عدد اليوم
طمأنت المملكة العربية السعودية عملاءها بشأن تعويض إمدادات النفط من خلال المخزونات بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت منشأتي «أرامكو» في خريص وبقيق وأدت إلى توقف كمية تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو حوالي 50% من الإنتاج.
لكن الأزمة التي شغلت السوق بالأرقام رغم التطمينات السعودية وأيضاً الأميركية بضمان استقرار الطاقة العالمية، لم تكن الخوف من حدوث نقص في الإمدادات، أو قفز الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، وإنما في الاعتداء الإرهابي لجهة مصدره وأبعاده، لاسيما بعد التشكيك بأن تكون الطائرات المسيرة التي استهدفت المنشأتين انطلقت من جانب الانقلابيين الحوثيين في اليمن، وصدور روايات بديلة بينها ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن احتمال أن تكون صواريخ «كروز» استخدمت في الهجوم وأطلقت من العراق أو إيران، وإعلان الحكومة الكويتية التحقيق في تقارير عن مشاهدة طائرة مسيرة بعد الهجوم على المنشأتين.
حاجة الأسواق لن تتأثر مع استعانة المملكة بالمخزونات، وإبداء الإدارة الأميركية استعدادها للسحب من المخزون النفطي الاستراتيجي إذا اقتضى الأمر. لكن هذا الأمر من دون كشف حقيقة ما حدث، ومن دون تحديد رأس الإرهاب والتخريب، يعني أن العالم سيبقى تحت رحمة مخربين قادرين على تهديد إمدادات الطاقة في أي وقت.
المتهم واضح، لا يحتاج إلى أصابع تشير إليه، بقدر ما يحتاج إلى إعلان اسمه إذا تم الربط بين كل الهجمات التي استهدفت المرافق البترولية والمدنية ومحطات الضخ وناقلات النفط في الخليج العربي. المتهم معروف رغم نفيه الاتهام.
"الاتحاد"
