السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أبوظبي تستضيف مهرجان «هاي» العالمي

أبوظبي تستضيف مهرجان «هاي» العالمي
19 سبتمبر 2019 03:25

نسرين درزي (أبوظبي)

تستضيف العاصمة أبوظبي مهرجان «هاي» العالمي خلال الفترة من 24 إلى 27 فبراير 2020، حيث أعلنت وزارة التسامح أمس في منارة السعديات، عن تدشين نسخته الجديدة، وسط عرض لمسيرته الحافلة بالإنجازات كمنصة متفردة، تعزز الممارسات الأدبية والفنية وترسخ مبدأ تبادل الأفكار.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، أن تنظيم مهرجان «هاي» أبوظبي يمثل حدثا ثقافيا ومعرفيا مهما للغاية، باعتباره نافذة عالمية لطرح رؤية الإمارات بقيادتها ومفكريها وشبابها ومواطنيها حول التسامح والتعاون والأخوة الإنسانية، مؤكدا أهمية أن تتكامل هذه القيم مع الإبداع الأدبي والفني والعلمي، لتقدم للعالم أجمع صورة لما نحلم به لمستقبل المنطقة والعالم، كما أنه فرصة مثالية للحوار المثمر مع شخصيات عالمية بارزة حول أهم القضايا العالمية والمعرفية، بتناغم وتفاعل إيجابي يثري الجميع ويقدم الجديد في المعرفة والإبداع ويعزز دورهما في خدمة الإنسانية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي نظمته وزارة التسامح أمس بمنارة السعديات في أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة «مهرجان هاي للآداب والفنون»، للإعلان حول انطلاق مهرجان «هاي» أبوظبي، بحضور معالي الدكتور زكي نسيبة وزير دولة، ومعالي محمد أحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وعفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح، وسيف غباش وكيل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وبيتر فلورنس مدير مهرجان «هاي»، وكريستينا فوينتيس لاروش مديرة مهرجانات هاي الدولية، إضافة إلى عدد كبير من السفراء والمسؤولين والمفكرين والكتاب العالميين والإماراتيين والعرب.

ثقافة التسامح
وقال معالي نهيان بن مبارك، إن التعاون مع مؤسسة مهرجان هاي للآداب والفنون، لكي تكون أبوظبي منصة انطلاق المهرجان إلى منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي - باعتبارها أكثر العواصم أمنا وتنوعا، وحرصا على التطور المعرفي واحتضانا لجنسيات مختلفة تعمل وتتواصل معا في تناغم وتعاون ضمن صورة مثالية للتعايش وقبول الآخر، وحاضنة لثقافة التسامح والأخوة الإنسانية - خير ضمانة لأن تكون هذه الدورة من المهرجان الأكثر تميزا، من خلال ما تطرحه من قضايا وموضوعات، ومن سيتم دعوته من شخصيات عالمية بارزة وفائزين بجوائز نوبل وجوائز عالمية أخرى.
وأشار معاليه إلى أن هدف وزارة التسامح من تبني تنظيم هذا المهرجان العالمي أن يلتقي الجميع، على اختلاف أديانهم وأجناسهم وثقافتهم وألوانهم، لتبادل الخبرات والأفكار، من أجل غد أفضل، يعمه التسامح والرفاهية والأخوة الإنسانية، في كافة بقاع العالم، وأن تسلط الأضواء على الأدوار الكبيرة التي تقوم بها الإمارات إقليميا وعالميا لدعم قضايا السلم والأمن الدوليين وتعزيز قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، لإبراز الوجه الحضاري والقيم الأصيلة لإماراتنا الحبيبة، ودورها العالمي في إعلاء القيم السامية، واحترام كافة الثقافات والأديان.
وقال معاليه «سوف ينعقد مهرجان «هاي» أبوظبي، بفضل الدعم الكريم لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليكون تجسيداً قوياً، لرؤية سموه الحكيمة، التي تؤكد دائماً، على تنمية قيم التسامح والأخوة الإنسانية.

