الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإدارة بالإرباك وفاتورة الإنهاك

11 يوليو 2018 21:16
الإدارة ليست فحسب الجدارة في ممارسة السلطات والصلاحيات، وتحقيق الأهداف، لكنها منطق ونهج مهني متوازن للتخطيط والتنفيذ والتطوير، والمدير المتميز قدوة في أسلوبه القيادي ودعمه وتمكينه لمرؤوسيه، والتعامل مع التحديات بثقة وموضوعية. من بين أنماط الإدارة التي باتت تشكل ظاهرة أنهكت بعض مؤسساتنا، ما أسميناه «الإدارة بالإرباك»، حيث يربك المسؤول، المتوتر دائماً والمتجهم أبداً، مرؤوسيه في تنفيذ مهام عملهم اليومي، فيسود الإرهاق الوظيفي، حيث لا رغبة ولا شغف ولا إقبال ولا إبداع، لأن من يرأسهم يفقد القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والمؤثرة، وتحديد حجم المهام، والتفرقة بين العادي والعاجل والمهم، وإدارة الأزمات باحترافية. وفقاً لاستطلاع، أجرته جمعية علم النفس الأميركية (American Psychological Association) عام 2012 حول بيئات العمل التي ترفع من مستويات التوتر، فإن41% من الموظفين عادة ما يشعرون بالتوتر خلال يوم العمل بسبب الرؤساء المباشرين. من عواقب هذا النوع من الإدارة، الإرهاق الوظيفي وخيبة التوقعات من المرؤوسين ونقص في الطاقة الإيجابية وغياب السعادة المؤسسية، لتبدأ فاتورة الاستنزاف وتهدم العلاقات وما يتبعها من عوارض جسدية وأمراض نفسية وافتقاد الأمان الوظيفي وشيوع الاكتئاب المؤسسي، بل والوصول أحياناً إلى ما أسمته، الطبيبة النفسية ومؤسسة خدمة العلاج النفسي عبر الإنترنت شيري بنتون، بالاحتراق النفسي الوظيفي الذي قد يصل تأثيره السلبي إلى صحة الموظّف العقلية. عزيزي المدير، ليس أسوأ في مؤسستك من أن يقترن اسمك بالإرباك وأسلوبك الإداري بالإنهاك. وليس أسوأ من أن تمارس السلطوية دون الواقعية، والتعليمات دون مراعاة الفروق الفردية والاعتبارات الإنسانية، والقيم المؤسسية المسطرة في ملف مؤسستك ورقياً وإلكترونياً، وتمنح أحدهم ساعات لإنجاز مهمة ضرورية لأنك منحت وعداً وقطعت عهداً دون علم ومعرفة أو تريث ومشورة، بينما أنت تحتاج إلى أيام لإنجاز المهمة نفسها رغم أنك الأعلى سلماً وخبرة ومزايا. آنذاك لا تسأل عن سبب انخفاض الاستقرار الوظيفي، وتراجع الأداء المؤسسي، وهجرة العقول المبدعة، وتلك أخطر تكلفة خفية لعواقب الإدارة بالإرباك وفاتورة الإنهاك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©