الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طائرة كل 15 دقيقة بين الإمارات والسعودية

طائرة كل 15 دقيقة بين الإمارات والسعودية
23 سبتمبر 2019 01:50

مصطفى عبد العظيم (دبي)

تشكل العلاقات الإماراتية السعودية في قطاعي السياحة والسفر أحد أبرز المجالات تجسيداً لعمق الروابط التاريخية الراسخة، التي لا تقتصر فقط على وحدة التاريخ والجغرافيا والتراث، بل تمتد لوحدة الأجواء في قطاع الطيران المدني، الذي يقترب من ميلاد أول سوق طيران مشتركة بين بلدين في المنطقة بهدف توحيد نظم الملاحة الجوية وأنظمة السلامة والأمن.
ووفقاً لأحدث بيانات الهيئة العامة للطيران المدني التي حصلت عليها «الاتحاد» تسير الناقلات الوطنية في كلا البلدين نحو 651 رحلة أسبوعياً بمعدل رحلة كل 15 دقيقة تنطلق في الاتجاهين منها 468 رحلة للناقلات الوطنية الإماراتية و183 رحلة لشركات الطيران السعودية، وتصل معدلات الإشغال على هذه الرحلات إلى مستويات مرتفعة تستدعي في أوقات الذروة تسيير المزيد من الرحلات في الاتجاهين لتلبية الطلب المتزايد من المسافرين.
ويؤكد خبراء القطاع السياحي أهمية العلاقات السياحية بين الإمارات والسعودية، في ظل زيادة أعداد السياح السعوديين الزائرين للإمارات، حيث يفضل السائح السعودي الإمارات، في ظل توافر جميع العناصر الجاذبة للعائلات ووسائل الترفيه المتنوعة، لافتين إلى أن اهتمام المملكة العربية السعودية بتطوير مشاريع سياحية كبرى جديدة بالمملكة خلال الفترة الأخيرة، يوفر فرصاً استثمارية متميزة لرجال الأعمال الإماراتيين، لاسيما في ظل الخبرات الإماراتية المتميزة بالاستثمار في القطاع السياحي، إلى جانب إمكانية التعاون والتنسيق بين الإمارات والسعودية في إعداد برامج سياحية مشتركة لجذب السياح العالميين للدولتين، بما يعزز التكامل الاقتصادي بينهما، لاسيما في ظل قرب المسافة بين الدولتين، ووجود عناصر جذب متنوعة في البلدين.

تكامل العلاقات
سيف السويدي المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني يلفت إلى تكامل العلاقات التي تربط بين الإمارات والسعودية في مجال الطيران المدني، مشيراً إلى أن هذا التكامل يصب في مصلحة البلدين، خاصة في ظل التقارب الكبير في العديد من النواحي ومنها الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، لافتاً إلى أن تطبيق فكرة التكامل في سوق مشتركة في قطاع الطيران المدني بين الإمارات والسعودية سوف يقود إلى سوق أكبر يمتد لدول الخليج الذي يمتاز بكبر حجمه.
وأوضح السويدي أن السوق السعودي يعد من الأسواق الكبرى للناقلات الوطنية نظراً لحركة النقل الضخمة التي تصل إلى 651 رحلة أسبوعياً بين مطارات البلدين، مشيراً إلى البلدين يعملان معا لتطوير التعاون في مجال الطيران المدني وترسيخ الشراكة عبر سوق موحد للسفر.
ويتوقع السويدي أن تلغي فكرة السوق المشترك في حال الاتفاق عليها الكثير من القيود القانونية كما أنه في حال تطبيقه سيلغي أي تفاوت أو أي ازدواجية، بحيث يكون قطاع الطيران بين البلدين أقرب إلى التكامل منها إلى اتفاقيات عادية بين دولتين.
وتعتبر سوق السعودية من أكبر أسواق الطيران في المنطقة، إلى جانب سوق الإمارات الذي يعد من أكبر الأسواق في العالم بأعداد المسافرين الدوليين عبر مطارات الدولة المختلفة والذي يتجاوز الـ 120 مليون مسافر سنوياً منهم 90 مليون مسافر عبر مطار دبي الدولي.

