عدد اليوم
الشارقة (الاتحاد)
«الأطفال وحدهم يدفعون ثمن الحرب»، فثمّة ما هو أهم من المخاطر التي نخوضها خلال تغطياتنا للحروب والصراعات، هناك حكايات يجب أن تروى، وكان لكل صورة قصة، سعيت لأن أبحث عنها وأوثقها، وأرويها بعدستي، إن ما يدور في العراق وسوريا من حروب، هي من أصعب الحروب التي مرّت عليّ، وقمت بتغطيتها، وكنتُ على وشك الموت.
هكذا استهل المصوّر العالمي، أفشين إسماعيلي، حديثه خلال جلسة، حملت عنوان «البحث عن القصص في مناطق النزاع»، في «إكسبوجر»، وقدم شهادات حيّة عن واقع الحروب، التي قام بتغطيتها في شمال العراق وسوريا، والقتل الذي تركته آلة داعش هناك.
وقال إسماعيلي: «توماس طفل إزيدي اختطفه عصابات القتل في داعش، وعملت على غسل دماغه ليكون مشروعاً انتحارياً، لقد عاش توماس على حبّة تمر واحدة يومياً على امتداد أشهر، وفي يوم من الأيام، ألبسوه سترة مليئة بالمتفجرات ليفجر نفسه في حشد من المقاتلين، لكنه استطاع أن ينزعها، ويهرب تحت وقع القصف، لقد أدرك وبسنواته الصغيرة أن ما يقوم به هو إيذاء للآخرين، فقام باتخاذ القرار، وما زلت على تواصل معه، وفي كلّ مرّة أشهاده يلعب كرة القدم التي يعشقها، أرى في عيونه شغفاً كبيراً للحياة».
وتطرق إسماعيلي، للحديث عن ضحايا الحرب من النساء الإزيديات في مناطق الصراع، حيث عرض مجموعة صور للفتيات الصغيرات اللواتي تم اختطافهنّ أكثر من مرة، وجرى اغتصابهنّ، وقال: هناك الكثير من النساء اللواتي يعانين ظروفاً نفسية وجسدية صعبة، جراء ما تعرضن له من عمليات اختطاف وبيع واغتصاب من عناصر داعش.
واختتم أفشين إسماعيلي، حديثه، بالقول: «دوري هو الدفاع عن هؤلاء الأطفال، وتقديم قضيتهم إلى العالم.. أريد أن يتم الانتباه لهم، والاهتمام بهم، ومساعدتهم، لأنه لا ذنب لهم في كل هذا المشهد البشع، هم فقط يدفعون ثمن ما اقترفه الآخرون في هذه الجريمة».
