الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شخير الأطفال.. صخب بريء

شخير الأطفال.. صخب بريء
15 يناير 2015 21:00
خورشيد حرفوش (أبوظبي) كثيرون هم الذين يشكون من شخير أطفالهم دائماً أثناء النوم، ومن الإزعاج والقلق الذي يعتريهم نتيجة ذلك، وآخرون يرون أن هذا الشخير يصدر عن أطفالهم أحياناً أو بصورة متقطعة. لكنهم في أغلب الأحيان لم يكلفوا أنفسهم مشقة معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الشخير، سواء كان دائماً أو متقطعا. فـ«الشخير» هو الصوت الذي يصدر من الشخص الصغير أو الكبير من خلال حركة التنفس «الشهيق والزفير» من الأنف والفم أثناء النوم، نتيجة انسداد جزئي في مجرى الهواء، وتختلف درجته بين صوت هادئ يحدث عندما يكون وضع الرأس بالنسبة للعنق غير مناسب، وصوت مزعج قد يكون مصحوباً بتوقف متقطع في التنفس، واضطراب في النوم. لكن ما أسباب هذه الحالة؟ وكيف يمكن علاجها؟ تشخيص الدكتور عبدالحميد النشار، استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى يونيفيرسال في أبوظبي، يجيب على تلك التساؤلات، ويوضح أن التنفس الطبيعي والصحي هو الذي يتم عن طريق الأنف، لأنه يساعد الرئتين على القيام بوظائفهما، ويضمن وصول الهواء النقي إليهما، حيث يمدهما بالأكسجين اللازم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون خلال عمليتي الشهيق والزفير، على عكس التنفس عن طريق الفم الذي يلجأ إليه الإنسان اضطرارياً عند انسداد الأنف، وهو الذي ينتج عنه الصوت العالي، أو «الشخير» نتيجة وجود مقاومة لمرور الهواء، مما يسبب متاعب للرئتين، واضطرابا في الأداء الوظيفي للجهاز التنفسي، ويؤدي إلى عدم تمدد الرئتين وتعرضهما للتفريغ والانكماش، وهو ما يسبب حدوث احتقان بهما، نتيجة لعدم مرور كمية كافية من الهواء للرئتين. كما تسبب قلة الأكسجين المتوفر للدم إلى عدم تشبع الدم بالأكسجين، وعدم قدرته على التخلص الكامل من ثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر على كل أعضاء الجسم، خاصة الجهاز العصبي والقلب عند صغار السن، ويظهر هذا في صورة قلة الذكاء، وهبوط النشاط، والتغير التشريحي للوجه والجسم. أسباب وأعراض يشير الدكتور النشار إلى تضخم اللوزتين، وتضخم لحمية أنف الطفل «اللحمية خلف أنفية» من أهم أسباب شخيره أثناء النوم، وتسبب النوم المتقطع، ويضطر الطفل إلى أن يفتح فمه أغلب أوقات نومه، مما يسبب بالتالي جفاف الفم والشفتين، ومن المؤكد أنه يواجه صعوبة في الرضاعة، والبكاء من دون سبب واضح، كما أن نقص الأكسجين في الدم، يتسبب في عرق الطفل عند قيامه بأقل مجهود، ويشعر بالتعب والإرهاق سريعاً بسبب كثرة استيقاظه في الليل، والشعور بالصداع بعد الاستيقاظ من النوم. كما أن وجود تشوه خلقي في تجويف الأنف، وتضخم اللسان، وتضخم اللحمية الليمفاوية في البلعوم الفمي، وزيادة الوزن، وحساسية الأنف المزمنة والموسمية من الأسباب التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالشخير، ووجود اعوجاج جزئي أو كلي في الحاجز الأنفي أو تضخم الغضاريف الأنفية، أو أمراض البلعوم، فضلاً عن العوامل الوراثية التي تلعب دورا مهما فى الإصابة بحساسية الصدر والأنف، كذلك التدخين السلبي، والتلوث البيئي اللذان يسببان حساسية الأنف وبدورها تؤدي إلى الشخير، ولابد من معرفة أسباب الشخير على وجه الدقة من قبل طبيبي الأطفال ، والأنف والأذن. مثل الاعوجاج الجزئي أو الكلي للحاجز الانفي أو تضخم الغضاريف الأنفية أو لحمية الأنف، أو أمراض بالبلعوم كزيادة حجم لحمية خلف الأنف أو تضخم اللوزتين، خاصة في الأطفال والمرضى بالسمنة الزائدة. العلاج عن علاج الأطفال الذين يعانون من الشخير يقول الدكتور النشار: «من الضروري الاعتماد على التشخيص بالفحص وبالأشعة لمعرفة الأسباب، ومعرفة حجم اللحمية، وكيف تعوق عملية التنفس، فإذا لم يعالج الطفل فإنه يصاب بمضاعفات خطيرة بسبب نقص وصول الأكسجين إلى القلب والرئتين وبقية الأعضاء، وأنه غالباً ما يصاحب الشخير التهاب اللوزتين وتضخم الغدد اللمفاوية، وصعوبة مزمنة في البلع، وينصح باستئصال اللوزتين واللحمية في هذه الحالة. كادر المشكلات السلوكية الناجمة أظهرت نتائج دراسة جديدة لباحثين في جامعة ميتشيجن الأميركية، بعد متابعة 229 طفلا في سن السادسة إلى السابعة عشرة، ولمدة 4 سنوات، أن الأطفال الذين يشخرون تعرضوا للإصابة بحالة من فرط النشاط والشقاوة أربع مرات على الأقل، مما يعني أن الشخير في فترات مبكرة من الحياة، يساعد في التنبؤ بفرص الإصابة بمشكلات سلوكية جديدة أو زيادة الإصابات الموجودة أصلاً سوءاً بعد أربع سنوات. كما لاحظ الباحثون أن الصبيان تحت سن الثامنة، ويعانون من مشكلات تنفسية أثناء النوم، تعرضوا للإصابة بفرط النشاط خلال الأربع سنوات التالية بتسع مرات على الأقل. وأشار الخبراء إلى أن هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت أن الشخير المنتظم والإصابة باختناق النوم تمثل ظواهر تساعد في التنبؤ بالإصابات المستقبلية بعجز الانتباه وفرط النشاط، وهو ما يعزز فرضية أن ترك المشكلات التنفسية، التي تحدث أثناء النوم في فترات الطفولة دون علاج، يساهم في تطور سلوكيات الشقاوة وقلة التركيز والانتباه. ويرى الباحثون أن على الآباء مراقبة أطفالهم أثناء نومهم وعلاجهم سريعاً في حال إصابتهم بمشكلات في النوم أو التنفس، لأنها تؤثر بشكل سلبي على الصحة والسلوك ونوعية الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©