السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القطاع العقاري يحصد ثمار التعاون.. استثمار يعزز العلاقات

القطاع العقاري يحصد ثمار التعاون.. استثمار يعزز العلاقات
23 سبتمبر 2019 01:50

يوسف العربي (دبي)

اتخذ التعاون الوثيق بين الإمارات والسعودية في القطاع العقاري أشكالاً متنوعة تعكس متانة العلاقات التاريخية بين أكبر اقتصادين عربيين. وعلى مدار العقد الماضي، قامت شركات التطوير العقاري الإماراتية والسعودية بتطوير المشروعات في كلا البلدين، مستفيدة من الأجواء الاستثمارية المفتوحة وتساوي المعاملة في التملك وتأسيس الشركات وممارسة الأعمال، ما شجع هذه الشركات على اغتنام الفرص التي يزخر بها البلدان.

يعد السعودي في صدارة المستثمرين العرب بالقطاع العقاري في الإمارات، بعد أن لامست المشتريات التراكمية للسعوديين بالسوق العقارية، في دبي فحسب، حاجز 100 مليار درهم، حتى نهاية العام الماضي.
وخلال الربع الأول من العام الحالي، احتل المستثمرون السعوديون باستثمارات بلغت نحو 1.3 مليار درهم المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً، من حيث عدد الاستثمارات العقارية في دبي.
وتتميز مشتريات المستثمرين السعوديين في السوق العقارية المحلية بأنها مشتريات «مليونية» تتركز على العقارات السكنية الفاخرة والشقق المخدمة في المناطق الحيوية، كما تمتد هذه الاستثمارات إلى المحال التجارية والمكاتب.

علاقات وطيدة
نايل ماكلوغلين، نائب رئيس أول لدى «داماك العقارية» يقول لـ «الاتحاد»، إن المملكة العربية السعودية أكبر اقتصاد في المنطقة وموطن عدد كبير من المشاريع الطموحة، مثل مدينة «نيوم» التي تشكل في حد ذاتها مفهوماً جديداً للابتكار والاستثمار.
وأضاف ماكلوغلين، أن المملكة العربية السعودية تزخر بمجموعة كبيرة من المشاريع العقارية الكبيرة، نظراً لكونها سوقاً متنوعة وسريعة التطور، مضيفاً أن السوق السعودية تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة في جميع خطط التطوير بشركة داماك.
وأضاف ماكلوغلين، أن لشركة «داماك العقارية» مشروعين رئيسيين في المملكة العربية السعودية، أولهما «برج الجوهرة» السكني الفاخر الحائز جائزة من 47 طابقاً، والذي يقع على كورنيش جدة على ساحل البحر الأحمر، ومشروع برجين في الرياض.
ولفت إلى أن شركة «داماك العقارية» تتطلع في الوقت الراهن لشراء قطعة أرض جديدة في المملكة العربية السعودية لتطوير المزيد من المشروعات العقارية بالسوق السعودية الواعدة، مشيراً إلى أن مشتريات المستثمرين السعوديين بالقطاع، بالسوق العقاري في دبي فقط، بلغ نحو 1.3 مليار درهم ليأتي السعوديون في المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً، من حيث عدد الاستثمارات العقارية في الإمارة.

مشتريات سعودية
من جانبه، قال بي إن سي مينون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «شوبا العقارية»: «ترتبط الإمارات مع المملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من الأخوة والتعاون والعلاقات الدبلوماسية والثقافية والتجارية الوثيقة، ونشهد دخول عدد من المستثمرين السعوديين في قطاع العقارات المحلي، بما يجعل من الإمارات وطنهم الثاني».
وأكد أن الشركة التي بدأت نشاطها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، تمتلك قاعدة كبيرة من المستثمرين السعوديين الطامحين إلى شراء منازل في دبي، وتسعى الشركة دائماً لتزويدهم بالعروض الحصرية مع المواطنين من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحول مساهمة العلاقات الوطيدة بين البلدين في تعزيز نجاح مشاريع الشركة، أضاف مينون أن العلاقة بين البلدين الشقيقين لا تقتصر على العلاقات التجارية وعلاقات الجوار، بل تمتد إلى شتى المجالات لتشكل شراكة استراتيجية نوعية، حتى أصبحت نموذجاً يحتذى به للعلاقات الثنائية المتميزة.
ولفت مينون إلى أن حرية تنقل مواطني البلدين عبر الحدود تعد ميزة إضافية تعزز الحركة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتؤكد على أواصر الشراكة والأخوة ومتانة العلاقة الثنائية بين البلدين
ووفقاً لمركز الإحصاء – أبوظبي، ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 25.6% خلال النصف الأول من العام الجاري لتصل إلى 19.4 مليار دولار، كما تم تسجيل 3200 شركة سعودية واستثمارات بقيمة 10 مليارات دولار بإدارة سعودية في الإمارات.
وقال مينون: إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة اتخذت عدداً من التدابير، وأجرت تعديلات جوهرية على السياسات المتبعة بهدف جذب المزيد من تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى الدولة، وكان لهذه الإجراءات الإصلاحية الكثير من الانعكاسات الإيجابية عموماً، وعلى القطاع العقاري خصوصاً.
وفيما يتعلق بنسبة السعوديين من قاعدة عملاء «شوبا العقارية» قال مينون: إن الشركة أعلنت مؤخراً أنها حققت مبيعات بقيمة مليار درهم خلال عام 2019، واستحوذ المستثمرون السعوديون على 7 % من مجموع المشترين ما يعكس استمرار التوجه للشراء في السوق المحلية.