الحركة السياحية
وتلعب السياحة بين البلدين دوراً مهماً وحيوياً في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بينهما، وتعد من بين أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار وجذب المزيد من المشروعات المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى تصدر السوق السعودي بوجه قائمة الأسواق المصدرة للسياحة لدولة الإمارات بوجه عام، إذ يزيد عدد السياح السعوديين في الإمارات عن مليوني سائح سنوياً، منهم نحو 1.6 مليون سائح لدبي وفقاً لبيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي لعام 2018 والتي صنفت المملكة العربية السعودية في المركز الثاني على قائمة الأسواق العشرة الرئيسة، وحافظت على موقعها المتقدم ضمن الأسواق الخليجية، مسجلة بذلك نمواً بنسبة 3% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث أسهمت إقامة وتنظيم بعض الفعاليات والأنشطة والعروض التي تزامنت مع مناسبات خاصة أبرزها اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، في جذب المزيد من الأشقاء السعوديين لزيارة دبي.

شراكة استراتيجية
من جهته، أكد أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، أن احتفاء دولة الإمارات والمشاركة الرسمية والشعبية في احتفالات اليوم الوطني السعودي، يعكس عمق العلاقات بين البلدين التي يجمعهما مصير مشترك وشراكة استراتيجية حقيقية، مشيراً إلى حرص دبي على احتضان مجموعة من الفعاليات المتنوعة، وعروض الألعاب النارية، والحفلات الغنائية، والعروض الترويجية في عدد من مراكز التسوّق والوجهات الترفيهية الرائدة في دبي، بما يجعل الأشقّاء السعوديين يشعرون وكأنهم في بلدهم، ويستمتعون بهذه الأجواء الاحتفالية، وكذلك يخوضون تجارب جديدة، لاسيما أن الإمارة متجددة دائماً، وتشهد تطورات متسارعة في السياحة والضيافة والترفيه.

تنسيق كامل
وأكد أحمد بن عقيل الخطيب، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وجود فرص كبيرة جداً للتعاون في المجال السياحي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن مجلس التنسيق الإماراتي السعودي يولي أهمية كبيرة لهذا القطاع.
وأوضح الخطيب أن اللجان المختصة بالقطاع السياحي ضمن مجلس التنسيق قطعت شوطاً كبيراً في صياغة برامج ورؤى مشتركة للتعاون بهدف تحقيق تطلعات القيادة في البلدين الشقيقين، مؤكداً على تكامل المشاريع السياحية في البلدين والتي تفيد في إثراء تجربة السياح من كافة أنحاء العالم إلى المنطقة.

انطلاقة كبيرة
ووفقاً لرئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي يتهيأ القطاع السياحي في المملكة لانطلاقة كبيرة في السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن المملكة استقطبت خلال العام الماضي نحو 16 مليون سائح، كاشفاً عن قيام الهيئة بالعمل على وضع استراتيجيات جديدة سيتم الإعلان عنها قريباً تهدف إلى أن يكون القطاع السياحي أحد المحركات الرئيسة لنمو الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
ومن المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية توسعاً كبيراً في مخزون الفنادق والمنتجعات لديها خلال عام 2019، مع دخول أكثر من 9,000 غرفة فندقية، مع توقعات بدخول عدد من السلاسل الفندقية العالمية إلى السوق عبر مجموعة من الفنادق من فئة ثلاث وأربع وخمس نجوم، على الرغم من أن المدن الرئيسة الكبرى مثل الرياض وجدة شهدت انخفاضاً عاماً في معدل النمو السنوي خلال عام 2018.
ويقول كيفورك دلدليان، الرئيس التنفيذي للعمليات في فنادق ومنتجعات ميلينيوم الشرق الأوسط وأفريقيا، إن المملكة العربية السعودية تمثل أحد أبرز الأسواق الواعدة للتوسع في قطاع الضيافة.

السياحـة الدينيــة
حسب الأرقام الصادرة عن كوليرز إنترناشونال، من المتوقع أن يرتفع عدد الزوار القادمين إلى المملكة من الخارج إلى نحو 23.3 مليون عام 2023 بزيادة قدرها 5.6%، ومن المنتظر أن تبقى السياحة الدينية حجر الأساس في القطاع على مدار العقد المقبل، حيث تستهدف السعودية جذب 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030، مقارنةً مع 19 مليون حاج ومعتمر أتوا إلى المملكة عام 2017 أي بزيادة قدرها 11 مليون شخص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©