الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في يومها الثالث بموسكو.. «أقدر» تستعرض دور العلوم المتقدمة في «التمكين»

في يومها الثالث بموسكو.. «أقدر» تستعرض دور العلوم المتقدمة في «التمكين»
1 سبتمبر 2019 02:07

موسكو(الاتحاد)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تواصلت فعاليات الدورة الثالثة من قمة أقدر العالمية في العاصمة الروسية موسكو في يومها الثالث، تحت شعار «تمكين المجتمعات عالميًا: التجارب والدروس المستفادة» بالتزامن مع منتدى موسكو العالمي «مدينة للتعليم». وتركز أجندة اليوم الثالث من القمة على موضوع «العلوم المتقدمة والمشاريع المستقبلية وأدوارها في التمكين وتحقيق الرفاهية المجتمعية». ويجمع هذا الحدث العالمي السنوي تحت سقفه صفوة العقول ليناقشوا محاور ملحة تُعنى بتمكين الإنسان والمجتمعات.

حلول مبتكرة
وناقشت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للعلوم المتقدمة في اليوم الثالث من القمة موضوع «التمكين الإماراتي للعلوم المستقبلية والمتقدمة: التحديات وعوامل النجاح»، حيث قالت: «تمتلك دولة الإمارات تجربة ريادية في تمكين البحث العلمي والعلوم المتقدمة، مما يجسد توجهات الدولة بتعزيز الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا الحديثة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المستقبلية في مختلف القطاعات التنموية، انطلاقاً من رؤية قيادية شاملة تتبنى تطوير قطاع البحث العلمي باعتباره محركا رئيسيا لتحقيق نمو مستدام واقتصاد قائم على المعرفة».
وأضافت معاليها: «تلعب قمة أقدر العالمية دوراً محوريا في تعزيز الاستفادة من العلوم والبحث العلمي وتمكين المجتمعات في المجالات التعليمية والثقافية والفكرية والتكنولوجية، وتحفيز الحكومات على تصميم سياسات واستراتيجيات فعالة، تعزز البحث العلمي واستخدامات التكنولوجيا وتوظفها في صناعة مستقبل أفضل».
وختمت قائلة: «تشكل القمة فرصة للتعريف بجهود دولة الإمارات في مجال العلوم المتقدمة وصناعة المستقبل من خلال المبادرات والبرامج التي تطلقها والتي تساهم في الارتقاء بالبحث العلمي ودعم الكفاءات والخبرات التي تشارك في تعزيز تنافسية الدولة عالمياً».