أهمية استراتيجية
وقال محمد المطوع، رئيس مجلس إدارة مجموعة «الوليد للعقارات»، إن العلاقات التاريخية الوثيقة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وامتلاكهما لأكبر اقتصاديين عربيين، فتح المجال على مصراعيه لتبادل الأفكار والمشروعات والاستثمارات على أرض البلدين.
وأضاف أن المستثمرين السعوديين في الإمارات والمستثمرين الإماراتيين في السعودية يمتلكون الحقوق نفسها في مجال الاستثمار، وتأسيس الشركات، ومزاولة الأعمال، حتى أن المشتريات التراكمية للسعوديين بالسوق العقارية في دبي تجاوزت حاجز 100 مليار درهم حتى نهاية العام الماضي.
ويعد المستثمر السعودي أكثر المستثمرين الخليجيين والعرب شراءً للعقار بالسوق المحلية، ما يعكس أهميته بالنسبة لشركات التطوير، كما يؤكد على جدوى العوائد الاستثمارية التي يمكن توليدها من المشاريع العقارية المحلية
وأضاف المطوع أن مشتريات المستثمرين السعوديين العقارية تتميز بأنها مشتريات «مليونيه» تتركز على العقارات السكنية الفاخرة والشقق المخدمة في المناطق الحيوية، كما تمتد هذه الاستثمارات إلى المحال التجارية والمكاتب.

وجهة الاستثمار
من جانبها، أكدت نادية أبو خوصة مدير موقع «عقاراتي» أن الإمارات باتت واجهة للمستثمرين العقاريين من المنطقة العربية، لافتة إلى أن المستثمرين العرب يظهرون اهتماماً بالغاً بالسوق العقارية في الدولة مع احتفاظها بمقومات النمو المستدام.
وأضافت أبو خوصة، أن التوجه للمستثمرين الخليجيين والذين يأتي في صدارتهم المستثمر السعودي، نحو شراء الوحدات العقارية الفاخرة من أجل الاستثمار والاستفادة من العوائد الإيجارية.

«أرادَ» ثمرة التعاون
أكد أحمد الخشيبي، الرئيس التنفيذي لشركة «أرادَ» أن الشركة فخورة بأنها تمثل واحدة من أجمل صور العلاقة القوية بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تأسست نتيجة تعاونٍ مثمرٍ بين كلّ من رئيس مجلس الإدارة، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، ونائب رئيس مجلس الإدارة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال، من أجل رفد كلّ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بمشاريع مبتكرة تساهم في بناء مستقبلٍ أفضل في البلدين.
وقال الخشيبي، في تصريحات لـ «الاتحاد»، إن الشركة تسعى لإطلاق مشروعها الأوّل في المملكة على المدى المتوسط، موضحاً أن الأعوام القليلة الماضية شهدت تحوّل المملكة العربية السعودية فعلياً على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، حيث يستعد أكبر اقتصاد في العالم العربي لتحقيق أهدافه الطموحة لرؤية المملكة 2030.
وأضاف أن الشركة اطلعت، بصفتها مطوراً عقارياً، على بعض المشاريع التي يتم إنجازها اليوم في المملكة العربية السعودية، حيث تبين أن المملكة تحتضن مجموعة من أكبر المشاريع العقارية الكبرى التي يتم بناؤها في أي مكان في العالم، من شأنها جعل من المملكة العربية السعودية نقطة محورية عالمية جديدة في مجالات عدّة، مثل التجارة والسياحة، على حدّ سواء».
وأوضح أن الشركة باعت ما يزيد على 500 وحدة في مشروعها بالإمارات للمستثمرين السعوديين حتى نهاية شهر أغسطس الماضي، وهو ما يمثل حوالي 12% من إجمالي مبيعات الشركة منذ أن أطلقت أرادَ مشروعها الأول، مساكن نَسمَة، في مارس 2017.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©