الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مبخوت يا «الأبيض»!

مبخوت يا «الأبيض»!
12 سبتمبر 2019 00:45

هل يجوز أن نحتفظ في الذاكرة بالفوز القيصري لـ«الأبيض» في كوالالمبور على «نمور ماليزيا»، في افتتاح تصفيات المونديال، ونرمي ما دون ذلك في عرض البحر، من سوء الأداء إلى الجولة الأولى الكارثية، مروراً بالعيوب التكتيكية التي انكشفت في ثلثي زمن المباراة؟
استراتيجية الفوز وأهميته التي تعلو على أي شيء آخر، تلزمنا طبعاً بتهنئة «الأبيض» على أنه اصطاد ثلاث نقاط غالية من «نهر التماسيح»، وعلى أنه لم يعاقب بشكل مبرح على ما ارتكب من أخطاء تكتيكية، وعلى أنه خرج سالماً من «مطبات» تصيب بـ«الدوار»، ولكن مع تثمين المحصلة النهائية، وجب أن نطرح إزاء ما شاهدناه بكوالالمبور، في أول خروج رسمي لـ«الأبيض» على عهد مدربه الهولندي فان مارفيك، العديد من الأسئلة المحمولة على الخوف والارتعاب، فما مؤشرات الخوف والقلق التي صدرتها إذن مباراة «الأبيض» بماليزيا؟
أول مؤشرات الخوف، هو ما طبع بناء المنظومة الدفاعية من ارتباك، وأحياناً من هدم صريح لمرتكزاتها الكبرى، خاصةً في الجولة الأولى، ومن هذه المرتكزات، العمق الدفاعي، دفاع المنطقة، الرقابة اللصيقة وتضييق المساحات، وعلى الخصوص سرعة ودقة التحول من الحالة الهجومية للحالة الدفاعية، فقد أنبأتنا الجولة الأولى على الخصوص، وقد أتقن الماليزيون عملية الضغط العالي والاشتغال بشكل مميز على الطرف الأيسر لدفاع «الأبيض»، بوجود حالات من التصدع في المنظومة الدفاعية، على نحو سمح لمنتخب ماليزيا بالتقدم مبكراً في النتيجة، وفي إنتاج ما لا يحصى من الجمل الهجومية التي كان «الأبيض» محظوظاً في أنها لم تشهد الخواتم السعيدة.
ثاني مؤشرات القلق، أن «الأبيض» بالتشكيل الذي استقر عليه مارفيك، وقد كان مفاجئاً لنا جميعاً، لم يقدم بشكل واضح مشروع اللعب الذي يقترحه ربانه الفني، وهو بالتأكيد مؤسس على التقاليد الكروية الرائجة اليوم، فما مر علينا في زمن المباراة مجرد شذرات صغيرة من هذا الأسلوب الذي يريده مارفيك هوية تكتيكية لمنتخبه، وقد وقفنا على كثير منها في الجولة الثانية، عندما جرى تصحيح الوضعيات وحذف الزوائد، والتخلص من كثير من العيوب التي طبعت إخراج لاعبي «الأبيض» للكرة من منطقتهم للانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية.
من حظ «الأبيض» أنه يملك قناصاً موهوباً بقيمة علي مبخوت، يستطيع أن يظهر مثل البدر ليضيء عتمة مباريات، مثل التي كنا شهوداً عليها بماليزيا، فما كان من ومضات جميلة في المباراة، ينسب لعلو «كعب» مبخوت الذي نجح في تعرية الرعونة التي كانت عليها المنظومة الدفاعية لماليزيا، بسبب محدودية المدافعين، عندما تمكن بفضل براعة التمركز وحدس القناصين من توقيع ثنائية، بها تفوق «الأبيض» على خصمه وعلى ارتباكاته، على أمل أن تكون مؤشرات الخوف هي من موجبات إرهاصات المولد الجديد لـ«الأبيض»، فلا نجد لها أثراً في المباراة القادمة أمام إندونيسيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©