الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السعودية.. حصن العرب المنيع

السعودية.. حصن العرب المنيع
23 سبتمبر 2019 01:49

الاتحاد (الخرطوم)

تدافع المملكة العربية السعودية عن قضايا الدول العربية والإسلامية، وتنتهج سياسة تهدف إلى الدفع بمسيرة العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية، عبر إطلاق مجموعة من الشراكات الاستراتيجية في شتى المجالات. وأكد باحثون لـ «الاتحاد» أهمية الدور البارز الذي لعبته المملكة في دعم تطلعات الشعوب العربية في دول مثل ليبيا والسودان والعراق، بما يحقق استقرار تلك الدول، ويعيد لشعوبها الأمن والأمان.
العلاقات السعودية السودانية ضاربة في القدم وتاريخية بكل ما تعنيه الكلمة، حيث كان السودان معبراً للهجرات العربية إلى أفريقيا بغرض التجارة ونشر الدعوة الإسلامية، كما أن رحلات الحج والعمرة للسودانيين أسهمت في تجديد العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين السودان والمملكة العربية السعودية على الدوام.
ومع استقلال السودان عام 1956، وتبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين دخلت العلاقات السعودية في فصل جديد من التفاهم في كل المجالات، ومثلت قمة الخرطوم في العام 1967 تحولاً كبيراً في العلاقات السياسية «العربية-العربية»، و«السعودية- السودانية» على وجه الخصوص، حيث لعب السودان في هذه القمة المتميزة دوراً كبيراً في المصالحة بين الراحل جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز، والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وفي السبعينيات من القرن الماضي، ساهمت أعداد كبيرة من النخب السودانية في عمليات البناء والتنمية التي شهدتها المملكة العربية السعودية، ومن جهتها لعبت المملكة أدواراً متميزة في مشروعات التنمية بالسودان، وذلك من خلال الاستثمارات في المشروعات السودانية الكبيرة، وكذلك استقبال الطلاب السودانيين في الجامعات السعودية، والاستثمارات المالية السعودية.
وحرصا على أمن السودان واستقراره، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية في نهاية يناير الماضي وفداً وزارياً إلى السودان، تضامناً معه في مواجهة التحديات الاقتصادية، وضم الوفد كلاً من وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ووزير النقل الدكتور نبيل العامودي، ووزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان، وبلغ مجموع القروض التي قدمتها السعودية على فترات متفرقة لمشاريع تنموية في السودان 23 ملياراً.
وفي خضم الحراك الشعبي السوداني الذي بدأ في ديسمبر من العام الماضي قدمت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في أبريل الماضي دعماً للشعب السوداني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وقالت الدولتان إن هذه المساعدات تأتي «استشعاراً منهما لواجبهما نحو الشعب السوداني الشقيق، ومن منطلق التعاون البناء، ودعماً لجمهورية السودان الشقيقة.
وشملت المساعدات 500 مليون دولار مقدمة من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف، وسيتم صرف بقية المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق، وتشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.
ومع السيول التي ضربت أنحاء متعددة في السودان مؤخرًا، وزع فريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 5 أطنان من المساعدات الطبية على المستشفيات والمراكز الصحية بولاية الخرطوم لتغطية حاجة المتضررين من السيول والأمطار، وقال سفير المملكة في الخرطوم علي بن حسن جعفر، إن المساعدات الإغاثية من مركز الملك سلمان للإغاثة تأتي لرفع المعاناة عن المتضررين من السيول والفيضانات، وهي امتداد لما تقوم به المملكة من دعم للسودان في كافة المجالات التي يأتي في مقدمتها الاحتياجات الإنسانية.
كما قدمت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي، 540 ألف طن من القمح لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للشعب السوداني لثلاثة أشهر كمرحلة أولى، حيث تم توريد الدفعتين الأولى والثانية وشملتا 140 ألف طن من القمح.وأكد محمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، أن الدعم الغذائي المقدم للشعب السوداني يأتي بتوجيهات كريمة من قيادتي دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وانطلاقاً من حرصهما على ضمان توفير احتياجات الشعب السوداني من الغذاء، وعدم تأثره بالمرحلة الانتقالية التي تعيشها السودان. ولعبت المملكة العربية السعودية أيضاً دورا ملموساً في مشروعات التنمية في السودان من خلال الاستثمارات في المشروعات الكبيرة التي تبنتها، فالسعودية شريك أصيل في عدد من أكبر المشروعات السودانية، ومن بين تلك المشروعات التي تقف شاهداً على الدور الكبير للمملكة، مشروع مصنع سكر كنانة، وعدد من المشروعات التنموية الأخرى.ويعد الجانب الاقتصادي ركيزة مهمة في العلاقات السعودية السودانية، ويتمثل ذلك بوجه أخص في العلاقات بين البلدين في مجال الاستثمارات المشتركة في الثروة الحيوانية والنباتية في السودان. فقد ارتفعت الاستثمارات السعودية الزراعية في السودان من 7% في عام 2013 إلى 50% في عام 2015، ومازالت آحذة في الارتفاع.كما تتضمن حجم الاستثمارات الزراعية السعودية التي تضخ في السودان كذلك بناء سدود جديدة على النيل في السودان، كما توجد استثمارات سعودية في قطاع التعدين.

دور رائد
مدير تحرير صحيفة «أخبار اليوم السودانية» عبود عبدالرحيم، أكد أن للمملكة العربية السعودية أيادي ممدودة بالخير إلى الأشقاء العرب وعموم المسلمين، انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه الأمة والشعوب المنكوبة في كل أنحاء العالم، وقال: امتدت مساعداتها الإنسانية إلى الشعوب التي تواجه الكوارث والنكبات والصعوبات الاقتصادية. وأضاف: الشعب السوداني يحفظ للأشقاء في المملكة ملكاً وحكومة وشعباً مواقف مشهودة في فترات السيول والفيضانات المتكررة كل عام، وأخيراً شهد السودان أزمات اقتصادية متواصلة، وسعدنا كثيراً بما تناولته الأخبار من توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بالوقوف مع الشعب السوداني وحكومته لتجاوز الأزمة، انطلاقاً من قوة علاقات البلدين واهتمام خادم الحرمين الشريفين بالأوضاع في السودان، وجرت ترجمة التوجيهات السامية على أرض الواقع، بوصول المساعدات السعودية إلى السودان.
وتابع: «إن مردود هذه المساعدات والمعونات إيجابي عند أهل السودان، ونجحت في بث إحساس الارتياح وتحقيق الطمأنينة في السودان - شعباً وحكومة - فالسعودية تواصل دورها الرائد للاهتمام بقضايا الشعوب الشقيقة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©