الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كريم يبحث عن مكان في قلب "البخلاء" !

كريم يبحث عن مكان في قلب "البخلاء" !
24 سبتمبر 2019 00:02

محمد حامد (الشارقة)

بعد بلوغه 31 عاماً، ودفاعه عن القميص الملكي 11 موسماً، لم يعد ممكناً أن تتغير الانطباعات السلبية لغالبية عشاق الريال عن كريم بنزيمة على الرغم من أنه أسطورة ملكية من الناحية الرقمية، ويكفي أنه يملك معدلاً تهديفياً أعلى من راؤول جونزاليس، وهو النجم الذي يسكن القلوب الملكية بلا منازع، ولم يتعرض يوماً لهتافات الغضب في البرنابيو، والتي طالت زيدان ورونالدو وبنزيمة وغالبية نجوم العملاق المدريدي. يشتهر جمهور الريال بعشق النادي دون أن يتعلق كثيراً باللاعبين، فقد تعرض نجوم وأساطير الملكي لهتافات غاضبة في كثير من المباريات، مما يعني أن عاشق الريال «بخيل» في مشاعره تجاه النجوم، وبالغ «الكرم» في حبه للكيان، ولا يمكن القول إن بنزيمة استثناء من ذلك، بل إنه أكثر نجوم الملكي على مدار التاريخ معاناة مع الجماهير، وأكثرها بحثاً عن المكانة التي يستحقها في قلوب عشاق الريال. توهج بنزيمة مع الريال الموسم الحالي وتسجيله 5 أهداف في 5 مباريات بالليجا جاء ليرد بعضاً من اعتبار النجم الفرنسي، إلا أن الأمر يرتبط بقدرته على أن يستمر في تألقه وتأثيره في أداء ونتائج الملكي الموسم الحالي، وتقديم الدليل على أنه يستحق الدعم المطلق، والثقة الهائلة التي يمنحها له زين الدين زيدان، كما أنه يتوجب عليه أن يبرهن على أحقيته بقناعة رئيس النادي فلورنتينو بيريز به، والدفاع عنه طوال مسيرته مع الريال التي تمتد إلى 11 موسماً. نجح بنزيمة في إهداء الريال فوزاً مهماً على حساب إشبيلية في المرحلة الخامسة لليجا، والارتقاء بالفريق إلى الشراكة في الصدارة مع أتلتيك بيلباو برصيد 11 نقطة لكل منهما، في حين تراجع البارسا إلى المركز الثامن برصيد 8 نقاط، الأمر الذي دفع صحافة مدريد إلى جعل بنزيمة نجماً لأغلفتها، فقد أشارت «آس» إلى أنه القائد والزعيم الجديد للملكي في الوقت الراهن، كما أكدت ماركا أن بنزيمة هو ضوء على طريق الريال، فهو صاحب الهدف الذي أعاد به الفريق إلى الطريق الصحيح بعد عثرة دوري الأبطال، فقد جاء الفوز المهم على إشبيلية ليعيد الثقة من جديد. وتشير الأرقام إلى أن بنزيمة ثاني أفضل هداف في الليجا منذ بداية عام 2019، ولا يتفوق عليه سوى ليونيل ميسي، وبفارق هدف واحد، فقد سجل النجم الفرنسي 20 هدفاً، في حين أحرز ميسي 21 هدفاً، ولدى بنزيمة رقم آخر ينفرد به على جميع اللاعبين في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، وهو تسجيل 9 أهداف بالرأس منذ بداية 2019، ويضاف إلى ذلك صدارته جدول ترتيب الهدافين في الليجا الموسم الحالي برصيد 5 أهداف بالمشاركة مع لاعب فياريال جيرارد مورينو، مما يؤشر إلى أنه سوف يكون اللاعب الأكثر تأثيراً في خطط زيدان، والأكثر قدرة على تحقيق طموحات وأحلام جماهير الريال. وبالعودة إلى أرقام وتأثير بنزيمة في تاريخ الملكي، يمكن القول إنه لم يحصل على المكانة التي يستحقها في قلوب عشاق النادي، فهو يحتل المركز الرابع في قائمة أفضل نجوم الملكي تهديفاً على مدار التاريخ برصيد 227 هدفاً، كما صنع 111 هدفاً، ويشير معدله التهديفي إلى أنه يسجل هدفاً كل 143 دقيقة، أي أنه يتفوق بهذا المعدل على الأسطورة الملكية راؤول جوانزليس الذي يسجل هدفاً كل 185 دقيقة، فقد أحرز راؤول 325 هدفاً في 741 مباراة، في حين شارك بنزيمة مع الريال في 471 مباراة محرزاً 227 هدفاً. ويحتل النجم الفرنسي المركز الرابع في قائمة النجوم الأكثر تهديفاً في تاريخ دوري الأبطال برصيد 60 هدفاً، ولا يتفوق عليه سوى كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، وراؤول، كما أنه أحد أكثر نجوم الفريق حصولاً على البطولات برصيد 17 بطولة أهمها رباعية دوري الأبطال، وثنائية الليجا، ولم يكن بنزيمة مجرد لاعب في قائمة فريق يحصل على البطولات، بل كان له تأثيره الكبير على المستويين التهديفي، وكذلك صناعة الأهداف. وبمقارنته مع نجوم وأساطير الكرة الفرنسية التي ينتشر نجومها في أكبر أندية أوروبا، فقد أصبح بنزيمة في صدارة نجوم فرنسا الأكثر تهديفاً في دوري الأبطال، ويكفي أنه يتفوق على النجم المعتزل تيري هنري الذي سجل 50 هدفاً في 112 مباراة بالبطولة القارية، في الوقت الذي أحرز بنزيمة 60 هدفاً في 112 مباراة بالبطولة القارية، وعلى الرغم من ذلك فهو لا يحظى بالشعبية التي يملكها هنري في فرنسا وخارجها.
وبالنظر إلى الأرقام التي تؤكد أن بنزيمة أحد أكثر النجوم تأثيراً في تاريخ الملكي، وعلى الرغم من ذلك فهو لا يحظى بالمكانة الجماهيرية والإعلامية التي يستحقها يصبح البحث عن أسباب هذه المعادلة أمراً حتمياً، وعلى رأس الأسباب أنه أتى في عصر رونالدو وميسي، حيث يبلغ المعدل التهديفي لكل منهما هدف أو أكثر في المباراة، في حين يسجل بنزيمة نصف هدف في المباراة، وتحديداً خلال فترات وجودهما معاً في الليجا، ولا يمكن القول إن أرقام ليو والدون أمر طبيعي، بل إنها تقع خارج دائرة المألوف والمعتاد، مما جعل الجماهير تصنف بنزيمة وغيره من نجوم العصر الحالي بصورة غير عادلة.

