عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
أنفقت أندية الدوريات الأوروبية الكبرى ما يقارب 5.5 مليار يورو خلال الميركاتو الصيفي الأخير، حيث تجاوز حجم الأموال التي دفعتها فرق إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، على الترتيب، ما يزيد على مليار يورو في كل دوري، بينما احتل الدوري الألماني والفرنسي المركزين التاليين، ضمن قائمة أغلى 5 دوريات في القارة العجوز، بعد إنفاق تجاوز نصف المليار في كل منهما، لكن المفاجأة تمثّلت في توهج نجوم صاعدة ومواهب صغيرة السن، خطفت الأضواء من كبار النجوم المخضرمين، وأصحاب الصفقات المليونية الضخمة.
البريميرليج، أغلى وأقوى دوري في العالم، كان شاهداً على مولد نجوم جديدة، أبهرت الجميع خلال الجولات السابقة، وتصدر المهاجم الإنجليزي الصاعد، تامي أبراهام، القائمة، بعدما اعتلى قمة هدافي الدوري الإنجليزي، برصيد 7 أهداف، متساوياً مع هداف السيتي القدير، سيرجيو أجويرو، لكن أبراهام تفوّق بفضل معدله التهديفي الرائع، الذي بلغ تسجيل هدف واحد/ 47.3 دقيقة لعب، ويُعتبر صاحب الـ21 عاماً أصغر لاعب يحرز «هاتريك» مع تشيلسي في منافسات البريميرليج عبر التاريخ، وحصد اللاعب العديد من الجوائز الفردية، دفعت فرانك لامبارد، لمنحه فرصة ذهبية، حيث يعتمد عليه كمهاجم أساسي في الموسم الجاري، على حساب مهاجميْن من العيار الثقيل، هما الفرنسي جيرو الذي انتقل إلى صفوف البلوز مقابل 17 مليون يورو في العام الماضي، والبلجيكي باتشوايي الذي تبلغ قيمته التسويقية 30 مليون يورو. ونجح أبراهام في كسب ثقة لامبارد بسرعة، علماً بأن قيمته التسويقية لم تتجاوز 15 مليون يورو قبل انطلاق الموسم الحالي، لكنها ارتفعت لتبلغ 32 مليوناً في الأسابيع الأخيرة. وكشف لامبارد عن عين ثاقبة تجيد استخراج المواهب الذهبية من منجم البلوز، مثلما فعل مع نجم الوسط الإنجليزي الشاب، ماسون مونت، صاحب الـ20 عاماً، والمدافع صاحب الأصول النيجيرية، فيكايو توموري، بعد أن قام بتصعيدهما من فريق شباب القلعة الزرقاء، وتوهج مونت بالفعل وأحرز 3 أهداف في خمس مباريات بالدوري، وأظهر مهارةً وسرعةً وثقةً، تفوق سنوات عمره بكثير، كما شارك توموري ذو الـ21 عاماً في ثلاث مباريات خلال الموسم الحالي، وافتتح خماسية البلوز في شباك كريستال بالاس، خلال المواجهة الأخيرة، والمثير للدهشة أن الثلاثي الصاعد سجل جميع أهداف تشيلسي في البريميرليج حتى الآن!
وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه مانشستر يونايتد الموسم الجاري، فإن دفع سولشاير بعناصر شابة واعدة، أمر يُحسب له بالتأكيد، خاصة أن أغلبهم ظهر بصورة طيبة للغاية، مثل أرون وان بيساكا الظهير الأيمن صاحب الـ21 عاماً، ومقاتل خط الوسط المميز، سكوت ماكتوميناي الذي لم يتجاوز عمره 22 عاماً، وأظهر مدرب الشياطين شجاعة واضحة، عندما منح الفرصة للمهاجم الناشئ، ماسون جرينوود، الذي لم يكمل عامه الثامن عشر بعد، ويبقى الجناح الويلزي الرائع، دانيل جيمس، أبرز أوراق سولشاير، بعدما منحه الثقة وأشركه في 5 مباريات في البريميرليج، سجل خلالها 3 أهداف، ليتصدر ذو الـ21 عاماً قائمة هدافي يونايتد في الموسم الجاري. ولعب الصغيران، إميليانو بوينديا وتود كانتويل، دوراً هاماً جداً في أداء الكناري وحصاده حتى الآن، حيث يحتل الأرجنتيني بوينديا، صاحب الـ22 عاماً، المرتبة الثانية بعد دي بروين في قائمة أفضل صناع الأهداف في البريميرليج، بأربع تمريرات حاسمة، في حين سجل كانتويل، لاعب منتخب إنجلترا تحت 21 عاماً، هدفين وصنع مثلهما في مسيرة الكناري بالدوري، وشارك الثلاثي في إحراز وصناعة جميع أهداف الفريق.
ولم تتوقف أكاديمية الناشئين الخاصة بنادي برشلونة الإسباني، لاماسيا، عن تقديم جواهر كروية تبهر العالم بأكمله، وبعد الأسطوري ميسي وكتيبة البلوجرانا الذهبية، جاء الدور على أنسو فاتي، صاحب الـ16 عاماً، ليقدم بداية مذهلة مع الفريق الكتالوني، وبعد 3 مباريات فقط، لعب خلالها 116 دقيقة، سجل فاتي هدفين وصنع ثالثاً، بمعدل مخيف، يبلغ المشاركة في هدف واحد/ 38.6 دقيقة لعب فقط، وبات النجم الواعد أصغر لاعب يسجل لبرشلونة عبر التاريخ، والطريف أن 3 اتحادات كروية تطلب ود الفتي الصغير، الذي تعود أصوله إلى غينيا بيساو، لكن قد يكون أحد منتخبي، البرتغال أو إسبانيا، محطته الدولية في المستقبل القريب.
