الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تطور ملحوظ للحركة الفنية في المملكة.. إبداع 5 نجوم

تطور ملحوظ للحركة الفنية في المملكة.. إبداع 5 نجوم
23 سبتمبر 2019 01:49

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

شهدت حركة الفنون الموسيقية والغنائية في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً خلال العقود الأخيرة، فيما تضمنت رؤية السعودية «2030»، تأسيس مسارح وإقامة حفلات ومهرجانات موسيقية، وفتحت الأبواب للترفيه، وإقامة حفلات موسيقية وعروض مسرحية، لترسم البسمة على وجوه الشعب السعودي.
وتضمنت برامج «رؤية 2030» الطموحة عن إنشاء مجمع ملكي للفنون، كما باشرت وزارة الثقافة والإعلام إعادة تأسيس فرقة موسيقية وطنية، يكون مقرها القناة الثقافية السعودية، وبعد سنوات طويلة من غياب الفنون الموسيقية، شهد عام 2017 عودة قوية لهذه الفنون، عنواناً لعودة البهجة للمجتمع السعودي، وتطبيقاً ل«رؤية 2030»، التي أعلنها ولي العهد السعودي في 2016، وشملت جانباً مهماً يتعلق بتطوير الثقافة وتوسيع الخدمات الثقافية، لتصبح جزءاً من تحسين مستوى معيشة المواطن السعودي، ورافداً حضارياً واقتصادياً للبلاد، وانطلاقة جديدة للثقافة السعودية باعتبارها أحد أهم محركات التحول الوطني نحو التنمية البشرية، وتوفير منصات للمبدعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، وكذلك خلق صناعة ثقافية تعنى بالفن والمسرح والسينما، والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيس للتواصل بين الناس، ورافد للاقتصاد، وتطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة والترفيه.

انطلاقة قوية
وفي2017 جاءت الانطلاقة القوية للحفلات الفنية «موسيقى وغناء»، إلى جانب الحضور المميز للعنصر النسائي في الحفلات التي شارك في إحيائها عدد كبير من الفنانين والموسيقيين العالميين والسعوديين والخليجيين والعرب، حيث أعلنت هيئة الترفيه عن تقديمها مجموعة من الحفلات الغنائية ضمن «حفلات السعودية» في عدد من مناطق المملكة، إلى جانب حفلات أخرى أقيمت على مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض جمعت بين الفنانين محمد عبده وراشد الماجد اللذين دشنا عودة الحفلات الغنائية إلى العاصمة السعودية بعد انقطاع دام 28 عاماً، كذلك أقيم حفل غنائي للفنانين عبادي الجوهر ونبيل شعيل في جدة، وضمت قائمة الفنانين الذين شاركوا في حفلات غنائية كاظم الساهر وماجد المهندس ووعد وبلقيس، التي أحيت أول حفل جماهيري نسائي على المسرح في مدينة جدة وحضور ما يزيد على ثلاثة آلاف سيدة.

تاريخ الأغنية
أسّس طلال مداح ولطفي زيني والشاعر المنتظر شركة «رياض فون» مطلع الستينيات، واستطاع مداح أن يقدم تجربة لافتة في تطوير الأغنية السعودية، ووضعها على قدم المساواة والغناء العربي آنذاك في منافسة قوية في القاهرة وبيروت والكويت من خلال نقلات مهمة في تجربته «وردك يا زارع الورد» 1960، ثم بداية الأغنية الطلالية «عطني المحبة» 1968، ثم حقبة الرومانسية الجديدة أغاني مسلسل «الأصيل» 1973، وهي حقبة تعاونه مع الملحن سراج عمر، وتعزيزها بأعمال شهيرة بين عامي 1976 – 1978 «مقادير، وأغراب، والموعد الثاني، ولا تقول لا تقول» كما أسهم في هذه الانعطافة شعراء طوروا شكل الكتابة الشعرية الغنائية مثل: إبراهيم خفاجي، وبدر بن عبدالمحسن ومحمد العبدالله الفيصل.
شهدت هذه الحقبة انطلاقة محمد عبده، وسعد إبراهيم، وعودة سعيد، وقدم دعم طلال مداح من خلال شركته أسماء كثيرة مثل: عبادي الجوهر وابتسام لطفي وعتاب وحيدر فكري وسلامة ويسرى البدوية وهدى مداح، إذ يشكل حضور المرأة في تأليف الأغاني والغناء والعزف ملفتاً بشكل متواز مع الرجل سواء عند ذوي المرجعية البدوية أو الحضرية.
وعززت الإمكانيات الفنية والإعلامية والإنتاجية في الكويت دعم بدايات محمد عبده وعتاب وابتسام لطفي، إذ أسهمت ألحان يوسف المهنا في تكريس محمد عبده في أغنيات شهيرة «ماكو فكة» و«بعاد» و«الجو غيم»، كما أن ابتسام لطفي أفادت كثيراً في تثمين أرشيفها الغنائي من الملحنين المصريين مثل: رياض السنباطي، وأحمد صدقي، ومحمد الموجي، إضافة إلى استمرار أصوات الغناء الشعبي مثل: فهد بن سعيد، وسلامة العبدالله، وحمد الطيار.