سياسيات الاستقرار الأسري
وفي جلستها بعنوان: «إعادة هندسة المجتمع لتمكين أفراده»، قالت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، «تنبع أهمية قمة أقدر العالمية بموسكو من حجم ونوعية المشاركة فيها، والعقول والرؤى والتجارب التي تجمعها من مختلف دول العالم، فكل هذه الأفكار والتصوّرات، وجلسات النقاش حولها، أمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا، لأنها تمس جوهر عملنا في وزارة تنمية المجتمع من حيث التنمية المستدامة والتمكين الفعلي».
وقالت معاليها: «بالنسبة لنا، فإن مشاركة نخبة من الخبراء والمتحدثين البارزين من مختلف أنحاء العالم، بأفكارهم وخبراتهم حول تمكين المجتمعات والأفراد، ووجود عدد من العلامات التجارية والشركات من القطاعين العام والخاص في المعرض المصاحب للقمة، مطلب تنموي وحافز معرفي لتبادل التجارب والخبرات في مضمار تمكين المجتمعات عالمياً، وانتقاء ما يمكن أن يُضيف إلى رصيدنا المجتمعي والوطني من التنمية المستدامة التي نسير بها في دولة الإمارات بخطى واثقة وعلى أرضية صلبة».
وفي حديثها حول استراتيجية وزارة تنمية المجتمع، قالت معاليها: «سعت وزارة تنمية المجتمع إلى تحقيق ثنائية الرعاية والتنمية بجهود ومبادرات وسياسات ومشاريع وقوانين نوعية، عززت ملامح الاستقرار الأسري والتلاحم المجتمعي تحت مظلة التنمية المستدامة. وخلال الفترة القريبة الماضية، بادرت الوزارة في إيجاد عدد من السياسات الوطنية، واعتماد عشرات المبادرات التي تمس حياة الأسرة وكبار المواطنين وأصحاب الهمم وأفراد المجتمع عموماً».
وأضافت: «وفي سبيل توفير أفضل السياسات والمسميات والمبادرات التنموية، بادرت الوزارة بالتواصل مع كبار المواطنين والشباب وأصحاب الهمم، والوصول إليهم والاستماع لهم وأخذ آرائهم ومقترحاتهم، وتوفير الأفضل لمستقبلهم - من وجهة نظرهم - فخرجت بسياسات وقرارات وتشريعات لا تزال تُفرز العشرات من المبادرات التي عززت من واقع الاستقرار والتمكين الأسري. ولا بد من الإشارة هنا إلى قرارات مهمة ومؤثرة في هذا الصدد، مثل: تغيير مسمى ذوي الإعاقة إلى أصحاب الهمم، وكبار السن إلى كبار المواطنين، وما رافق تلك الرؤية الاسمية من مبادرات وسياسات ومشاريع نوعية، ضاعفت من ثقة المجتمع واستقرار الأسرة وتحقيق سعادة أفرادها».
وأكدت معالي بوحميد: «قبل أن تكون السياسة الوطنية لكبار المواطنين، وقبل تغيير مسمى كبار السن إلى كبار المواطنين في دولة الإمارات، صمّمنا تجربتنا تلك وخرجنا بهذه الرؤية والفكرة التنموية النوعية، وارتكازاً على شراكة تفاعلية ووجهات نظر تكاملية بادرنا في الوزارة لتحقيقها من خلال الحرص على الأخذ بكافة الآراء ذات الصلة، عبر تنظيمنا المتكرر لحلقات لقاء الأجيال، التي أخذت بعين الاعتبار تطلعات كبار المواطنين أنفسهم، واحتياجات أسرهم، ونوعية المتطلبات التي توافق متغيرات العصر والتطورات الحاصلة من حول كبار المواطنين، كما يرونها هم، فكانت النتيجة سياسة جديدة واقعية ومفعمة بالحيوية، تليق برؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2021، وتواكب تطلعاتها لأن تكون أفضل دول العالم بحلول مئوية تأسيس دولة الإمارات في العام 2071».

الإمارات والطاقة النظيفة
وفي كلمته الرئيسية في جلسة تحت عنوان «اقتصاد الطاقة المتجددة في الإمارات»، استعرض سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، في مجال الطاقة النظيفة خاصة فيما يتعلق بتطورها وآفاق نموها في المنطقة وحول العالم، في الوقت الذي نواصل فيه مساعينا الحثيثة وجهودنا المتواصلة لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، و«مئوية الإمارات 2071»، لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، بما يضمن تعزيز مسيرة التنمية المستدامة ويكفل السعادة لدولتنا.
ورش العمل
وتقام في اليوم الثالث من الدورة الثالثة لقمة أقدر العالمية مجموعة من ورش العمل والجلسات الحوارية التي تناقش موضوعات هامة تعنى بتمكين الإنسان في مختلف المجالات. وضم البرنامج جلسة حوارية حول موضوع «الصيرفة والتمويل الإسلامي: حضور مؤثر لا يمكن تجاهله» قدمها مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي. بينما أقامت شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات ورشة عمل تحت عنوان «التقنيات التدريبية الحديثة ودورها في تعزيز السلامة المرورية»، في حين ناقش مركز هداية الدولي في جلسة حوارية موضوع مكافحة التطرف.
وعقدت شركة اتش اس اس للاستشارات جلسة حوارية تحت عنوان برنامج الشراكة الاستراتيجية لإنجاز المشاريع، في حين ناقشت شركة تبارك للاستثمار في جلسة حوارية أخرى موضوع فرص الاستثمار المشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا. وفي ورشة العمل التي نظمها معهد تدريب المعلمين التابع لوزارة التربية والتعليم، تم التطرق إلى موضوع منظومة ضمان جودة المعلمين، بينما تناول مركز جامع الشيخ زايد الكبير محور «مهام دور العبادة في تعزيز مفاهيم التعايش والتسامح - جامع الشيخ زايد الكبير نموذجا عالميا». وفي ختام ورش عمل اليوم الثالث، عُقدت جلسة حوارية للمؤسسة الاتحادية للشباب حيث تم فيها مناقشة موضوع الدبلوماسية الاقتصادية.

