الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العشاء التاريخي.. ميسي ورونالدو معا

العشاء التاريخي.. ميسي ورونالدو معا
14 سبتمبر 2019 00:01

محمد حامد(الشارقة)

لماذا لا يتم دمج أرقام وإحصائيات وإنجازات رونالدو وميسي معاً؟ ولماذا لا يمكن اعتبارهما كياناً كروياً واحداً نجح في نثر المتعة في أرجاء العالم على مدار 15 عاماً؟ لقد حان الوقت لإيقاف حمى تفضيل أحدهما على الآخر، صحيح أن هذه المقارنات كانت باعثاً للإثارة الجماهيرية، وسبباً مباشراً في رفع معدلات توزيع الصحف، وجذب المشاهدين للقنوات، وإشعال السوشيال ميديا على المستوى العالمي لسنوات، إلا أن الاعتراف بأنهما صنعا معاً القصة الأجمل في تاريخ كرة القدم على حد قول رونالدو، والغزل المتبادل بينهما في الفترات الأخيرة والذي شهد دعوة عشاء على هامش احتفالية الاتحاد الأوروبي بأفضل لاعب في القارة، وهي الدعوة التي استجاب لها ليو قبل ساعات، وكذلك اقتراب كل منهما من نهاية المشوار، قد تكون جميعها من الأسباب الكافية للاستمتاع بما تبقى من مشوارهما معاً دون الخوض في المقارنات المرهقة.

من المؤكد أن حمى المقارنات بين كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي والتي اجتاحت العالم طوال الـ 15 عاماً الماضية في طريقها لنهاية غير متوقعة، واللافت أن هذه النهاية اتفق على تفاصيلها النجم البرتغالي وغريمه الأرجنتيني، فقد ارتفعت وتيرة الغزل المتبادل بين النجمين في الفترات الأخيرة، وهي إشادات متبادلة قائمة على اعتراف كل منهما بموهبة وقدرات ومكانة الآخر، والأهم من ذلك إقرارهما أخيراً، وبعد سنوات من الإنكار أن المنافسة الملتهبة بينهما لفترات طويلة كان لها مفعول السحر في دفع كل منهما لتقديم أفضل ما لديه، ما يعني أن رونالدو شارك في صنع أسطورة ليو، كما أن الأخير كانت له بصماته في جعل الدون أحد أهم نجوم الساحرة وأكثرهم تأثيراً على مدار التاريخ.
ولم يشهد تاريخ كرة القدم، بل تاريخ الرياضة صراعاً ثنائياً ملتهباً بين نجمين مثل هذا التنافس بين ليو والدون، بل إنهما وفقاً لما تؤكده التقارير والدراسات العالمية ساهما معاً في رفع شعبية كرة القدم حول العالم، خاصة في المناطق التي لا تتمتع فيها اللعبة بالشعبية الكافية، مثل القارة الصفراء مثلاً، خاصة الهند والصين بما يملكانه من عدد هائل من السكان، كما جعلا الملايين من عشاق اللعبة في أوروبا وغيرها من قارات العالم يعيشون المتعة والإثارة بصورة غير مسبوقة. رونالدو وميسي شاركا معاً في سحب الأضواء من الدوري الإيطالي، والبريميرليج وغيرهما من دوريات العالم الكبرى في فترات وجودهما معاً في الليجا، في صفوف الريال والبارسا، وعقب رحيل النجم البرتغالي إلى اليوفي تراجعت شعبية الليجا، وأصبح البريميرليج المستفيد الأكبر من ذلك على الرغم من أنهما لم ينتقلا إلى أندية دوري الإنجليز، إلا أن انتهاء الصراع المثير بينهما في الليجا، جعل الأضواء تتجه تلقائياً صوب دوري مان سيتي وليفربول. «سوف تشعرون بالقيمة الحقيقية لرونالدو وميسي عقب اعتزالهما» كلمات قالها آرسين فينجر قبل أيام، على الرغم من أنه يشتهر بقدرته على اكتشاف المواهب، ولا يعترف بأن كرة القدم تتوقف على لاعب بعينه، إلا أنه هذه المرة أقر بأن العالم سوف يفتقد الجزء الأكبر من المتعة الكروية بعد أن يضع النجم البرتغالي رنالدو، وغريمه الأرجنتيني ميسي حداً لمسيرتهما. رونالدو كان أطلق كلمات هي الأكثر روعة عن غريمه التاريخي في حفل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حينما قال إنهما صنعا معاً القصة الأجمل في تاريخ كرة القدم، وأشار إلى أنهما ظلا فوق منصات المجد والتتويج بالجوائز الفردية لمدة تقترب من 15 عاماً، مضيفاً: «لا أعتقد أن هذا حدث من قبل في تاريخ كرة القدم، لقد دفع كل منا الآخر للتألق على مدار سنوات طويلة، أتمنى أن نجتمع معاً على مائدة عشاء في المستقبل». وعلى الرغم من أن دعوة رونالدو لميسي جاءت في نهاية أغسطس الماضي خلال وجودهما حفل الاتحاد القاري، إلا أن ميسي ظهر خلال الساعات الماضية عبر صفحات «سبورت» الكتالونية ليتحدث عن كثير من القضايا التي تتعلق بمستقبله وبالأوضاع التي يمر بها البارسا، ومن بين المحاور التي تحدث عنها قبوله لدعوة رونالدو للعشاء، حيث قال: «لا يوجد خلاف بيننا، وقلت دائماً إن الإعلام هو الذي صنع هذه الحالة، لسنا أصدقاء لسبب بسيط وهو أننا لم نلعب لفريق واحد، نلتقي دائماً في الحفلات، ونتحدث معاً، وفي الحفل الأخير تحدثنا طويلاً، لا توجد لدي مشكلة في قبول دعوة العشاء بالطبع».
بالعودة إلى إنجازات ليو والدون معاً طوال مسيرتهما الكروية وبعيداً عن المقارنات بينهما، فقد سجلا معاً 1393 هدفاً، وصنعا 504 أهداف، أي أن مجموع بصماتهما تسجيلاً وصناعة للأهداف يبلغ 1897 بصمة، ما يعني أنهما انتزعا آهات الجماهير فيما يقارب 2000 لحظة، وصنعا الفارق لأنديتهما ولكل من البرتغال والأرجنتين في كثير من المناسبات، ويكفي أن مجموع البطولات التي حصلا عليها يبلغ 63 بطولة. أما عن الجوائز الفردية وعلى رأسها الكرة الذهبية فقد سيطرا عليها حصرياً طوال 10 سنوات، حتى جاء لوكا مودريتش الموسم الماضي وحصد الجائزة، وهو ما يعتبره البعض نهاية لعصر السيطرة المطلقة لميسي ورونالدو، ومن المرجح أن يفوز فان دايك نجم ليفربول بالجائزة الموسم الحالي، في مؤشر جديد على أن تربع البرتغالي والأرجنتيني على القمة لم يعد واقعاً، ويبدو أن شعورهما ببدء رحلة التراجع جعلهما يقتربان من بعضهما بواقعية أكثر، ويتبادلان الغزل، ويعترفان بأن كل منهما دفع الآخر للتألق على مدار السنوات الماضية.

