السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جمعيات عمومية بكماء

جمعيات عمومية بكماء
26 سبتمبر 2019 00:04

لا حاجة لي لأي مقايسة من أي نوع، وما هويت يوماً المخاطرة، حتى أسقط الحكم بالتعميم على كل الاتحادات الوطنية المسؤولة عن كرة القدم في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج، لذلك سأحصر نقدي على ما رصدته منذ سنوات في الجمعيات العمومية للاتحاد المغربي لكرة القدم من حقائق صادمة، من ضحالة الفكر الرياضي، ومن تدني مستويات الجسارة والجرأة في إثراء النقاش، وتخصيب المساءلة التي من دونها لا تكون هناك أي حوكمة جيدة، مما يقول فعلاً بوجود أزمة حقيقية في إنتاج النخب الرياضية.
جمعية عمومية تأتي في العادة بعد سنة من الاشتغال الجماعي يكون التوافق قد حصل عليها بإقرار الاستراتيجية المقترحة من رئيس الاتحاد، وما قصد المشرع الرياضي بهذه الجمعية العمومية شيئاً آخر سوى دمقرطة العمل الرياضي، بإحلال الحوار أداة لتطوير العمل. المؤسف أن من تضج بأصواتهم المستنكرة المنابر الصحفية على طول العام، وتتحول كلماتهم الناقدة إلى موج هادر، عندما يأتي موعد الجمعية العمومية يبتلعون ألسنتهم، وينخرطون في مؤامرة الصمت، فلا تسمع لهم صوتاً ولا حسيساً، أمر مقلق بالفعل ودال على أن الفعل الرياضي عندنا بشكل عام، لا يمكن أن يتطور في ظل المهادنة، وشراء الراحة الوهمية بالسكوت عن الكلام المباح. وكان من الممكن أن تكون الجمعية العمومية الأخيرة لاتحاد كرة القدم المغربي، مسرحاً لنقاش مسؤول وساخن، في وجود إشكالات كبرى لها درجة قوية من التأثير على الدخول الفعلي لكرة القدم المغربية للزمن الاحترافي، غير الذي يتم الترويج له اليوم، كان لابد من مساءلة الجهاز التنفيذي للاتحاد عن البطء الشديد الذي يتسم به إحداث الأندية المستوفية للشروط المنصوص عليها قانوناً للشركات الرياضية، وكان لابد من طرح سؤال الاستعجال بتطبيق تقنية الفيديو «فار» في الدوري المغربي برغم ما يحتاجه الأمر من إمكانات لوجستية ضخمة، ومن رأسمال بشري مؤهل، وكان لابد من طرح سؤال أزمة التكوين التي تضرب أطنابها، ويترجمها الإقصاء المتواتر للمنتخبات المغربية من المنافسات الأفريقية، وكان لابد من وضع سؤال الجدوى من منح الرابطة المسؤولة عن كرة القدم الاحترافية الاستقلالية في هذا التوقيت بالذات، وقد عاشت لسنوات في جلباب الوصاية. «حوار مغيب» أو «حوار مبتور» لوجود علة في الوسط الكروي، الأمران سيان، فلا أمل يرجى من كرة قدم محترفة أو هاوية لا تفرز نخباً رياضية يتحقق معها النقاش الديمقراطي ويتحقق معها الاختلاف الذي يغني ويخصب المشهد الكروي، ولا حاجة لنا بجمعيات عمومية يحضرها من لا ترى عيونهم شيئاً ولا تتسع عقولهم للنقاش، ولا يجيدون سوى التصفيق والنهيق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©