الصيرفة الإسلامية
وقال البروفيسور نبيل بيضون، نائب رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية للشؤون الأكاديمية، في ورشة العمل التي أقيمت تحت عنوان« الصيرفة والتمويل الإسلامي: حضور مؤثر لا يمكن تجاهله»: لقد تحسن فهمنا للتمويل الإسلامي بشكل كبير في الفترة الأخيرة من القرن العشرين. لدرجة أن الدول التي ليس فيها الإسلام هو الدين الرئيسي أصبحت تعي مدى أهمية هذا النوع من الصيرفة، وقد تم تخصيص تريليونات الدولارات لرأس المال المحتمل للتمويل الإسلامي والذي يجب أن يتم توظيفه لمعالجة فجوة التمويل الحاصلة في بيئة الأعمال الحالية.
وأضاف: يقدر سوق التمويل الإسلامي المستهدف، من حيث عدد السكان أولاً، بنحو 1.8 مليار نسمة أو 24% من سكان العالم، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.2 مليار بحلول عام 2030 و3 مليارات بحلول عام 2060. ويشكل 62% من السكان أقل من 30 عامًا، مقارنة بـ 51% على الصعيد العالمي.
وتابع قائلاً: «يلعب التمويل الإسلامي دورًا كبيرًا متناميًا في بيئة الأعمال العالمية اليوم، إذ تقدم أكثر من 1000 مؤسسة في 75 دولة خدمات التمويل الإسلامي. كما قدرت صناعة التمويل الإسلامي بقيمة 2.4 تريليون دولار أميركي في عام 2017، ومن المتوقع أن تنمو لتصل إلى 3.8 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2023.
وختم قائلاً: يمثل التمويل الإسلامي مخاطر نظامية أقل من التمويل التقليدي لأنه يعتمد على مشاركة المخاطر وحظر المضاربة.

مكافحة التطرف
ومن جانبه، قال مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز هداية الدولي في الجلسة الحوارية التي أقيمت تحت عنوان «مكافحة التطرف»: «قدمت ورشة العمل نظرة شاملة من مختلف الأبعاد للممارسات الجيدة العالمية المتطورة في مكافحة التطرف بجميع أشكاله ومظاهره. وقام مركز هداية بتطوير استراتيجية مدتها ثلاث سنوات تركز فيها على خمسة محاور رئيسية: (1) تطوير استراتيجيات وخطط مكافحة التطرف العنيف الوطنية، (2) مواجهة التطرف بالرسائل المضادة ومكافحة الخطاب الإرهابي، (4) دور التعليم وإشراك المجتمع، (5) فض الاشتباك والقضاء على نزعة التطرف وإعادة التأهيل. ويتم ذلك من خلال برامج بناء القدرات والبحث والتحليل والحوار والتواصل».
وأضاف: «تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أن المتطرفين لن يُهزموا بالقوة العسكرية وحدها. إذ إن هناك حاجة إلى نهج أكثر شمولية، بما في ذلك ردع عمليات التجنيد، ووقف انتشار خطاب الكراهية والعنف عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز ثقافة السلام والرحمة والتسامح، والإدماج لمواجهة الرسائل المضللة التي تنشرها الجماعات المتطرفة، خاصة من خلال منصات التواصل الاجتماعي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال التركيز على بناء المستقبل ونشر قصص النجاح التي تعطي الأمل للشباب.