ابنا ليو والدون.. هل يستمر الجنون
نجح الابن كريستيانو جونيور في خطف الأضواء، ويتوقع أن يحجز مكانه في عالم الساحرة في حال استمر على شغفه الحالي باللعبة، حيث يملك نجل رونالدو مهارات لافتة وفقاً لما يتم بثه وتداوله عبر مواقع السوشيال ميديا، كما أنه ينشط في صفوف الناشئين باليوفي، وسبق له أن تدرب في أكاديميات الريال خلال فترات وجود الأب في صفوف النادي الملكي، ويظهر الابن مع الأب في صالات التدريب، ويظهر عليه الشغف الكبير بممارسة الرياضة على خطى الأب.


وعلى الجانب الآخر لم تظهر موهبة تياجو ميسي بعد، بل إن الأب ليو أشار من قبل إلى أن الابن الثاني ماتيو البالغ 4 سنوات يملك مهارات كروية جيدة، وبالنظر إلى أن الابن الأكبر تياجو لم يتجاوز 7 سنوات، فإنه قد يتجه مستقبلاً إلى عالم الساحرة، وهو أصغر عمراً من نجل رونالدو بعامين، والمفارقة أنه نفس الفارق بين النجمين الكبيرين. وقد يتكرر صراع ليو والدون في المستقبل بين كريستيانو جونيور وتياجو، ولا يحتاج الأمر إلا لسنوات عشر وربما أكثر قليلاً لتتضح معالم قصة جديدة قد تكون امتداداً للتاريخ الكبير والصراع المثير الذي صنعه الأب ليو والنجم رونالدو.
كريستيانو جونيور وتياجو سبق لهما الظهور في مناسبات عدة، وخطفا الأضواء، ما جعل المقارنات بينهما تبدأ في محاولة من الجماهير والإعلام لجعلهما امتداداً للأبوين، وانحصرت هذه المقارنات في نمط الحياة الذي يعيشه كل منهما، والميول الكروية لكليهما، والمفارقة أن كريستيانو الابن سبق له أن أبدى إعجابه بميسي وحرص على التقاط صورة معه في إحدى الاحتفاليات، كما رصدت الكاميرات تياجو ميسي وهو يرسم شعار اليوفي عقب انتقال رونالدو إلى صفوفه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©