عدد اليوم
أبوظبي، الرياض، عواصم (وام، ووكالات)
استنكرت الإمارات العربية المتحدة، بشدة، الهجوم الإرهابي الذي طال صباح أمس معملين تابعين لشركة «أرامكو» في محافظة بقيق وهجرة خريص في المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى اندلاع حريقين تمت السيطرة عليهما والحد من انتشارهما، ونددت بهذا العمل الإرهابي والتخريبي، واعتبرته دليلاً جديداً على سعي الجماعات الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، تضامن الإمارات الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، وأضافت «إن أمن الإمارات وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ، وإن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار في الإمارات».
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على «تويتر»: «الهجوم الإرهابي على معملي أرامكو يطالنا جميعاً، ويشير إلى التحدي الاستراتيجي الذي تواجهه المنطقة، وضرورة تضافر الجهود تجاهه، الإمارات أدركت طبيعة التحديات المحدقة والمشتركة مبكراً، واختارت بكل مسؤولية أن موقفها وموقعها مع الرياض. نعم مسارنا ومصيرنا واحد».
وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت السيطرة على حريقين في معملين تابعين لشركة «أرامكو» نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار «درون»، وقال المتحدث الأمني باسم الوزارة في بيان «إنه عند الساعة الرابعة فجراً، باشرت فرق الأمن الصناعي في أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص، نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار، حيث تمت السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وباشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك»، فيما تبنت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، الهجوم ضمن ما وصفته بـ«عملية واسعة بعشر طائرات مسيّرة»، وهددت بعمليات أخرى.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية في اليمن» العقيد الركن تركي المالكي، «إنه وبالإشارة للبيان الصادر من المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بشأن الهجوم الإرهابي على معملين تابعين لأرامكو، وبناءً على التحقيقات الأولية المشتركة مع الجهات ذات العلاقة والمبنية على الدلائل والمؤشرات العملياتية والأدلة المادية بموقعي الهجوم، فإن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة وتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية»، مؤكداً استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف باتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التهديدات الإرهابية للحفاظ على المقدرات الوطنية، وكذلك أمن الطاقة العالمي، وضمان استقرار الاقتصاد العالمي.
وأكد التلفزيون السعودي أن صادرات المملكة النفطية مستمرة، وذكرت وكالة «بلومبرج» للأنباء أن «أرامكو» تتوقع استئناف معظم الإنتاج خلال أيام، وأن ما أثير عن إغلاق جزئي لإنتاج النفط كان إجراء احترازياً فقط، وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتابع عن كثب الوضع في السعودية بعد تعرض منشآت لإنتاج النفط في المملكة لهجمات إرهابية بطائرات مسيرة، لافتة إلى أن أسواق النفط العالمية حالياً مزودة جيداً بمخزونات تجارية وفيرة.
ولقي الهجوم الإرهابي استنكاراً واسعاً عربياً وعالمياً. فقد تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً، من عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني الذي أعرب عن إدانة بلاده للعمل الإرهابي الذي استهدف معملي أرامكو، وأكد تضامنه الكامل ووقوفه إلى جانب الأشقاء في المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، والتصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله. ووصف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية سفيان القضاة، العمل الإرهابي المدان، بأنه تصعيد جديد خطير يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويزيد من التوتر في المنطقة.
وأدانت وزارة خارجية مملكة البحرين واستنكرت بشدة العمل الإرهابي الذي استهدف معملي أرامكو، وشددت على موقفها الثابت ووقوفها في صف واحد إلى جانب السعودية ضد الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وضد كل من يحاول المساس بأمنها أو يهدد استقرارها، ودعمها فيما تتخذه من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها، وتأييدها فيما تقوم به من جهود كبيرة ودور محوري في مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن استنكار بلاده الشديد للهجوم التخريبي الذي استهدف أمن واستقرار المملكة وإمدادات الطاقة العالمية، مطالبة المجتمع الدولي ببذل جهود مضاعفة للجم مثل هذه الاعتداءات ومنع تكرارها، ومؤكدة الوقوف التام إلى جانب السعودية وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها.
وأدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات استهداف معملي أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص. وأكدت وزارة الخارجية في بيان تضامن مصر حكومة وشعباً مع حكومة وشعب المملكة الشقيقة، ودعمها الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد محاولات استهدافها، وفي سبيل التصدي لجميع أشكال الإرهاب والعنف والتطرف.
