عدد اليوم
عصام أبو القاسم (الشارقة)
تقرأ الباحثة عائشة عمور في دراستها الموسومة بـ«حوارية التشكيل والفنون.. دراسة تفاعلية في نماذج من التشكيل العربي»، التفاعل المثمر والتأثير البناء المتبادل بين الفنون البصرية والمجتمع في المشهد الثقافي العربي، وهي تستعرض مجموعة من التجارب الفنية، من المغرب وبعض الدول العربية، لتبرز مظاهر وتجليات هذا التداخل الملهم. وتذكر عمور، في مقدمة بحثها، الذي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للبحث التشكيلي أخيراً، أن العديد من الفنانين التشكيليين العرب انصب اهتمامهم على «تطوير الفن التشخيصي في تفاعل مثمر مع الفنون التعبيرية التي تمور بها مجتمعاتهم». أما هذه «الفنون التعبيرية» التي تقصدها الباحثة فهي «الغناء والرقص، واللباس وأشكال الزينة والخط، وكل ما يعتبر مظهراً فنياً أصيلاً». وتقول عمور إن الفن بقدر ما يعبر عن الهوية هو أيضاً يشكلها؛ فالهوية هي «ذلك الأفق المشترك الذي يعمل على بنية تلقي العمل الفني وتذوقه والتفاعل مع قيمه الاستطيقية، وقوام هذه الاستطيقية هو الإقرار بوجود تواشجات بين الفن والحياة، وتصاديات بين العمل الفني والمتخيل الجماعي». وتشير الباحثة إلى أن الدرس الفني التحليلي ما عاد يقتصر على البنية الداخلية للعمل الفني، ولكنه صار يشمل الأبعاد المادية والتاريخية والرمزية لإنتاج الفنون.
