الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا للأمم المتحدة: الإمارات تضع بصمات واضحة لها على خريطة البرامج الفضائية

المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا للأمم المتحدة: الإمارات تضع بصمات واضحة لها على خريطة البرامج الفضائية
26 سبتمبر 2019 03:38

آمنه الكتبي (دبي)

أكد الدكتور المهندس عوني محمد الخصاونة مدير عام المركز الجغرافي الملكي الأُردني، ومدير عام المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا للأُمم المتحدة، أن دولة الإمارات دولة فتية من الناحية الفضائية، إلا أنها أثبتت أن لديها القدرة الممتازة على تحديد الأهداف الاستراتيجية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء والكفاءة العالية في تحقيق هذه الأهداف. والتي منها: إنشاء أكثر من مؤسسة وطنية إماراتية تعنى بعلوم وتكنولوجيا الفضاء، لنقل الخبرات الفضائية العالمية إلى الإمارات، والبدء بتصنيع الأقمار الصناعية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ذات الاستعمالات المختلفة، ومشروع استكشاف كوكب المريخ من خلال مسبار الأمل، وأخيراً إعداد رواد فضاء إماراتيين.
وأضاف: مما لا شك فيه أن دولة الإمارات العربية استطاعت -وبجهود إماراتية وعربية- أن تضع بصمات واضحة لها على خريطة البرامج الفضائية ومواكبة العديد من الدول المتقدمة في علوم وتكنولوجيا الفضاء من خلال العديد من البرامج الفضائية الإماراتية، فقد استطاعت أن تكون عضواً فاعلاً وعاملاً في غزو الفضاء. ونحن على يقين بأن هذه البرامج ستكون لها أصداء علمية وعالمية كبرنامج الأمل لغزو الكوكب الأحمر (عام 2021) والتعرف على العديد من أسرار ذلك الكوكب وكذلك إطلاق أقمار صناعية جعلت من الإمارات دولة ذات سيادة على الخريطة الفضائية والأرضية على حد سواء مثل خليفة سات، ودبي سات 1.2، وبناء أكبر مدينة فضائية على الأرض، ونتمنى النجاح والتوفيق لدولة الإمارات ونأمل أن تحذو العديد من الدول العربية حذو الإمارات في برامجها.
وتابع: لا بد أن نستذكر رواد فضاء عرباً خلال الحقب الماضية مثل سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي صعد في مكوك فضاء أميركي عام 1985، وكذلك رائد الفضاء السوري محمد فارس الذي شارك في رحلة فضائية عام 1987، وها هي دولة الإمارات تعيد هذه التجربة وتعمل على تجهيز رائد فضاء إماراتي تم تدريبه بتقنيات عالية الدقة، ولكن ما يميز هذه المهمة عن سابقاتها أنها ستكون بقصد إجراء العديد من التجارب العلمية على متن المحطة الدولية وسينفذ رائد الفضاء الإماراتي 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الروسية، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا» وستكون هذه المشاركة هي الأولى عربياً مما يساعد في إثراء المعرفة الإنسانية في الوطن العربي بكوادر عربية وفتح آفاق جديدة في علوم وتكنولوجيا الفضاء في الوطن العربي والعالم أجمع.
وقال: ستصبح دولة الإمارات العربية الدولة رقم 19، التي ستساهم في الأبحاث العلمية عن طريق بيانات سيقدمها رائد الفضاء مرتبطة بجسم الإنسان وحياته.
وتابع: ضمن أي مشروع فضائي وطني، يعتبر تدريب رواد الفضاء وإعدادهم للانطلاق في رحلة فضائية هو خطوة متقدمة ضمن هذا المشروع، فالارتياد البشري للفضاء الخارجي، حتى لو كان ضمن رحلة في مدار أرضي منخفض كما هو الحال مع محطة الفضاء الدولية ISS هو عملية محفوفة بالمخاطر منذ لحظة انطلاق الصاروخ الحامل لكبسولة رواد الفضاء، مروراً بلحظة التحام الكبسولة مع المحطة الفضائية الدولية في المدار، ومرحلة مكث رواد الفضاء في المحطة، وانتهاءً بمرحلة عودة رواد الفضاء إلى الأرض. فأي خطأ هنا، ولو كان بسيطاً، يمكن أن يؤدي إلى كارثة محققة. لذا، فعملية تدريب رواد الفضاء على الأرض قبل انطلاقهم تعتبر حاسمة في إنجاح الرحلة.
وقال: إن دولة الإمارات تسير في الاتجاه الصحيح بهذا الخصوص. فحتى لو كانت عملية تصنيع الأقمار الصناعية محلياً مكلفة للغاية بسبب الحاجة لإعداد كوادر بشرية عالية التدريب (من مهندسين وفنيين)، وبسبب الحاجة أيضاً لإنشاء بنى تحتية متطورة وذات أثمان باهظة عموماً (ومنها «القاعات النظيفة» الخاصة بتصنيع الإلكترونيات الفضائية وتجميعها، ومختبرات الارتجاج والاختبارات الميكانيكية، والمشاغل الهندسية المتقدمة وغيرها)، إلا أنه وعلى المدى المتوسط إلى البعيد، يكون التصنيع المحلي للأقمار الصناعية أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، ويعطي الدولة المصنعة نوعاً من الاستقلالية العلمية التكنولوجية، كما أنه يساهم في إعداد كوادر بشرية عالية الخبرة والكفاءة إدارياً وهندسياً وتقنياً، ما يعود بالكثير من الفوائد على الاقتصاد الوطني. ناهيكم عن أن بعض الدول غير الفضائية قد تلجأ لدولة الإمارات لغايات شراء أقمار صناعية ذات تطبيقات معينة، وهذا ما يعزز من اقتصادها الوطني.
وأوضح بأن هذا النهج يعتبر نهجاً صحيحاً وباباً من أبواب الانطلاق نحو الريادة، وأن بناء مصانع لصناعة الأقمار الصناعية في دولة الإمارات العربية ستكون خطوة جديدة نحو التقدم العلمي والتقني ليس فقط لدولة الإمارات وإنما لجميع الدول العربية.
وحول خطط ومشاريع المركز الإقليمي لتدريس علوم الفضاء، قال الخصاونة: لدى المركز الإقليمي العديد من التطلعات والخطط منذ نشأته تتمركز في تطوير المهارات والمعارف للعاملين في الجامعات والباحثين في مجال البيئة والاستشعار عن بعد والاتصالات الفضائية وعلوم الغلاف الجوي، يقدم المركز الإقليمي العديد من الدورات المتخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء مثل: الأرصاد الجوية، علوم الفضاء والغلاف الجوي، الاستشعار عن بعد، نظم المعلومات الجغرافية.

نموذج يحتذى به
قال الدكتور غالب فاعور مدير المركز الوطني للاستشعار عن بعد في لبنان: تقدم دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به للتخطيط لمستقبل واعد ينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة وذلك بفضل وعي قيادتها ووجود رؤية واضحة ويمثل حد انطلاق رائد الفضاء هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية نقلة نوعية ورائدة تبعث الأمل إلى كل شعب عربي يطمح في التقدم والاستقرار، وتمثل رؤية الإمارات لاستكشاف الفضاء أملاً لجميع الدول العربية التي أطلقت مؤخراً المجموعة العربية للتعاون الفضائي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©