جودة المعلمين
وفي تعليقها حول ورشة العمل التي أقيمت تحت عنوان منظومة ضمان جودة المعلمين، قالت خولة أحمد الحوسني، مدير معهد تدريب المعلمي: ركزت ورشة العمل على النظام الذي نتبعه في المعهد لضمان جودة أداء المعلمين من خلال توفير التدريب اللازم. حيث قمت بتوضيح آلية استقطاب المعلمين وتوظيفهم وتدريبهم وتأهيلهم وإعدادهم لمزاولة مهنة التدريس. وقمت أيضًا بتقديم شرح مبسط حول البرامج التدريبية التي يخضع لها المعلمون.
وأضافت: تدريب المعلمين إلزامي. إنه مصمم على أساس تصميم ADDIE. يتم تقييم التدريب لمعرفة مدى فعاليته وتأثيره. كما أن برامج التدريب مخصصة لاحتياجات المعلمين، ويتم تقديمها إما وجهاً لوجه أو إلكترونيًا (عبر الإنترنت). يُطلب من المعلمين إكمال 100 ساعة تدريبية في العام الدراسي الواحد.

تحديات وفرص ترويجية
وقدم المعرض المصاحب لقمة أقدر العالمية للشركات والمؤسسات الرائدة من مختلف المجالات والقطاعات في دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة عظيمة لعرض خدماتها والتواصل مع الزوار والمشاركين والمندوبين.
في حين قدمت منصة الاجتماعات الحصرية، التي أقيمت على هامش القمة، للشركات فرصة مثالية لعقد الاجتماعات وجهاً لوجه والتعاون مع أفضل العلامات التجارية والشركات في روسيا. وساعدت منصة الاجتماعات الحصرية هذه على توسيع نطاق الأعمال وتعزيز فرص الشراكة. كما أتاحت الحلقات الشباب التي عقدتها المؤسسة الاتحادية للشباب الفرصة لهم للتعبير عن مخاوفهم والتحديات التي تواجههم إلى جانب مشاركة تجاربهم وخبراتهم من خلال جلسات نقاشية عميقة. وضم الحدث هذا العام عددًا من الفعاليات الترفيهية تضمنت أنشطة إماراتية شعبية عكست ثقافة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.

رسالة جامع الشيخ زايد
تعليقا على مشاركته في القمة، قال الدكتور يوسف ماجد العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير: جاءت مشاركتنا لإبراز الرؤية والرسالة التي أرادها الأب المؤسس في أن يكون الجامع أحد أهم جسور التقارب الحضاري ومنصة حوار عالمية للتقارب بين مختلف الحضارات والثقافات وأبرز منابر التسامح والتعايش بين الأديان وثقافات العالم المختلفة، وهو ما سلطنا عليه الضوء خلال مشاركتنا في ورشة العمل. وتطرقنا في ورشة العمل إلى أن جامع الشيخ زايد الكبير منذ إنشائه عام 1996م، اضطلع بمسؤولية حضارية تمثلت في نشر رسالة السلام والانفتاح على الآخر، وكان رافدًا رئيسا لإيجاده قنوات للحوار الحضاري وتوفير فرص التقارب بين الثقافات. وقد استعرضنا خلال الورشة التنوع والإبداع المعماري الذي يحويه الجامع في صورة تعكس اجتماع العالم فيه، من خلال اللوحة الفنية التي يضمها في المزج بين الحضارات، والتأثر في التصاميم والفن الذي يعود لعصور مختلفة في تاريخ الحضارة والهندسة. كما تطرقنا خلال الورشة إلى البرامج المختلفة والمبادرات التي يحتضنها الجامع لتعزيز دوره في نشر رسالة التسامح والتعايش والتواصل الحضاري، وهذه هي رؤية ورسالة وحلم الأب المؤسس الشيخ زايد -طيب الله ثراه- التي باتت بفضل الله تعالى واقعا يلمسه الجميع في جامع الشيخ زايد الكبير.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©