عدد اليوم
شعبان بلال وعبدالله أبو ضيف (القاهرة)
كشف محللون وخبراء سياسيون عن تفاصيل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في إثارة الوضع السياسي في مصر وبعض دول المنطقة، مؤكدين أن الدعوات الأخيرة في مصر للتظاهر أظهرت آلاف الحسابات الوهمية المزيفة وأخرى تم إنشاؤها حديثاً على «تويتر» و«فيس بوك» وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي بعد تتبعها.
وأكد تقرير بحثي لبي بي سي مونتيتور أن الدعوات الأخيرة للتظاهر في مصر لم تكشف فقط عن الحسابات المزيفة ولكن أيضاً كشفت عن استغلال الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي بحسابات تصل إلى 20 حساباً بإعادة نشر مقاطع فيديو للتنظيم على الهاشتاج باستخدام خدمة التشغيل الآلي. وقال فادي رمزي، أستاذ تكنولوجيا رقمية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، إن الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر لها أشكال عديدة، لافتاً إلى أن أول هذه الأشكال عمل حساب باسم شخص وهمي وغير معروف يظل نائماً وغير مستغل لحين استغلاله في الوقت المطلوب بأشكال مختلفة.
وأضاف أن الشكل الثاني هو أن هناك مجموعة مكونة من أشخاص، يكون كل شخص فيهم مسؤولاً عن عشرات الحسابات الوهمية التي يتم استخدامها لأغراض معينة ولتقويم هاشتاج أو تريند معين.
وأكد أستاذ التكنولوجيا الرقمية أن الأخطر من ذلك هو البرمجيات أو «البوت» التي هي حسابات مميكنة تقوم بعمل إعادة تغريد وتغريدات مميكنة، لافتاً إلى أن توجيه هذه البرمجيات لإعادة تغريد أي «تويتة» تتعلق بهاشتاج معين بشكل مميكن أسرع من الشخص العادي.
وأشار فادي رمزي إلى أن ما يؤكد فكرة الحسابات الوهمية هو إعلان شركة تويتر في يوليو 2018 مكافحة هذه الحسابات الوهمية ثم حذف 70 مليون حساب وهمي في أغسطس 2018، موضحاً أن شركة تويتر أيضاً حذفت في يوم 20 سبتمبر الجاري 271 حساباً وهمياً ما بين مصر والإمارات لها أغراض سياسية معينة.
الأكاديمي البريطاني ومحلل البيانات، مارك أوين جونز، الذي أجرى تحليلاً حول التغريدات الأخيرة على «تويتر»، قال إن تحليله أسفر عن أنه تم إنشاء ما يقرب من 1500 من 9713 حساباً فريداً تم نشرها على علامة تصنيف واحدة في سبتمبر 2019. وكشف سامح عيد خبير الجماعات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان، أن شباب الجماعة يستخدمون اللجان الإلكترونية كدليل على الانتماء، وبالتالي لا يمكن وقفهم عن هذه العمليات التي أصبحت عاملاً من عوامل الانتماء لجماعة الإخوان.
وأوضح عيد أن العامل الوحيد لمواجهة هؤلاء هو فتح المجال العام الذي تسبب انغلاقه في فترة من الفترات إلى سقوط مجموعات كبرى من شباب الأحزاب السياسية كانوا عاملاً في الأساس من عمليات إسقاط الإخوان في 2013 خلال ثورة 30 يونيو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أصبح هؤلاء أنفسهم قوة خاملة لا تشارك من الأساس في العمل السياسي نتيجة الانغلاق وبالتالي تفرغ الساحة الإلكترونية من الجميع سوى لجان الإخوان الإلكترونية.
وأضاف خبير الجماعات الأصولية أن جماعة الإخوان تستخدم اللجان الإلكترونية منذ فترة كبيرة، وتم وضع خطط بعد 2013 تستهدف ضرب الدولة المصرية وخلق حالة من زعزعة الثقة بين القيادة والشعب المصري، وهو الأمر الذي تنبهت إليه مصر في الفترة الأخيرة مع عرض تقارير موثقة عن عمليات حرب إلكترونية تستخدمها الجماعة عبر مواقع «بوت» وغيرها من المواقع المستخدمة لزيادة أعداد المشاركين في «الهاشتاجات» المعادية للدولة المصرية خلال الفترة الماضية تحديداً.
تقرير الخبير الأكاديمي البريطاني مارك أوين جونز الذي نشرته «بي بي سي» أكد أنه تم نشر ما يقرب من 378000 تغريدة من حسابات وهمية خلال الدعوات الأخيرة للتظاهر، مؤكداً أن حساباً واحداً قام بالتغريد ما يقرب من 13000 مرة منذ إنشائه مؤخرًا، كما أن الغالبية العظمى من هذه الحسابات الجديدة فشلت في الكشف عن مواقعها.
