الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مواكب الشهداء عنوان الفداء

مواكب الشهداء عنوان الفداء
16 سبتمبر 2019 01:50

يعودون على جُنح غيمة، يمطرون عزّة وكرامة، يتيهون مجداً مؤصلاً، يسيرون سؤدداً ومكارم، يبذرون الحب، ويغرسون الولاء، «رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه» وصدقْناهم فخراً واعتزازاً ودعاء.
شهداء يحتسبهم وطنهم وقادتهم وأهلهم وأسرهم الذين شاهدناهم يرحّبون ويجددون العهد أنهم سائرون على الدرب، ملبّين نداء الوطن في كل وقت، رغم أنهم فقدوا أبناءهم في حرب ضروس لا ترحم.
هم هكذا أبناء زايد الأوفياء البررة الذين إن أقسموا على عهد أوفوا بالعهود، وإن نصروا شقيقاً تفانوا في العطاء، رجال المهمات الصعبة، المثال والقدوة، الإصرار والعزيمة، والوجه المشرّف للوطن وللقيادة والأمة.
إن مواقف دولة الإمارات الثابتة لا يغيرها أي موقف آخر مضاد لقناعاتها، ذلك أنها حين اختارت أن تنحاز إلى الحق، وللصديق فإن ذلك لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة لمواقف الرجال الحقيقية، وإيمانهم بأن للجار حقاً، كما للشقيق والوطن حق، ويوم أن يتعرض وطنٌ صديقٌ لعارض فإن الإمارات هي السباقة إلى الدفاع والمشاركة في درء الخطر، والذود عن الأرض والإنسان.
وفي سيرِ الرجال هناك تضحيات كبيرة تُقدم وما البرهان على ذلك إلا قوافل الشهداء والجرحى من أبناء الإمارات الذين استشهدوا في سبيل تلبية النداء، وأداء الواجب الإنساني أينما رأت قيادتهم الرشيدة أن يكونوا أبطال الماضي والحاضر والمستقبل، جيلٌ يورّث لجيل الخصال الكريمة، والصفات الطيبة، والقيم النبيلة، والخلق القويم.
حين ذهبت الإمارات إلى اليمن بالجند والعزيمة والعتاد لم تذهب لتعتدي بل لترُد العدوان، وتحمي الجار بالتنسيق معه، في قيادة واحدة مشتركة، رسالتهم منسقة، وخطواتهم متسقة، رميهم مسدّد بإذن الله، وواجبهم الإنساني يتقدم العسكري، وتلك أياديها البيضاء تنشر الخير والحب، وتعزّز الأمن والأمان رغم ما يتكبده جنودها من عناء إلّا أنهم فخورون بذلك، سواء كانوا على الأرض، أم محلقين في السماء، أم عابرين للبحار، كل ذلك من أجل نصرة الشقيق، لذا ترحب بقوافل الشهداء في مشاهد مهيبة، وسطور بيضاء للتاريخ.
هي السيرة والمسيرة الخضراء لأبناء الإمارات رُسل المحبة والسلام لمن دعا إليه ونادى، وهم اليد التي تضرب بقوة كل ظالم مستبد، تنزع إلى السلم وقت السلم، وفي الحروب هي الشجاعة والمهابة والإباء، رجالها ضماد للجروح، ورماح لصدور المعتدين الخارجين على النهج الإنساني القويم، أعداء الإنسانية والحياة والفكر السوي.
رحم الله تعالى أبناء وطني الشهداء الأبرار وأسكنهم فسيح جناته، وشفى وعافى المصابين من الأبطال، وكتب على أيديهم النصر المؤزر بإذن الله في كل مكان وضعوا فيه قدماً، وعالجوا فيه نزيفاً أو ألماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©