الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تيسلا».. شركة السيارات الأقل إنتاجاً والأعلى قيمة

«تيسلا».. شركة السيارات الأقل إنتاجاً والأعلى قيمة
29 يناير 2020 01:56

نيويورك (أ ف ب)

في أقل من 17 عاماً، أصبحت «تيسلا» من عمالقة صناعة السيّارات في العالم، وتفوّقت شركة تصنيع السيّارات الكهربائية على «فولكس فاجن» في البورصة، وباتت قيمتها أعلى من «جنرال موتورز» و«فورد».
وينتج كبار مصنّعي السيارات ملايين السيارات سنوياً، في حين تنتج «تيسلا» أقل من 500 ألف سيّارة. ويفيد مصرف «مورجان ستانلي» أن الشركة تعدّ حالياً «أهم مجموعة سيّارات في العالم»، فيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الشركة إلون ماسك بأنه «عبقري».
وترمز هذه العلامة التجارية بالنسبة لكثير من الأميركيين إلى المكانة المرموقة والفخامة والتكنولوجيا واحترام البيئة، على ما أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته في نوفمبر الماضي شركة «كوكس أوتوموتيف».

ميلاد «تيسلا»
في الواقع، لم يؤسّس إيلون ماسك «تيسلا» بل ساهم في بنائها وتطويرها. وأسّس «تيسلا» في الأول من يوليو 2003 مهندسان صديقان هما مارتن إبرهارد ومارك تاربنينج، اللذان ركبا موجة الإنترنت بعد تأسيسهما القارئ الإلكتروني «ذي روكيت إي بوك» في عام 1998. واختار المهندسان اسم «تيسلا» تكريماً للمخترع الأميركي من أصل صربي، نيكولا تيسلا، مخترع المحرّك الحثّي.
وكان إبرهارد يخطّط في البداية لشراء الشركة الناشئة «ايه سي بروبالشن» التي صنعت نموذجاً للسيّارة الرياضية «تي زيرو». وفي حينها، كان يسدي النصح للصناعيين حول القوانين الجديدة التي تحدّ من الانبعاثات الملوّثة في كاليفورنيا.

معوقات تقنية؟
قبل «تيسلا»، كانت السيّارة الكهربائية بمثابة اختراع لا فائدة منه، خاصة بعد أن تعثرت عملية تطوير بطاريات الرصاص. كذلك، وضعت شركة «جنرال موتورز» حدا لمشروع سيّارتها الرياضية الكهربائية «إي في وان» على الرغم من استثمار أكثر من مليار دولار في تطويرها.
وفي الواقع، كان يرغب إبرهارد بتطوير سيارة قوية وسريعة ولكن أقل تلويثاً للبيئة، لذلك تحوّل إلى بطاريات الليثيوم والأيون والمحرّك الحثّي.

لماذا نجحت؟
منذ دخول «تيسلا» إلى عالم صناعة السيارات كانت البيئة قد تغيرت. فعملياً، تمّ إسناد العديد من المهام لمتعاقدين من الباطن، بحيث لم يعد المصنّعون يهتمون إلّا بتجميع أجزاء السيارة وتصميم المحرّك والمبيعات والتسويق.
وقرّرت «تيسلا» كذلك أن تتشارك في أعمالها مع آخرين، مثل العلامة التجارية البريطانية «لوتوس»، لتخفيض التكاليف المالية والبشرية العالية. فاستعانت بهياكل سيّارات من «لوتوس إليز» لصنع سيارتها الأولى «رودستر»، وكذلك تعاونت مع فريق «ايه سي بروبالشن» في نظام علبة السرعة.
في الوقت نفسه، تغيّرت السياسات البيئية أيضاً، إذ فرضت العديد من البلدان والمدن الكبرى الغرامات أو قدّمت مكافآت لتشجيع السلوك البيئي الأفضل. وأتى اتفاق باريس حول المناخ في عام 2015 ليسرّع هذا النمط من السياسات.

نجوم هوليوود
كان وعد الشركة واضحاً، وهو تقديم سيّارات كهربائية متطوّرة بسعر مقبول للمستهلك ومع استهلاك قد أقل من الموارد بالنسبة لكوكب الأرض. وأضفت «تيسلا» الطابع الرسمي على أعمالها في عام 2006، حين جمعت نجوم هوليوود في سهرة، وطلبت منهم إحضار دفاتر الشيكات معهم لشراء منتجاتها.
لكنها لم تبدأ بتسليم سياراتها إلا في عام 2008، أي بتأخير سنتين، لأن الشركة واجهت مشكلات كثيرة في تطوير سيّاراتها خاصة في مقابض الأبواب والمقاعد وتغيير في مواد مركبة، وهو ما دفع إلون ماسك إلى الانخراط في إدارة الشركة مباشرة، وتنحية مارتن إبرهارد في أغسطس 2007.

عهد إلون ماسك
وفي مارس 2004، تواصل إبرهارد مع إلون ماسك خلال لقاء جمعهما في مؤتمر حول الفضاء، وبعد شهر، استثمر ماسك الذي جمع ثروته من تطبيق «باي بال»، 7,5 مليون دولار في «تيسلا موتورز»، قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي للشركة في أكتوبر 2008.
واستخدم ماسك «تويتر» وسيلة للتواصل المباشر مع المستهلكين. وفي عام 2010، نجح في إدخال «تيسلا» في البورصة، ولم تكن قيمتها تتجاوز 4 مليارات دولار في عام 2012.
ووعد ماسك بإحداث تحول في قطاع صناعة السيارات، وهو أمر أدركت الأسواق أنه سيحدث فعلاً، حتى لو تسبّبت مغامرات إلون ماسك في ببعض الاضطرابات.
وفي الواقع، عمل ماسك على حلّ الكثير من المشكلات في الإنتاج، وبرزت طرازات جديدة ونمت المبيعات، بدءاً من «موديل إس»، و«موديل إكس»، وصولاً إلى «موديل 3»، وقريباً «موديل واي»، إضافة إلى تصنيع شاحنات صغيرة ونصف مقطورة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©