الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ماجد المعلا لـ«الاتحاد»: 1000 مبنى تاريخي وأثري على قائمة التطوير في أم القيوين

ماجد المعلا لـ«الاتحاد»: 1000 مبنى تاريخي وأثري على قائمة التطوير في أم القيوين
21 سبتمبر 2019 00:04

سعيد أحمد (أم القيوين)

بدأت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إحياء المنطقة التاريخية بالإمارة بالتعاون مع جمعية التراث العمراني بالدولة، وذلك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، بهدف الحفاظ على الشواهد التراثية وتاريخ الآباء والأجداد وذاكرة المكان، ولتأكيد مكانة الإمارات على الخارطة الاقتصادية والسياحية والثقافية الإقليمية والدولية.

وقال الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين في حوار لـ«الاتحاد»: إن مشروع مدينة أم القيوين التاريخية يضم ما يزيد على 1000 مبنى تاريخي، ويعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 200 عام، وتعتبر من أكبر المواقع السكنية التاريخية في الإمارات، لافتاً إلى أن الدائرة ستعمل على تسجيل الموقع في لائحة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، ويركز المشروع على الحفاظ على الطابع والهوية التراثية للمنطقة، وإيجاد المقومات الكفيلة بزيادة جاذبيتها كمنطقة سياحية وتجارية، ورفع أعداد الزائرين لها سواء من داخل الدولة أو خارجها، كما يهدف المشروع إلى إبراز مكانة المباني التاريخية والحفاظ عليها من الاندثار.

ماجد المعلا
وأكد أن «ملف السياحة» الذي عرض ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة أم القيوين، يحظى باهتمام كبير من الحكومة الرشيدة، التي تسعى إلى تهيئة بيئة سياحية جاذبة في الإمارة، وتروج للمعالم الأثرية في المنطقة، والارتقاء بمستوى الخدمات الفندقية، ووضع خطط تسويقية وترويجية لأنشطة وفعاليات الإمارة.
ولفت إلى أن دائرة السياحة أطلقت 3 مبادرات لتفعيل النشاط السياحي في الإمارة، تمثلت المبادرة الأولى في تطوير القطاع الفندقي، من أجل رفع تصنيف مستوى الفنادق، ورفع مؤشر إشغال الفنادق من خلال إصدار لائحة معايير التصنيف العالمي، وإصدار لائحة التفتيش والمخالفات، وإطلاق باقات وحزم سياحية لجذب السائحين.
أما المبادرة الثانية، فتتمثل في جعل إمارة أم القيوين واجهة سياحية جاذبة من خلال وضع استراتيجية للتسويق والترويج السياحي للإمارة، وتعزيز الأنشطة والفعاليات السياحية، وإبراز أهمية المناطق الأثرية من الناحية التاريخية، وتتمثل المبادرة الثالثة في توثيق وتطوير المناطق الأثرية في إمارة أم القيوين من خلال تفعيل الشراكة مع الشركاء الاستراتيجيين في جميع المشاريع التطويرية، وتوثيق مخططات المناطق القديمة، وعمل دراسة لاستغلال المناطق القديمة في المشاريع التطويرية، ووضع خطط مستقبلية لتطوير المنطقة سياحياً، والبدء في ترميم المباني الأثرية القديمة، ومنطقة «الدور» الأثرية، والتنقيب عن مواقع أثرية جديدة.
وأشار الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا، إلى أن مشروع التنقيب الدوري يأتي تماشياً مع استراتيجية حكومة أم القيوين، الرامية إلى تشجيع عمليات البحث والتنقيب عن الآثار، لافتاً إلى أن المشروع يهدف إلى اكتشاف المزيد من المراحل التي مرت في تاريخ موقع «الدور» الأثري، والذي يمتد إلى ما يزيد على ألفي عام، وقد وقعت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين ودائرة التنمية السياحية في عجمان، مذكرة تفاهم تهدف إلى دعم التوجهات الاستراتيجية للطرفين.