مكانة مرموقة
وأوضح بيتر فلورنس أن اختيار أبوظبي لانطلاقة مهرجان «هاي»، يؤكد المكانة المرموقة التي وصلت إليها عاصمة الإمارات على صعيد التفاعل الثقافي الشامل والمتكامل. ولفت إلى أنه على مدى 4 أيام من المهرجان، سيكون من المتاح تبادل القصص والأفكار والمشاركة في حوارات بناءة حول واقع العالم اليوم والصورة التي قد يؤول إليها مستقبلاً، معتبراً أن المهرجان يمثل ملتقى للقراء والحالمين ومنصة لإلهام أصحاب الرأي من مختلف الثقافات واللغات.

تبادل الأفكار
من جهتها، أوردت كريستينا فوينتس لاروش أن عودة مهرجان «هاي» إلى الشرق الأوسط هدفه الرئيس تشجيع أفضل الكتاب والمفكرين في العالم العربي وخارجه على تبادل الأفكار والتجارب، حيث يرتكز المهرجان على الحوارات المباشرة التي تتناول مواضيع ملحّة، وتكتسب هذه الحوارات أهمية أكبر عندما تحفز على مزيد من النقاش بين الجمهور في المدارس والمنازل والجامعات وحتى في الشارع، فنحن نريد للجميع أن يتكلموا ويتناقشوا ويستمعوا إلى بعضهم الآخر بعقول منفتحة خلال المهرجان

انفتاح على العالم
وقال معالي محمد أحمد المر، إن من يزور الإمارات يكتشف قصص النجاح المتصلة فيها على المستويات كافة، ومن السهل الاطلاع على النقلة الحضارية الضخمة التي حدثت في البلاد. موضحاً أنه منذ أواخر الخمسينيات وحتى منتصف السبعينيات، لم يكن يوجد في الإمارة الواحدة سوى مستشفى واحد ومدرسة واحدة ودار سينما واحدة، وسط ظروف اقتصادية صعبة. وروى المر أنه في جزء من تلك المرحلة بدأ يتشكل عنده دافع للقراءة، بعدما اشترى له والده مجموعة كتب كانت وراء انفتاحه على العالم وأثرت أفكاره، متنقلاً مع أبطالها ما بين أوروبا وأميركا وروسيا. واكتشف من خلال هذه القراءات التمايز والتقارب بين الشعوب، وكان مشروع حياته استكشاف الثقافات المختلفة التي ترفع من حجم المحبة بين البشر.

رسائل إنسانية
وألقت الشاعرة تيشاني دوشي، واحدة من أجمل قصائدها باللغة الإنجليزية عن التعايش السلمي بين الشعوب، وأكدت من خلالها على أهمية الكلمة النابعة من القلب في إيصال الرسائل الإنسانية لغد أفضل يعمه الأمن والتسامح، وأوضحت أن ما يجمع الناس، على اختلاف اهتماماتهم، هي الأمور اليومية البسيطة التي تدخل في صميم المشاعر البشرية، بعيداً عن الأزمات والخلافات والمصالح الأخرى.

125 حدثاً ثقافياً
تقام فعاليات النسخة الجديدة من مهرجان «هاي» في منارة السعديات، ومركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، وحديقة أم الإمارات، وجهات أخرى بالعاصمة، ويهدف إلى تأسيس حضور طويل الأمد في العالم العربي، انطلاقاً من منصته الأحدث في أبوظبي، وبالاستناد إلى نجاح دوراته الثلاث السابقة في بيروت (2009-2012). وقد نجح المهرجان، منذ عام 1987 في تنظيم 125 حدثاً ثقافياً في مختلف أنحاء العالم، بحضور تجاوز الـ 4.5 مليون شخص، ضمن فعاليات أقيمت في 30 موقعاً مختلفاً.

قصص ملهمة
يستقطب مهرجان «هاي» في أبوظبي نخبة من المفكرين والمؤلفين المحتفى بهم دولياً، بمن فيهم الفائزون بجوائز عالمية مثل شيرين عبادي وأحمد القلعي والروائية اللبنانية هدى بركات، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2019. ومن المؤلفين أدونيس وجوخة الحارثي ومحمد حسن علوان وتيشاني دوشي وسواهم. ويدعو المهرجان الأصوات الأدبية والفنية المتنوعة لسرد قصصها الملهمة من خلال منابره، بهدف الإضاءة على مجموعة من أبرز الأعمال الأدبية المعاصرة عربياً ودولياً، بما فيها شعر فن الكلمة المنطوقة والمنافسات الشعرية في دولة الإمارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©