زيدان: أدافع عنه حتى الموت
شهدت أبوظبي في منتصف سبتمبر 2017 تصريحاً مثيراً لزين الدين زيدان ليتصدر واجهات الصحافة العالمية، فقد كان الريال ضيفاً على أبوظبي خلال مشاركته في مونديال الأندية، ليطلق زيدان تصريحه الذي يدافع فيه عن كريم بنزيمة بصورة تفاعل معها البعض باعتبارها تحمل مبالغة كبيرة، كما أشار البعض الآخر إلى أن عاطفة زيدان تجاه مواطنه الفرنسي لا ترتبط في المقام الأول بالجانب الكروي، بل هي قناعات شخصية مصدرها العاطفة لا أكثر. زيدان قال رداً على الانتقادات المستمرة التي يتعرض لها بنزيمة:«سوف أدافع عن كريم حتى الموت، لا أعتقد بأي حال من الأحوال أنه يستحق الانتقادات التي يتعرض لها، هو لاعب مختلف، صحيح أنه ليس من نوعية اللاعبين الذين يسجلون 50 هدفاً كل موسم، ولكنه يظل مختلفاً مفيداً لتكتيك أي مدرب، إنه يفعل الكثير من الأشياء المهمة في خطة الفريق، وهي أشياء ضرورية لتحقيق الفوز، وهذا أكثر ما أحبه في اللاعب».

سخرية من الدور التكتيكي.. جعلوني خادماً!
على العكس من زلاتان إبراهيموفيتش الذي قال إنه رحل عن البارسا لأنه رفض أن يكون خادماً لميسي، في إشارة إلى عدم قناعته بأن يلعب دوراً تكتيكياً يساعد ميسي على أن يكون الهداف الأول والأكثر تأثيراً في الفريق، أكد كريم بنزيمة بطريقته الخاصة دون أن يقولها بصورة مباشرة أنه لم يرفض أبداً القيام بدور اللاعب المساعد للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي للريال.
وبعد أن أدرك جيداً أهمية الدور الذي يتعين عليه القيام به بعد رحيل رونالدو عن الريال، وضرورة أن يتحرر من دور اللاعب التكتيكي الذي يساعد الآخر على حساب معدله التهديفي، انتفض كريم بنزيمة، وسجل 30 هدفاً الموسم الماضي، وهو المعدل التهديفي الأفضل له في آخر 7 مواسم، بل إنه ثاني أفضل معدل له طوال مسيرته مع الريال. وظل بنزيمة صامتاً طوال 10 مواسم قام خلالها بأدوار تكتيكية تتعلق بخلق مساحات لغيره من النجوم وعلى رأسهم رونالدو، صحيح أنه كان يسجل ويصنع الأهداف، إلا أن معدله التهديفي جلب له السخرية، خاصة حينما تتم مقارنته مع النجم البرتغالي رونالدو، وقبل أيام خرج بنزيمة عن صمته وتحدث قائلاً:«في ليون كنت الهداف الأول للفريق، وفي الريال رونالدو هو الهداف، ولكنني أقوم بأدوار أخرى».
وتابع النجم الفرنسي:«صحيح أنني أسجل الأهداف، وأصنعها، ولكنني في نفس الوقت أقوم بأدوار تتعلق بالبناء الهجومي، وفتح المساحات، لقد حاولت أن يكون لي دور مختلف وأسلوب أداء خاص، وفي السنوات الماضية لعب رونالدو دور المهاجم الهداف، صحيح أنه لاعب جناح، ولكنه كان يتوغل للتسجيل، في حين أنتقل أنا بعيداً لمنحه مساحة خاصة تسمح له بالتسجيل، لقد كان بيل سريعاً في انطلاقاته، ورونالدو هدافاً، بينما كنت أقوم بالربط بينهما، لكي تصبح الأمور أفضل وأكثر تأثيراً لمصلحة الفريق».
وبالنظر إلى الأدوار التي يقوم بها بنزيمة، يمكن القول إنه أحد أكثر اللاعبين وعياً من الناحية التكتيكية، وقدرة على تنفيذ تعليمات المدرب، ويكفي أنه ظل أساسياً مع تعاقب الأجهزة الفنية في الريال طوال 11 موسماً، ويستطيع بنزيمة القيام بدور المهاجم الصريح، والمهاجم الخفي، والجناح، مما جعل البعض يصنفه باعتباره أحد أفضل اللاعبين في العالم الذين يتألقون في مركز 9.5.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©