مقبرة صيادي اللؤلؤ
وقال الشيخ ماجد بن سعود المعلا، إن موقع «أم القيوين 2» يعد من أهم المواقع الأثرية في منطقة الخليج العربي، حيث يرجع تاريخها إلى الألف السادسة قبل الميلاد، ويقع في منطقة مشرع فوق تل رملي، وهو عبارة عن مستوطنة ومقبرة لصيادي اللؤلؤ، الذين ماتوا وهم يقاتلون ضد مجموعة أخرى تنتمي إلى الساحل المتصالح القديم منذ 7500 سنة، وعلى مدى أكثر من 1500 عام استوطن الموقع من قبل الرعاة والصيادين، وأثبتت المكتشفات الأثرية من عظام آدمية وحيوانية وجود معارك حربية حدثت في تلك الفترة. وأشار إلى أنه عثر في موقع «أم القيوين 2» على أقدم لؤلؤة في العالم تعود إلى 7500 سنة قبل الميلاد،

موقع الاكعاب
وقال الشيخ ماجد، إن موقع «الأكعاب» الأثري يقع في خور أم القيوين، وتبلغ مساحته 3 كيلومترات طولاً وكيلو متران عرضاً، ويحيط بها من الجنوب منطقة الرملة ومن الجنوب الشرقي موقع «الدور»، ومن الشمال جزيرة «الغلة» ومن الشرق جزيرة السينية.
وكانت «الأكعاب» خلال الألف الخامسة قبل الميلاد أي منذ حوالي أكثر من 6500 سنة مضت، معسكراً للصيادين يضم مساكن دائرية، وكانت مهنة الصيد هي النشاط الرئيسي لسكان «الأكعاب»، وكانت تمارس باستخدام الشباك وخطافات مصنوعة من المحار.

مذبحة الأطوم
ولفت رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، إلى أن البعثة الأثرية الفرنسية بالتعاون مع الدائرة، اكتشفت أقدم مذبح شعائري في شبه الجزيرة العربية (3500 – 3200 ق.م)، استخدم لذبح حيوان بقر البحر «الأطوم»، وهو من الثدييات البحرية التي تعيش على طول ساحل المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، حيث يبلغ طول «الأطوم» خلال مرحلة البلوغ أربعة أمتار، ويمكن أن يبلغ وزنه 400 كيلو جرام، وهو الآن محمي من قبل دولة الإمارات، لذلك يشاهد بكثرة انتشار عظام بقر البحر في الجزيرة حتى يومنا هذا، كما اكتشفت البعثة في الموقع العديد من اللقى الأثرية، تتنوع بين الأصداف والقشريات وصنارات الصيد، والسكاكين والمثاقب العظمية وأحجار الصوان، ويلاحظ أن الخرز يمثل 90% من هذه اللقى.

موقع «الدور»
وأكد الشيخ ماجد بن سعود المعلا في حديثه لـ«الاتحاد» أنه تم تحديد موقع «الدور» الأثري، الذي تأسس في أواخر القرن الأول قبل الميلاد، كموقع سياحي في الإمارة، ويعتبر من أهم المواقع الأثرية في الدولة بشكل خاص ومنطقة الخليج العربي بشكل عام، لتعدد فترات الاستيطان البشري في الموقع، التي يعود أقدمها للألف الثالثة قبل الميلاد، واستمرت حتى منتصف القرن الثالث الميلادي، مؤكداً أن الدائرة تعمل على إدراج الموقع ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو». وأشار إلى أن الموقع يضم معبد إله الشمس ومدافن وحصناً ومساكنَ، إضافة إلى عملات ذهبية وفضية وبرونزية بأحجام مختلفة، وغيرها.

«تل الأبرق» يعود تاريخه إلى الألف الثالثة قبل الميلاد
قال الشيخ ماجد بن سعود المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، إن «تل الأبرق» الأثري يقع بين إمارة الشارقة وإمارة أم القيوين، ويعتبر من المواقع الأثرية المهمة في الدولة، حيث يعود تاريخه إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد عاصر حضارة أم النار في أبوظبي، وتم اكتشافه من قبل البعثة العراقية في عام 1973 بالتعاون مع دائرة الآثار والسياحة في العين، بعد ذلك أعيد اكتشافه والتنقيبات فيه بشكل أوسع من قبل البعثة الأسترالية، واستمرت التنقيبات فيه لمدة ثلاثة مواسم، وعثر فيه على بناء دائري لقلعة كبيرة على شكل مدرجات مبنية من الأحجار البحرية، بالإضافة إلى مجموعة من البرونزيات والفخاريات واللقى الأثرية المهمة. وأضاف، إن وجود القلعة يدل على التطور في العمارة، كما عثر علماء الآثار الأستراليون على قبر في الموقع، يضم هيكلاً عظمياً كاملاً لفتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، عظامها مشوهة بشكل بشع جراء شلل الأطفال، لافتاً إلى أن أحد علماء الآثار قال إن الدلائل تشير إلى وجود شلل الأطفال في ذلك الوقت نادرة، ومن ثم فهذا اكتشاف طبي وأثري في غاية الأهمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©