الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هواتف جيوفون توفر الإنترنت لنحو مليار مستهلك

هواتف جيوفون توفر الإنترنت لنحو مليار مستهلك
31 أغسطس 2019 01:15

قبل بضعة أعوام، بدأ جيل جديد من الهواتف المحمولة في الزحف ببطء على أسواق الدول النامية بفضل مزاياه وفي مقدمتها رخص السعر، ويباع فيها تحت الاسم التجاري جيوفون. ولا يحمل هذا الهاتف الهجين الخصائص البراقة للهواتف الذكية الأكثر شعبية في العالم مثل سامسونج وآبل، ولا ينافسها. بل يتميز بتوفير الخدمات الأساسية ومنها الاتصال الهاتفي المعتاد، والرسائل النصية القصيرة، وبضعة تطبيقات ذكية ترضي مستخدمي الإنترنت الجدد، وتلبي احتياجاتهم الاقتصادية، والاجتماعية المحدودة.
وأطلق على الابتكار الجديد تجاوزا اسم «الهاتف ذكي الخواص» فهو ليس ذكيا كالعلامات التجارية الأكثر شهرة، ويستخدمه الآن ملايين المستهلكين من كوت ديفوار إلى الهند وإندونيسيا. ويشبه الجهاز إلى حد كبير هواتف نوكيا الكلاسيكية التي أنتجتها الشركة قبل 20 عاما تقريبا، ويبلغ سعره حوالي 25 دولارا أميركيا فقط. ويستهدف منتجو هذا الهاتف شريحة ضخمة من المستهلكين في الدول الفقيرة، وتقدر بنحو مليار مستهلك محدود الدخل، ولا ينقصه الطموح.
وذكرت شركة كاونتربوينت للأبحاث أن مبيعات الهواتف الذكية بمختلف أنواعها بدأت في التراجع العام الماضي نتيجة لحالة التشبع التي بلغتها السوق. وفي المقابل، تضاعفت مبيعات الهاتف جيوفون ذكي الخواص ثلاث مرات تقريبا منذ عام 2017 لتصل إلى حوالي 75 مليون جهاز. ومن المتوقع شحن 84 مليون جهاز جديد إلى مختلف الدول في العام الحالي.

تباين الاحتياجات
تعمل الدول الغنية في العالم على قدم وساق حاليا لنشر ما يعرف بشبكات الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات، وهي أحدث ما عرفه العالم في هذا المجال وأعلاها كلفة. وفي المقابل، يعاني أكثر من 3.4 مليار نسمة من عدم توافر خدمة الإنترنت حيث يعيشون. وبرغم هذا، يستخدم معظمهم الهواتف المحمولة التقليدية غير المتصلة بالإنترنت، مما يعني أنهم قادرون على الانتقال بسلاسة إلى استخدام أجهزة مماثلة في الشكل، وقادرة على الاتصال بشبكة سريعة للإنترنت.
وقبل عامين، فكر بائع الفاكهة الهندي ماكليش كومار في تغيير هاتفه العتيق، وشراء آخر يمكنه الاتصال بالإنترنت، فصدمته الأسعار. ويبلغ دخل كومار الشهري حوالي 80 دولارا في المتوسط، بينما يصل سعر الهاتف الذكي محدود الخدمات إلى مائة دولار في السوق الهندية. وأخيرا، توصل إلى تاجر باع له جهازا مقابل 20 دولارا فقط ويباع تحت الاسم التجاري جيوفون، وهو الجهاز الذي نحن بصدده. وتغيرت حياة كومار، فأصبح قادرا على الاستماع إلى الموسيقى الهندية وقت وجوده في السوق، ومتابعة أفلام بولي وود مع أسرته في المنزل بمجرد الدخول إلى خدمة جوجل ومنها إلى يوتيوب. أما الاشتراك الشهري فيعادل 2.5 دولار أميركي فقط، ولا يمثل عبئا ماديا كبيرا على كومار وأسرته.
ويتميز هاتف الفقراء بوجود لوحة مفاتيح يمكن النقر على أزرارها للكتابة بدلا من التحكم بخاصية لمس الشاشة التي قد تكون مزعجة لمن يتعرفون على هذه التكنولوجيا لأول مرة. وعلاوة على هذا، يدوم شحن البطارية لعدة أيام وهي خاصية ثمينة بالنسبة لمن يعيشون في مناطق تتذبذب خدمة التيار الكهربائي فيها. وبهدف تخفيض السعر، لجأت الشركة المنتجة إلى استخدام مكونات أبطأ في الاستجابة نوعا ما وأقل قوة، إضافة إلى تثبيت كاميرات منخفضة الحساسية، وشاشات عرض أصغر في الأبعاد. ولعل هذا ما يفسر طول فترة شحن البطارية.

الحاجة والاختراع
يقول سيزار سنجوبتا نائب رئيس ما يعرف بمبادرة «المليار مستخدم المرتقبين» وتشرف شركة جوجل عليها: «يتزايد الطلب باطراد على أنماط من التكنولوجيا التي يمكن الوثوق فيها وتحمل كلفتها المادية. وتمثل الهواتف ذكية الخواص بوابة لمليار مستخدم مرتقبين تأخذهم إلى تكنولوجيا أكثر تقدما وبسعر ميسور».
وينتج هذا الهاتف شركة رليانس جيو للاتصالات ويدعمها موكيش أمباني أغنى أثرياء الهند. وعندما بدأت الشركة طرح برامجها متناهية الرخص في عام 2016 لاحظت عدم الإقبال عليها نتيجة لارتفاع أسعار الهواتف الذكية في السوق الهندية. ودفع هذا الشركة إلى تطوير هاتف جيوفون بالتعاون مع شركة كايوس للتكنولوجيا ومقرها هونج كونج، وتتولى توفير نظام التشغيل الخاص بالهاتف الجديد. ويتوافق البرنامج مع الأجهزة ذات الذاكرة المحدودة ولوحات التحكم التقليدية القديمة. ونجحت الشركة في بيع 60 مليون جهاز جيوفون بالفعل في السوق الهندية وحدها. وذكرت شركة كاونتربوينت للأبحاث أن مستوى الإقبال على الهاتف الجديد دفع فيسبوك وتطبيق واتس آب التابع لها، وتطبيق تويتر التابع لجوجل، إلى تحميل تطبيقاتها على جيوفون. واستثمرت جوجل في العام الماضي 22 مليون دولار في كايوس بالفعل لتحقيق هذا الغرض. ومن المتوقع بيع حوال 370 مليون جهاز من هذا الطراز في فترة الأعوام الثلاثة المقبلة. وعلاوة على هذا، يوفر هاتف الفقراء الجديد فرصا بقيمة 28 مليار دولار في صورة أجهزة وبرمجيات يمكن لشركات التكنولوجيا صناعتها للابتكار الجديد.

بقلم: نيولي بورنيل

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©