الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حبيب الكلمة.. وداعاً

حبيب الكلمة.. وداعاً
29 أغسطس 2019 02:15

صدّقنا الخبر، مؤمنين بالقضاء والقدر، سائلين المولى الرحمة والمغفرة لفقيد الإمارات. الشاعر والأديب والإعلامي حبيب الصايغ، ولأهله الصبر والسلوان.
حبيب الثقافة والأدب والشعر رحل. فارساً ترجل عن صهوة الكلمة ليسكن كتاب الوطن، ويعيش في قوافي القصيدة العربية التي كان في ميدانها رائداً وأستاذاً حداثياً ملهماً.
رحل حبيب الذي كان إعلامياً بفكر فلسفيّ وسياسيّ مخضرم، حارساً لقيم التسامح والاعتدال والوسطية، عاملاً على ترجمة الخطاب الإعلامي المتزن والعقلاني الذي يجسد القوة الناعمة للدولة. وناشطاً ثقافياً مؤثراً لا يكل ولا يمل. ولا يرضى بأقل من التميز في مجالات الثقافة والفكر والابداع والأدب والشعر.
حبيب الصايغ، عرفته في بدايات عملنا الثقافي والمجتمعي في المجمع الثقافي في أبوظبي، وبدايات تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في العام 1996، ومهرجان أبوظبي بعدها. عرفته إعلامياً مخلصاً للثقافة والفنون. داعماً لكل جهد ثقافي مؤمناً بصوابيته، وهو الذي قال لي مراراً: «إن كل جهد ثقافي فردي ضروري لقيام النهضة الثقافية واستدامتها، فلا تنظري إلى عملك اليوم بعين الحاضر، بل راقبيه ينمو ويكبر أثراً وإرثاً لأجيال الغد ومستقبل الوطن».
حبيب الذي سخّـر وقته الثمين وجهده المخلص لإنجاح مبادراتنا الثقافية المشتركة بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وخاصة «رواق الأدب والكتاب» التي آمن بأهميتها منذ أول محادثة بيننا لمشاركة اتحاد الكتاب في إطلاقها منذ ست سنوات، بالشراكة مع دور النشر الإماراتية، هذه المبادرة التي ما كانت لتنجح، لولا حضوره إلى جانبنا رغم حالات صحية حرجة مرّ بها، في موقف أصيل أثبت فيه، كما في كل مواقفه الثقافية ومبادئه الرؤيوية، الإيمان العميق وصدق النية ومصداقية العمل على دعم الكاتب الإماراتي والعربي، وتعزيز النشر والإبداع الأدبي والكتابة في كل مجالات الثقافة والفكر والفنون.
إلى أين ترحل وتتركنا، وأنت القامة والعلامة، وأنت نجمة الشعر والقصيدة، نخلة الثقافة والريادة والحداثة. شاعر الأصالة والمعاصرة معاً. الأصالة في الانتماء للوطن والإرث والتراث، والمعاصرة في الانفتاح على الإنسانية بالحس المشترك لإنسانية التسامح والعدل والنماء.
يا حبيب القصائد التي لن ترحل، وحبيب الكلمات التي سيذكرها الأبناء ويذاكرها الأحفاد في كتبهم المدرسية. حبيب الريادة الإماراتية التي قدمت روحاً وأنهكت جسداً وأتعبت نفساً في مراد الشموخ والمكانة. في خدمة الإنسانية والإنسان، وحفظ الوطن والكيان.
يا حبيب المواقف التي ما بخلت بوقت ولا بجهد، وانبرت متطوعة للدفاع عن مكتسبات التمكين، مستشرفة دوراً للثقافة بحبرٍ وقلم، حتى آخر رمق.
وداعاً حبيب الصايغ.

* مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©