوروبية على متن محطة الفضاء الدولية، في وقت إجراء اتصال الفيديو.
وتحدث كذلك مع الدكتورة حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء التي تتابع حالته الصحية طوال فترة تواجده في الفضاء.
وتفصيلا، قال المنصوري: إنه ورواد الفضاء المرافقين له في الرحلة إلى المحطة الدولية كانوا ينتظرون بشغف للحظة التي سيعبرون خلالها من فوق دولة الإمارات، في طريقهم إلى المحطة الفضائية الدولية.
وأكد خلال رده على عدد من الأسئلة، ضرورة أن يضع الشخص الذي يرغب في الوصول إلى الفضاء حلمه موضع التنفيذ، عن طريق الدراسة والاستعداد الكامل.
وقال في معرض رده عن سؤال حول طريقة الأكل في الفضاء: «الطعام الذي نتناوله على الأرض، هو نفسه ولكن طريقة تناوله في الفضاء صعبة، حيث إن الكميات محدودة، سواء من الطعام أو المياه، فضلاً عن ضرورة تجهيز الطعام بطريقة معينة، حيث لابد من الانتباه بشدة، بسبب انعدام الجاذبية، حتى لا يطير الطعام»، مشدداً على أهمية عدم الإكثار من تناول الطعام في الفضاء.

فرحة الاستقبال
وفي رده على طالب آخر، حول العمل على متن محطة الفضاء الدولية، وطريقة الاستقبال عليها، قال المنصوري: «المحطة هي مكان للتجارب العلمية، خصوصاً حول التغيرات التي تطرأ على أجسام رواد الفضاء، وعلى أجهزة معينة»، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يتحدث معهم خلاله في البث المباشر، فإنه يقوم بإجراء تجربة علمية، حول أثر انعدام الجاذبية على جسم الإنسان، وسيجري تجارب أخرى خلال الأيام المتبقية من رحلته، ومنها دراسة تأثير الجاذبية على العظم والأعضاء، والسوائل في الجسم.
وأضاف أن رواد الفضاء الموجودين على متن المحطة استقبلوه وزميليه الأميركية والروسي استقبالاً حافلاً، لافتاً إلى التعاون القائم بين رواد الفضاء على متن المحطة على اختلاف جنسياتهم، ولغاتهم.
وعن شعوره، وهو يعمل في بيئة تنعدم فيها الجاذبية، قال المنصوري، إنه يشعر بسعادة بالغة، «فببساطة أنا أطفو، وفي هذه الحالة تشعر أنك في حلم، إذ إن مجرد دفعة بسيطة تستطيع تغيير مكانك، ومن ثم رائد الفضاء يتعلم كيف يتحرك في هذه البيئة الجديدة».

مشاهد الفضاء
ولفت المنصوري إلى أنه بعد انطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية، شاهد الكرة الأرضية، ما أشعره بالسعادة لما رآه من غيوم بيضاء ويابسة وجبال وبحار ومحيطات، وما زاد من سعادته أنه رأى دولة الإمارات العربية المتحدة من أعلى، حيث رأى جزيرة النخلة، وغيرها من معالم الدولة، «فهذا حُلُمي في الطفولة يتحقق»، مؤكداً أن رواد الفضاء كان ينتظرون اللحظة التي يمرون خلالها فوق دولة الإمارات.
وفي رده على سؤال الطفلة، مريم بن جرش، حول نصيحته لأي شخص يريد أن يصبح رائد فضاء، قال المنصوري: «إن أول خطوة لأي شخص يريد أن يصبح رائد فضاء، هي أن يحلم بذلك، ثم يضع الحلم هدفاً أمامه لتحقيقه بالدراسة التي تبدأ من البيت، فهو الداعم الأول لأبنائه، ثم دعم المدرسة، ولابد لهذا الشخص أن يكون متميزاً في دراسته، ويتمتع بصحة جيدة، ويسعى إلى التميّز في العمل من دون نسيان ودور اللياقة الصحية والحصول على دعم الأهل»، لافتاً إلى أن رائد الفضاء لا يُشترط له مؤهل علمي محدد، ولكن إذا كان يحمل مؤهلاً في التخصصات الهندسية، فإن ذلك يكون أفضل.
وكان المنصوري قد بعث برسالة صوتية إلى المحطة الأرضية فور وصوله محطة الفضاء الدولية.
وبدأ هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، في تنفيذ المهام العلمية المقررة على متن محطة الفضاء الدولية، وذلك عقب وصوله بسلام إلى المحطة الدولية الساعة الثانية صباحاً واثنتي عشرة دقيقة بتوقيت دولة الإمارات، الخميس الماضي، على متن مركبة الفضاء الروسية «سويوز أم أس 15»، مع طاقم المهمة الذي يضم رائد الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأميركية جيسيكا مير.
وأوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن برنامج المنصوري، في يومه الأول كان قصيراً إلى حد ما، وذلك بسبب وصول المركبة الفضائية إلى محطة الفضاء الدولية في وقت متأخر.
وبدأ يومه بعد أن أخذ قسطاً من الراحة بالصلاة، ثم التواصل مع المحطة الأرضية في موسكو، حيث تحدث مع الفريق الأرضي وأبلغهم جدوله اليومي، كما تحدث مع الدكتورة حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء، التي تتابع حالته الصحية خلال فترة تواجده في الفضاء.
وأشار المركز، إلى أن المنصوري سجل أيضاً خلال اليوم الأول فيلماً قصيراً كما سجل يومياته لمدة 15 دقيقة. وباشر رائد الفضاء الإماراتي، بعد ذلك إجراء التجارب التي حملها معه من مدارس دولة الإمارات ضمن مبادرة «العلوم في الفضاء»، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع شركة «نانو-راكس»، بمشاركة 16 مدرسة من الدولة.
ويجري المنصوري، هذه التجارب على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى، ثم تُرسل النتائج إلى الأرض لمقارنتها مع نتائج التجارب الموازية، التي تم إجراؤها على الأرض، لبناء أساس للمقارنة بين البيئتين المختلفتين، حيث ستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء.
ويعرض مركز محمد بن راشد للفضاء الأطعمة التي يتناولها رائد الفضاء هزاع المنصوري في محطة الفضاء الدولية، والمكون من بعض الأكلات التراثية الإماراتية.

توثيقي
بدأ هزاع المنصوري رائد الفضاء الإماراتي يومه الثاني على متن محطة الفضاء الدولية، بالتواصل مع فريق العمل المتواجد في المحطات الأرضية في موسكو، دبي وهيوستن، حيث تحدث مع الفريق الأرضي وأبلغهم جدوله اليومي.
وتحدث كذلك مع الدكتورة حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء التي تتابع حالته الصحية طوال فترة تواجده في الفضاء. وسجل المنصوري، فيلماً لمدة ساعة يوثق الحياة على متن محطة الفضاء الدولية ومكوناتها، إضافة إلى الأنشطة التي يقوم بها رواد الفضاء، كما سجل يومياته لمدة 15 دقيقة.
وأجرى هزاع المنصوري تجربة على ديناميات السوائل في الفضاء، وذلك للتحقق من سلوك السوائل تحت معامل الجاذبية القياسي (μ-gravity)، حيث تناول الجزء الأول من التجربة المسائل التكنولوجية المتصلة بتسرب السوائل أثناء الحركة في الفضاء، بينما رصد الجزء الثاني اضطراب الموجة الشعرية على سطح طبقة سائلة في بيئة منخفضة الجاذبية.
بعد ذلك، باشر بإجراء عدد من التجارب التي يحملها معه من مدارس دولة الإمارات ضمن مبادرة العلوم في الفضاء التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©