عدد اليوم
حاتم فاروق (الاتحاد)
سيطرت النزعة الشرائية على تعاملات المحافظ الأجنبية في أسواق الأسهم القيادية المحلية، خلال جلسات الأسبوع الماضي، بدعم من عودة شهية المستثمرين نحو الدخول بالتزامن مع حالة التفاؤل السائدة، بعد هدوء التوترات التجارية العالمية، وعودة الاتجاه الصاعد لمعظم مؤشرات الأسواق العالمية، بحسب مديري شركات وساطة محلية.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن الأسواق المحلية ما زالت محل اهتمام المؤسسات والمحافظ الأجنبية، نظراً لما تمتلكه من مقومات الصعود خلال الفترة المقبلة، مستعينة بعدد من المحفزات الإيجابية يتقدمها وصول أسعار الأسهم القيادية لمستويات مغرية للشراء، فضلاً عن توقعات تسجيل الشركات الكبرى المدرجة نتائج فصلية إيجابية، بعد تحقيقها أداء تشغيلياً ومالياً جيداً خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري.
وأضافوا أن المسار الصاعد ينتظر الكثير من الأسهم المدرجة بالأسواق المالية المحلية، بعد مرور فترة على تحرك المؤشرات العامة بصورة عرضية، مؤكدين أن الداعم الأكبر لارتفاع الأسواق يتمثل في السيولة الجديدة التي تتجه نحو أسواقنا المالية، بدعم من تعاملات المؤسسات والأجانب، منوهين بأن الأسهم المدرجة بقطاعي البنوك والعقار سيكونان قاطرة الأسواق نحو عودة التعافي، وزيادة وتيرة السيولة خلال الجلسات المقبلة.
وكان الدكتور عبيد الزعابي، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع، قد أثنى في تصريحات صحفية مؤخراً على أداء الأسواق المحلية، مؤكداً أن أداء الأسواق كان ممتازاً، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، متوقعاً استمرار الأسهم في مسارها الصعودي نحو مستويات قياسية نتيجة تحسن الظروف الجيوسياسية واستقرار أسعار النفط، فضلاً عن تحسن أداء الشركات المدرجة وفي مقدمتها البنوك بعد الإعلان مؤخراً عن عدد من المحفزات الحكومية.
يشار إلى أن سوق دبي حقق خلال العام الجاري وتحديداً منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية جلسة يوم الخميس الماضي، ارتفاعاً بنسبة 14.04% بالغاً 2885 نقطة، فيما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي المالي 3.9% بالغاً 5106.490 نقطة، وذلك مع إقبال الأجانب على اقتناص الأسهم، وفقاً لبيانات رسمية للسوقين.
ارتفاعات قوية
وقال وليد الخطيب، المحلل المالي: «سيطرة النزعة الشرائية خلال جلسات الأسبوع، على تعاملات الأسهم الكبرى المدرجة بقطاعي العقار والمصارف، بدعم من الارتفاعات القوية التي شهدتها مؤشرات الأسواق العالمية، مع الهدوء النسبي للحرب التجارية وارتفاع أسعار النفط بالأسواق الدولية»، مؤكداً أن تعاملات المؤسسات والمستثمرين الأجانب قادت مؤشرات الأسهم المحلية لتجاوز مستويات جديدة، بعدما سيطرة التحركات الأفقية على المؤشرات خلال الجلسات الأخيرة.
وأضاف الخطيب، أن المحفزات الحكومية والأخبار الإيجابية الصادرة عن الشركات المدرجة جاءت في صالح التداولات على الأسهم المحلية القيادية، وفي مقدمتها سهم «إعمار» في سوق دبي المالي، فيما نجحت الأسهم الكبرى المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية في خطف أنظار المستثمرين في أسواقنا المحلية، مع ارتفاع سيولة الأسواق خلال جلسات الأسبوع المنصرم.
وأوضح أن حالة التفاؤل التي سادت أوساط المستثمرين ساهمت بشكل كبير في زيادة أحجام وقيم التداولات بالأسواق المحلية، متوقعاً عودة السيولة لسابق عهدها مع تركز تعاملات المؤسسات والمحافظ الأجنبية على تداول الأسهم الكبرى، بدلاً من عمليات المضاربة التي سيطرة على تعاملات المستثمرين خلال الجلسات الأخيرة، والتي تركزت على الأسهم الصغيرة والمدرجة إدراجاً ثانوياً.
دخول مؤسساتي
بدوره، قال جمال عجاج، المحلل المالي: «إن الأسواق المالية المحلية أنهت جلسات الأسبوع بشكل إيجابي بعدما تعرضت عدد من الأسهم لضغوط بيعية نتيجة عمليات جني أرباح «مستحقة»، مؤكداً أن سيطرة النزعة الشرائية على عدد من الأسهم القيادية ساندت المؤشرات العامة بشكل كبير، بفعل دخول مؤسساتي وأجنبي.
وأضاف عجاج أن عمليات الاندماجات المتوقعة بين شركات العقارات المحلية ستكون عاملاً قوياً لعودة سيولة الأسهم العقارية المدرجة بالأسواق، منوهاً في هذا الصدد إلى أخبار تتعلق بإعلان شركة «أرابتك القابضة» عن بحثها إمكانية توحيد أعمالها في قطاع الإنشاءات مع شركة «تروجان القابضة»، مشيراً إلى أن عودة التفاؤل إلى قاعات التداول سيكون حافزاً نحو زيادة وتيرة التداولات خلال الجلسات المقبلة.
وفيما يتعلق بالدور الذي قامت به المحفزات الحكومية في دعم المؤشرات المالية المحلية، قال عجاج «بالقطع كانت لتلك المحفزات دور كبير في دفع الأسهم تنحو تسجيل مستويات سعرية جديدة، فضلاً عن زيادة سيولة الأسواق عبر الدخول المؤسساتي والأجنبي»، منوهاً في هذا الصدد إلى قرار تشكيل لجنة عليا للتخطيط العقاري في دبي، وذلك لتقييم جميع المشروعات العقارية المستقبلية، ما ساهم في التوازن بين العرض والطلب في القطاع العقاري.
تعاملات إيجابية
قال إياد البريقي، مدير عام شركة «الأنصاري» للخدمات المالية: «إن الأسهم المحلية المدرجة في الأسواق المالية المحلية شهدت خلال جلسات الأسبوع، تعاملات إيجابية ساهمت فيها المؤسسات والمحافظ الأجنبية من خلال الشراء على الأسهم القيادية ذات الوزن النسبي، خصوصاً سهم «الإمارات دبي الوطني» بعد الإعلان عن زيادة ملكية الأجانب في أسهم البنك.