وأدانت الجمهورية اليمنية بأشد العبارات الاستهداف الإرهابي الجبان لمعملي أرامكو، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن اليمن يقف حكومة وشعباً مع السعودية ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها، ويؤيد الإجراءات كافة التي تتخذها المملكة في مكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. كما أكدت مجدداً موقف اليمن الثابت ضد الإرهاب والتطرف بأشكاله وصوره كافة، وأن مثل هذه الأعمال الإرهابية تشكل تهديداً خطيراً ليس فقط على المملكة وإنما على أمن واستقرار المنطقة ككل.
وأدانت الجزائر بشدة الهجوم. وقال بيان أصدره الناطق باسم وزارة الخارجية السفير عبدالعزيز بن علي الشريف «نعبر عن شجبنا واستنكارنا لكل ما من شأنه النيل من مقدرات المملكة العربية السعودية»، مؤكداً تضامن بلاده مع المملكة ضد هذا الهجوم الإرهابي، كما أدانت جيبوتي بشدة الهجوم الذي يشكل زعزعة لأمن واستقرار المنطقة، ما يستدعي موقفاً دولياً أكثر حزماً في وجه الإرهاب.
وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات، الهجوم ووصفته بأنه تصعيد خطير، مؤكدة تضامنها بشكل كامل مع السعودية، وتأييدها للإجراءات كافة التي تتخذها من أجل تأمين أراضيها في مواجهة هذا العدوان. واستنكرت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، بشدة أيضاً الهجوم الإرهابي، مؤكدة تضامنها التام مع المملكة في مواجهة الإرهاب، وتأييدها الكامل للإجراءات التي تتخذها لحماية شعبها ومصالحه الحيوية. كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين الهجوم، وشدد على موقف المنظمة الثابت الرافض لجميع الأعمال الإجرامية والتخريبية، مؤكداً وقوف المنظمة مع المملكة وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأدان رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الجبان، وقال في بيان إن استهداف المعملين يعد عملاً إرهابياً جباناً، وضمن مخطط لاستهدف المنشآت الحيوية والاقتصادية، والتأثير على إمدادات الطاقة وأسعار النفط في السوق العالمي، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية ومحاسبة المخططين والداعمين والممولين والذين يقفون خلفها، سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو دولاً. وعبر عن ثقته التامة في قدرة المملكة العربية السعودية على حماية منشآتها الحيوية والاقتصادية وتصديها بحزم للجماعات الإرهابية، مؤكداً تضامن البرلمان التام مع المملكة، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية منشآتها الحيوية والاقتصادية ضد كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها.
ودولياً، تلقى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفيّاً، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكد استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشدداً على التأثير السلبي للهجمات الإرهابية التي استهدفت معملين لأرامكو على الاقتصاد الأميركي، وكذلك الاقتصاد العالمي. بينما أكد ولي العهد أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه، كما ندد السفير الأميركي لدى السعودية جون أبي زيد بالهجوم على معملي أرامكو، وقال على حساب السفارة على «تويتر»: «تدين الولايات المتحدة بشدة الهجمات التي نفذتها طائرات مسيّرة على منشأتي نفط في محافظة بقيق وهجرة خريص. إن هذه الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والتي تعرض المدنيين للخطر تصرف غير مقبول، وستفضي عاجلاً أم آجلاً إلى فقدان أرواح بريئة».
ونددت بريطانيا بالهجوم، وقال وزير الشؤون الخارجية البريطاني المسؤول عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اندرو موريسون في تغريدة على «تويتر»: «هجوم غير مقبول بالمرة على منشآت نفط في السعودية هذا الصباح»، وأضاف قائلاً «على الحوثيين وقف تقويض أمن السعودية بتهديد المناطق المدنية والبنية التحتية التجارية». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان: «إن تهديد المناطق المدنية والبنية التحتية التجارية أمر خطير واستفزازي وغير مقبول على الإطلاق»، مؤكداً التزام المملكة المتحدة بدعم أمن المملكة العربية السعودية.
وأعربت أفغانستان عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعمل الإرهابي، مؤكدة أن الهجوم يتعارض مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان التي تكفل حماية المنشآت النفطية والأعيان المدنية. وطالبت المجتمع الدولي بردع هذه النوع من العمليات الإرهابية، داعية المجتمع الدولي إلى مزيد من الحزم وصد خطط وأعمال الإرهابيين المغرضين. وقال سفير أفغانستان جلال كريم: «إن مثل هذه الأعمال الإرهابية تضر باستقرار وأمن الأسواق النفطية، ونعبر عن دعواتنا وتمنياتنا للمملكة بالأمن والاستقرار ودوام الرخاء والازدهار، وأن يحفظها وشعبها ويديمها ذخراً للإسلام والمسلمين».
