عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة – الخرطوم)
يؤدي وزراء الحكومة الانتقالية في السودان، اليوم، اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، إيذاناً ببدء أداء مهامهم.
ويعقد المجلس السيادي ومجلس الوزراء اجتماعاً مشتركاً عقب أداء اليمين الدستورية مباشرة، كما تعقد الحكومة السودانية الجديدة أول اجتماع لها، لتحديد خطتها وأولوياتها للمرحلة القادمة.
وفي غضون ذلك، تسلم رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان رسالة خطية من رئيس جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت، وذلك لدى استقباله بالقصر الجمهوري بالخرطوم أمس توت قلواك مبعوث رئيس جنوب السودان.
وقال قلواك: إن حكومة جنوب السودان أكملت الاستعدادات والترتيبات لإنجاح المفاوضات، مؤكداً أن استقرار السودان هو استقرار جنوب السودان، ومعرباً عن تفاؤله بالوصول إلى اتفاق سلام قريباً.
وقالت مصادر جنوب سودانية مطلعة لـ«الاتحاد»: إن سلفاكير يأمل أن يلعب دوراً إيجابياً بجمع الطرفين معاً، خاصة في ظل توحد الجبهة الثورية وانتخابها قيادة جديدة خلال اجتماعها في جوبا مؤخراً، إضافة إلى التصريحات الإيجابية التي أطلقها عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وترحيبه بالحكومة الجديدة في الخرطوم.
ومن جانبه، أكد الفريق شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة في تصريحات صحفية -عقب اللقاء- التزام الحكومة السودانية بإقرار السلام، وقال: إن وفد السودان المفاوض سيتوجه إلى جوبا غداً للبدء في المفاوضات مع الحركات المسلحة، مشيراً إلى أن عملية تحقيق السلام قائمة على الشراكة بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء.
من جانبها، عقدت لجنة إعداد التصور الهيكلي لمفوضية السلام التي كوّنها مجلس السيادة الانتقالي أول اجتماع لها بالقصر الجمهوري بالخرطوم، أمس، تحت إشراف أعضاء مجلس السيادة الانتقالي الفريق ياسر العطا والدكتور صديق تاور ومحمد حسن التعايشي، وذلك تمهيداً لإصدار مجلس السيادة المرسوم الخاص بتشكيل مفوضية السلام.
وأوضح الدكتور صديق تاور عضو مجلس السيادة أن اللجنة استعانت في عملها بخبراء وعلماء سودانيين في مجال بناء السلام، وأن اللجنة تتكون من 10 أعضاء من الخبراء المشتغلين في مجال السلام. وأوضح أن اللجنة بحثت في اجتماعها، أمس، أهداف مفوضية السلام والآليات المنوط بها تحقيق السلام، وتوقع تاور أن تفرغ اللجنة من مهمتها خلال اليومين القادمين، لتبدأ بالتواصل مع الحركات المسلحة للوصول معها إلى رؤية موحدة حول المفوضية قبل أن يصدر رئيس مجلس السيادة المرسوم الدستوري بتشكيلها.
وفي هذه الأثناء، رحبت الخارجية السودانية بقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي برفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي ورفع تجميد أنشطته، وأكدت الوزارة في بيان لها التزام السودان بأهداف ومقاصد الاتحاد الأفريقي، وعبرت عن قناعة السودان التامة بالعمل الجماعي الأفريقي لتحقيق أهداف شعوب القارة في الرفاه الاقتصادي والنمو الاجتماعي وتعزيز قيم الديمقراطية والتمسك بها والعمل على إعلائها، وأعربت الخارجية السودانية عن كامل رضاها بتوفر الأسباب الكفيلة بفعل وفضل هذا القرار لانخراط واندماج السودان الكامل في الأسرة الدولية واستئناف دوره الرائد في منظمة الأمم المتحدة والمشاركة والمساهمة في صيانة السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وعن دلالات وآثار رفع الاتحاد الأفريقي لتعليق عضوية السودان، قال المحلل السياسي السوداني الشيخ الحسين لـ«الاتحاد» إن رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي كان متوقعاً بعد تشكيل الحكومة المدنية، ومن المتوقع أن يعقب هذه الخطوة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان في تسعينيات القرن الماضي، وبرفعها سيصبح اقتصاد السودان خارج العزلة الأميركية، وستصبح حكومة حمدوك قادرة على تلقي الهبات والقروض والمساعدات الموعود بها السودان، واللازمة لتعافي الاقتصاد السوداني وخروجه من عنق الزجاجة. وكشف مصدر سوداني مطلع لـ«الاتحاد» عن ترتيبات تتم لجمع رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك بالرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية الأسبوع المقبل، خلال قيادة حمدوك لوفد السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد خاطب حمدوك، أمس، الجلسة الافتتاحية لاجتماع الأمم المتحدة التنسيقي بالخرطوم، والذي يناقش على مدى 3 أيام خريطة الطريق لمنظومة الأمم المتحدة لدعم الحكومة الانتقالية في مجالات التنمية والاقتصاد وحقوق الإنسان والعمل الإنساني وبناء السلام.
وقال حمدوك: إنه يتوقع أن تلعب الأمم المتحدة دوراً رئيساً في دعم عملية الانتقال وتحقيق أولويات الحكومة الانتقالية ومواجهة التحديات المتعددة. ومن جانبه، نقل نيكولاس هايسوم المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالسودان تهنئة أنطونيو جوتيريش إلى حمدوك والشعب السوداني على تشكيل الحكومة الانتقالية، وتعهده بدعم الأمم المتحدة لعملية الانتقال.
وعلى صعيد آخر، أرجأت محكمة سودانية، اليوم، محاكمة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إلى السبت المقبل، بعد جلسة شهدت بدء مرافعة الدفاع عن البشير، وسماع شاهدين من شهود النفي، وقد عقدت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة. ويواجه البشير تهماً تتعلق بالثراء غير المشروع وحيازة النقد الأجنبي. وقال المحامي أحمد إبراهيم الطاهر رئيس لجنة الدفاع عن البشير إنه طلب من المحكمة إعادة صياغة قرار الاتهام، وأن تواجه المتهم للرد على ما جاء في اعترافه.
الحركة الشعبية تعلن النيل الأزرق منطقة كوارث
أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بقيادة مالك عقار، منطقة النيل الأزرق منطقة كوارث طبيعية، جراء السيول والأمطار التي ضربتها. وقالت الحركة في بيان لها تسلمت «الاتحاد» نسخة منه: إن الكارثة تفاقمت في الأيام الأخيرة، وإن كل الطرق المؤدية إلى المنطقة جرفتها السيول ومياه الأمطار، مما نتج عنه ندرة حادة في السلع والخدمات، وحرم المواطنين من الوصول إلى المستشفى الوحيد بها. وأكدت الحركة وجود أكثر من مائتي ألف مواطن يعانون شح الطعام والدواء والمأوى والكساء وتقطع سبل الاتصالات وشلل الحركة، وأهابت الحركة بالمنظمات المحلية والإقليمية والدولية الإسراع بمد يد العون وإيصال المساعدات الإنسانية لإنقاذ المتضررين.
