الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطوعات عربيات.. يعكسن صورة التسامح أمام ضيوف «إكسبو 2020»

متطوعات عربيات.. يعكسن صورة التسامح أمام ضيوف «إكسبو 2020»
27 سبتمبر 2019 00:16

أحمد النجار (دبي)

يد واحدة وقلب واحد ينبض على أرض «إكسبو 2020» بسواعد المتطوعين من مختلف الأجناس والأعراق، بصفتهم جزءاً من نسيج مجتمع التسامح والإنسانية في الإمارات، يتكاتفون معاً لتحقيق هذا الحلم الكبير، مؤكدين أهمية التطوع في هذا الحدث التاريخي، بكونه يُساهم في ازدهار الأوطان وتنمية المجتمعات، تلك هي قناعة مئات المتطوعين العرب الذين يقفون جنباً إلى جنب لمساندة إخوانهم المتطوعين المواطنين لإنجاح فصول هذه الملحمة الثقافية والسياحية العظيمة التي تستعد دبي لتقديمها إلى ملايين الزوار القادمين من مختلف أنحاء العالم، وفق أرقى معايير المحتوى الغني، وأعلى درجات التميز في التنظيم وعناصر الضيافة وسيناريو الإبهار والإلهام والشغف بلا حدود على مدار 6 أشهر.
متطوعات من جنسيات عربية، شاركن قصصهن لـ «الاتحاد» عن غاياتهن الثقافية ورسائلهن المجتمعية من أرض «إكسبو 2020»، رداً للجميل وتعبيراً عن العرفان للقيم الجميلة التي استلهمن عبق أصالتها، واستقين من تراث نعيمها ورغد عيشها وغناء خيرها وطيب شعبها في هذا البلد المعطاء الذي يستعد لإحياء أكبر عرس تاريخي على أرض دبي.

نمارق الخطيب: رد الجميل لوطن ولدت وتعلمت فيه
نمارق الخطيب متطوعة سودانية، خريجة هندسة طاقة متجددة ومستدامة من جامعة الشارقة، قالت إنها بدأت التطوع في «إكسبو 2020» في شهر يونيو 2017، من دون أن يفوتها التأكيد على أهمية الحدث بالنسبة لها كمهندسة في مجال الطاقة المتجددة، واعتبرت أن مشاركتها في «إكسبو 2020» تمثل صفقة رابحة من كل النواحي سواء بتقديم خدمة للمجتمع والإمارات بوصفها وطنها الثاني كونها ولدت وترعرعت على أرضه، موضحة: إكسبو بالنسبة لي هو مستقبل الطاقة، فوجود جناح كامل في «إكسبو 2020» عن الطاقة المتجددة جعلني أتحمس لهذه التجربة الذهبية لكي أكون قريبة من كل تفاصيل الحدث، وأكون مواكبة لمستجدات الطاقة المتجددة، وفي الوقت نفسه، رد الجميل لهذا الوطن الذي ولدت ودرست وتعلمت فيه.
وقالت نمارق: «أشجع كل المقيمين والمواطنين في هذا المجتمع، وأدعوهم إلى التطوع في (إكسبو)، وفي كل حدث اجتماعي وإنساني يترك بصمة وخدمة وأثراً جميلاً في قلوب الناس، وتابعت: أسعى في كل مناسبة تطوعية إلى التعرف على جنسيات مختلفة لأستلهم من تجاربهم واستفيد من ثقافاتهم وعاداتهم، ورسالتي لهم ضرورة المبادرة في دعم أبنائهم للتسجيل في منصة المتطوعين وتشجيعهم على التطوع، بكونه قيمة اجتماعية متوارثة غرسها في وجدان هذا المجتمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ولا تزال معاني الخير وبذور العطاء تزهر في قلوب الأجيال».
ولدى نمارق تجارب أخرى في مجال التطوع أبرزها، حملة «رمضان أمان» تهدف إلى توزيع وجبات إفطار للناس في إشارات المرور، وأضافت: كنت سعيدة جداً مع كل وجبة أوزعها، حيث يغمرني الناس بدعوات جميلة، مع ابتسامة مرسومة على وجوههم، ولعلَّ ذلك هو ما دفعني إلى حب التطوع، وأحاول دائماً أن أشارك في كل حدث يحتاج إلى متطوعين، وأشارت نمارق إلى أن عام 2019 هو عام الإنجازات، فقد تطوعت في عدة أحداث مهمة مثل كأس العالم للأندية، كأس آسيا لكرة القدم، والألعاب الأولمبية و«إكسبو 2020».