مرحلة جديدة
بعد تقنين صناعة الكاسيت وتأسيس الشركات عام 1983 انطلقت مرحلة جديدة في الأغنية السعودية ظهرت فيها أسماء مثل: سارة قزاز ومحمد عمر وعلي عبدالكريم وأيوب خضر وحسين قريش وعبدالمجيد عبدالله وطلال سلامة، كما دعمت حناجر عربية بإنتاج الشركات السعودية، «فنون الجزيرة» و«روتانا» و«فرسان»، مثل رباب وعبدالكريم عبدالقادر ونبيل شعيل وعبدالله الرويشد وسميرة سعيد ورجاء بلمليح.

انتشار كبير
وشكلت ظهور الفضائيات فرصة كبيرة لتحقيق الانتشار الكبير لأي مغن، وأسهم تصوير الأغنيات أو نقل بث الحفلات في تكريس الأسماء الجديدة وإعادة تلميع الأسماء المخضرمة، وظهرت هذه الحقبة أسماء جديدة، مثل راشد الماجد، وراشد الفارس، ووعد وعباس إبراهيم، وأسيل العمران.

فنانون: مستقبل باهر للمشهد الغنائي
أكد فنانون أن المملكة العربية السعودية تعيش أزهى عصورها في مجال الفن والموسيقى، حيث قال عبادي الجوهر الملقب بـ «أخطبوط العود»: لا شك في أن رؤية 2030، والتي تشمل جميع المجالات وليست الموسيقى والغناء والترفيه فقط، وضعت تصوراً واضحاً ورؤية طموحة تعد الخطوة الأولى في التوجه الجديد نحو بناء مستقبل أفضل، وفي السنوات القليلة الماضية لاحظنا التطور السريع في المملكة، والسباق مع الزمن في تحقيق الريادة في مجالات عدة، وتأتي الموسيقى أحد هذه المجالات، التي حظيت بدعم كبير من هذه الرؤية، ودارت عجلتها سريعاً بافتتاح مسارح وإقامة حفلات غنائية، ما أسهم في إثراء الحركة الفنية بشكل كبير في السعودية، منوهاً أن هذا الانفتاح الفني لم يقتصر أيضاً على ذلك فقط، إنما هناك خطة لافتتاح معاهد موسيقية ودار أوبرا لدعم الساحتين الثقافية والفنية.

انفتاح كبير
فيما أكد الفنان خالد عبد الرحمن أن المشهد الغنائي في السعودية ينتظره مستقبل زاهر طالما أنه يحظى بالضوابط، خصوصاً بعد التطور والانفتاح الفني الكبير الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية، بعد القرارات غير المسبوقة التي اتخذتها في الفترة الأخيرة مثل السماح للمرأة السعودية بالقيادة وافتتاح دور عرض سينمائي، وإقامة حفلات فنية ومهرجانات موسيقية، تجمع بين فنانين من مختلف أنحاء العالم العربي.

بناء مستقبل
أما الفنان ماجد المهندس الذي تألق في عدد من الحفلات الموسيقية في السعودية كان آخرها مع أسما لمنور ونجوى كرم وإليسا، فتحدث عن رأيه في التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية، مهنأ المملكة في البداية بيومها الوطني ال89، وقال: رؤية 2030 الطموحة التي تعد الخطوة الأولى في التوجه الجديد نحو بناء مستقبل أفضل في جميع المجالات، ومن بينها الفن والموسيقا، أسهمت في فتح نوافذ للإبداعات وانتعاش الحركة الفنية في السعودية والمنطقة، كما ساعد هذا الانفتاح صناع الموسيقى والأغنية ومنظمي الحفلات الغنائية، على تقديم حفلات ومهرجانات بدعم كبير من الهيئة العامة للترفيه، التي وفرت جميع الإمكانات لإثراء الحركة الفنية بشكل كبير في السعودية، ما عاد بالنفع على جميع الفنانين، سواء السعوديين، أو من جميع أنحاء العالم العربي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©