نهى السيلاوي: تاريخ تفخر به الأجيال
نهى غازي السيلاوي، متطوعة أردنية، 22 عاماً، من مواليد الإمارات، أتمت دراستها ‏في جامعة الشارقة تخصص تقنيات حيوية، ‏وحالياً هي متفرغة للتطوع.
بدأت نهى التطوع منذ أن كانت في صفوف المدرسة، حيث تميل كثيراً إلى مساعدة الناس وإسعادهم بأي طريقة، وهذا الطبع اكتسبته من والدتها، حيث شاركت في العديد من المبادرات التطوعية في مؤسسات مختلفة، واستمرت في هذا النهج حتى انضممت إلى برنامج «إكسبو» التطوعي، من خلال إحدى المؤتمرات التابعة للجامعة، حيث سارعت إلى المشاركة منذ عام 2017 إلى وقتنا الحالي، واستثمرت تواجدها في «إكسبو» متطوعة في تطوير ذاتها، فتعلمت الكثير، مشيرة إلى أنها خاضت تجربة تحدٍ مع الذات، وعلى الرغم من ذلك، استطاعت تحقيق إنجازات ونجاحات، حيث تم تكريمها لعامين على التوالي بجوائز مختلفة في (إكسبو 2017) «المتطوع الخارق»، و2018 «أفضل قائد فريق للعام»، وكانت من الوجوه الإعلامية المشرقة لدى حملة إكسبو التطوعية.
وأشارت إلى أن غايتها من التطوع بـ «إكسبو»، تمثيل هذا الوطن بصورة مشرقة ومشرفة أمام ملايين الزوار من مختلف ثقافات العالم، وتسعى إلى ترك بصمة طيبة تذكر فيها حتى ولو بعد حين، أن تصنع فارقاً مهماً في إسعاد الناس ومساعدتهم، في إطار حرصها ‏على نقل صورة التسامح والتعايش في دولة الإمارات من خلال استقبالها وترحيبها مع رسم ابتسامة لا تفارق وجهها لإثبات للضيوف والدول الأخرى ‏أننا نحن في هذه الدولة كمقيمين ومواطنين يداً واحدة نسعى لرفع دولة ومجتمع الإمارات وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.ولدى نهى الكثير من التجارب التطوعية، فقد شاركت في الكثير من الفعاليات، ‏منها: مبادرة «غرس زايد» التابعة لمجمع الشيخ زايد السكني، ‏ومبادرة «أطعم»، ومبادرة «كساء»، وشاركت متطوعة في دورة الألعاب الأولمبية لأصحاب الهمم، ووجهت نهى دعوة تؤكد فيها ضرورة التطوع باعتباره واجباً مجتمعياً وبادرة وطنية على كل فرد يعيش على أرض هذه الدولة الطيبة، مضيفة: يجب دائماً أن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً لتحقيق هذا الحلم الكبير، وأن نسير على نهج القيادة الرشيدة في الإمارات.

وسام محمد: التطوع طاقة إيجابية
وسام محمد رضا متطوعة مصرية متزوجة، لديها ثلاثة أبناء، حاصلة على بكالوريوس إعلام، قالت: «عندما تم قبولي متطوعة في هذا الحدث العالمي الذي ينتظره العالم بشغف، شعرت بسعادة غامرة بكوني سأكون من فريق العمل، وأعتبره بمثابة تتويج لرحلتي التطوعية».
واستفادت وسام من التطوع في معايشة ثقافات مختلفة، وتعرفت إلى أصدقاء جدد من مختلف أجناس العالم، وانخرطت في العمل الجماعي، وعايشت مختلف الظروف والتحديات، وهي سعيدة بالتطوع في برنامج «إكسبو 2020»؛ كونه يمنحها قوة روحية وطاقة إيجابية ملهمة، لهذا أرادت أن تكون جزءاً من الفرح الذي يرسم الابتسامة على وجوه الملايين من زوار الحدث، لتعبر عن حبها للإمارات التي علمتها الكثير من قيم الحب والعطاء، وعلمتها الخير والتسامح، وحب المعرفة واكتساب الخبرات من خلال الثقافات المختلفة في «إكسبو 2020».

داليا علي: سلوكيات راسخة في الوجدان
داليا علي متطوعة مصرية في «إكسبو» تعمل مدرسة مساعدة في مدرسة دبي البريطانية في «جميرا بارك»، حاصلة على ليسانس آداب قسم لغة إنجليزية، حكايتها نسجتها خيوط الإطلاع وحب المعرفة. قالت داليا: «إن الشغف قادها إلى استكشاف عوالم «إكسبو»، فقد أرادت أن تؤدي دوراً في قصة نجاح الحدث في الإمارات، مشيرة بأن إجراءات قبولها لم تكن صعبة، وهذا ما جعلها متحمسة أكثر للانضمام لفريق المتطوعين والاستمرار في تخصيص وقت من يومها من أجل تقديم خدمة لرد الجميل للإمارات، امتناناً وعرفاناً لما قدمه لنا هذا البلد الطيب من فرص ملهمة ومقومات عيش رغيد ورخاء مستدام وأمن وأمان وسلام نفسي وإنساني»، واعتبرت أن خصوصية التطوع في حدث عالمي كهذا، يمنحها مهارات ثقافية وإنسانية سواء في التعامل والاحتكاك مع ثقافات وأعراق مختلفة حول العالم، وسيتركون بالتأكيد انطباعات وسلوكيات كثيرة تبقى راسخة في وجدانها الشخصي، فضلاً عن اكتساب خبرة كبيرة في مجال التنظيم وإدارة الجمهور، وإرشادهم إلى وجهاتهم وتعريفهم بالأجنحة داخل «إكسبو 2020».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©